سعيد سونا صورة مركبة لواقع الفساد بدوزيم دنيا باطمة تفضح فساد القناة الثانية : والعالم العربي يتكلم عن سر العلاقة الحميمية بين الملك وشعبه بعدما صاحت : عاش الملك على هامش ملحمة دنيا باطمة وفي غفلة من الجميع، وتحت فرح هستيري هز أركان الجماهير المغربية، نسي البعض أشياء، وتناسى من كانوا يحلمون بسقوط دنيا باطمة في الأدوار التمهيدية أشياء وأشياء أخرى ... النجاح الخرافي لدنيا باطمة، أحرج جهات عدة وكسر طابوهات ،ومنحنا فرصة الصراخ بأريحية اليقين، وجعلنا نهرول دون الإلتفات إلى الوراء، معتنقينا إلى الأبد مقولة : علي الصوت ...علي الصوت قد يقول أحدهم إنه ضرب من المبالغة والمزايدة، وقد يكفر بعضهم بنجاح دنيا ويعتبره فلتة لاتستحق أكثر من وصفه بالنجاح الترفي، وبالحدث النشاز في سنفونية الحرب على الريع والقضايا الجدية والأولوية لدى الشعب المغربي . يقول أحد الظرفاء أن أوساطا جنحت مسلك التهويل لتمويه الرأي العام المغربي عن معضلاته الهيكلية ،ويقول أحد من يحق فيه قول أشقائنا في مصر الجريحة- دمك زي الشربات – إن إنجاز دنيا كرامة من الله للحكومة الملتحية، لكي يتحقق المرجو والمراد، فكل نقطة في ميزان دنيا تذهب بعشرة من امثالها لمعدل النموالمغربي، حتى تنضبط إيقاعته وألحانه ليحاكي روعة وعذوبة نمو تركيا وقوة شكيمة أردوغان،، الذي أفحم نظريات الغرب البائسة، في تحقيق معدل نمو يجعل الإقتصاد ممنعا ضد كل أشكال الأهوال والموبقات . فعندما قال أردوغان حققنا كل هذا بنظافة اليد، فهل سيفضي إنجاز دنيا إلى خروج بنكيران مترنح الميزاج، بلازمته التي رافقته مند أن دب الشعر في وجهه الأمرد –فهمتني ولا لا- قائلا: بفضل الله، وبفضل صاحب الجلالة، وبفضل الحكامة الجيدة وبفضل دنيا باطمة، تمكنت الحكومة من أن تصل إلى معدل نمو 7 في المئة كما وعدنا المغاربة في برنامجنا الغنائي ...عفوا الإنتخابي . عفوا لاتحسبوا كلامنا هذا لغوا بل هي فعلة الربيع العربي، التي تتزامن مع بداية ففصل الربيع، حين تجتمع جميع المتناقضات، حيث الجو الجميل الذي يروق للبعض، وقد يسبب الألم للبعض الأخر، من مرضى الربووعدة أمراض أخرى. إن نجاح دنيا باطمة يتجاوز ماهو فني إلى ماهو سياسي ،واقتصادي، وسياحي بل إنه وصل إلى عتبة المقام الأعظم سيد الزمان وحديث اللسان- الفساد- الذي يبدو أنه لم يسلم قطاع منه . نجاح دنيا باطمة أنتج مواقف متناقضة كل حسب رؤيته، كما أنه مكن المغاربة من الوقوف على حقائق مؤسفة، تستدعي الوقوف عندها طويلا، والتأمل في ضرورة القطع معها، والتأسيس لضرورة التعاطي مع الشأن العام بكثير من الوطنية التي تنبني على أن مرافق الدولة ملك للمغاربة كل المغاربة . فلنلقي نظرتا على عدة مواقف وهواجس وتناقضات ظهرت على هامش ما أصبح يسمى بظاهرة- دنيا باطمة-: في البداية سيكون من الجور، والظلم، ألا نبدأ بالمساحة الإعلامية الكبيرة التي خصصت لدنيا باطمة، فور وصولها المغرب في استراحة محارب في انتظار النهائي المنتظر، وهنا لست بصدد الكلام عن التفاعل الشعبي فهذا شأن أخر ، بل عن التغطية الخرافية للجرائد اليومية، والأسبوعية ، والقنوات المغربية لدنيا باطمة والنبش في كل تفاصيل حياتها اللشخصية والعامة ، فقد أصبحت المادة الإعلامية الأولى التي تتصدر كل الجرائد والمجالات ،والوجبة الدسمة والمفضلة لقنوات القطب العمومي. قد يبدو الأمر عادياعند البعض ، لكن التأمل في جوهره يجعلنا نخرج بمحصلة واحدة ووحيدة تجعلنا نطرح السؤال التالي : هل يحتاج المغربي منا أن يأتي بتاشيرة النجاح من المغرب حتى نمنحه حق الدخول بين أسطر وجمل جرائد جرائدنا ومجلاتنا ؟ وهل أصبحت قاعدة تابثة حتى نجلس فوق كراسي قنواتنا لكي نقول أننا مغاربة وأن هاته القنوات هي من نتاج ضرائبنا ، هل كفر الوطن بأبناءه؟ هل نحن بصدد هوة سحيقة بين الوطن ومبدأ الإنتماء ؟ أظن أن الأمر كذلك، بل أن دولتنا تستحق الشفقة، لأنها دولة ضعيفة الشخصية تحتاج لمن يؤكد لها دائما أن المغاربة عظماء، لكنها مصرتا على نأتي ببرهاننا من خارج أسوارها إن كنا صادقين ، فالأمر تكرر في الفكر مع أسماء كثيرة وعلى سبيل المثال لاالحصر فقيد الفكر العالمي الحر، الفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري ،الذي نهض له العالم ولم يقعد، نظرا لمكانته العلمية والأرقام التي كانت تحققها مبيعات كتبه بالمشرق،وفي كل بقاع العالم، لكنه ضل غريبا في وطنه ولم تتحرك ذاكرة الدولة المغربية ، حتى التهمته الأرض، وحينذاك تذكرت الدولة المغربية أن لها مفكر ،عبرت الرسالة الملكية في مراسيم دفنه، على أنه يشكل كبرياء المغرب أمام المشرق ،بعد أن رفض كل الجوائزالمشبوهة ، واختار أن ينهزم في وطنه ... ضف إلى ذلك مفكرين أخرين أمثال المهدي المنجرة، وأخرون ، وتكرر الأمر في الرياضة ،حيث يتم اغتيال كل رموز الرياضة المغربية، ألم يطرد سعيد عويطة بطريقة مذلة، لا لذنب سوى أنه أراد أن تظل راية الوطن شامخة بطلا كان أو مدربا ، ليضطر لمغدرة الوطن مكرها إلى من يحفظ تقاسيم وجهه عن ظهر قلب ،فهاهو يتلقى راتبا يفوق راتب غريتس، فوق كرسي أثير وفوق عرش مملكة الجزيرة الرياضية ، كل مايطلب منه أن يعرفهم من سيكون في منصة التوييج لأنه الأب الروحي للمذاليات الذهبية، وكذا الشأن بالنسبة للزاكي والدكتور حسن حرمة الله، وأخرون بالألاف من عباقرة ومهندسين ...التهمتهم كندا وجامعات ومعاهد العالم المتحظر ... فلقد قال الدكتور المهدي المنجرة شفاه الله أنه إذا كان الخليج يفتخر بثروته البترولية فعلى المغرب أن يفتخر بثروته البشرية ؟؟؟ كم أنت طيب أيها المفكر، فالدولة تفرغ المستشفيات من الأطباء، والدواء ،حتى تتخلص منا الواحد تلوى الأخر، وتسعى لإثارة أعصابنا حتى تقذف بنا في مستشفيات العته والجنون، بدون أسرة ولادواء. ومن المواقف التي تستحق التفاعل معها، هي المقولة التي تدعي بأنه لايمكن لمغنية أن ترفع رأس المغرب، إنها قمة التسرع والسطحية، ولو أنها جاءت من شيخ جليل أجله كثيرا ، شيخنا المحبوب فضيلة العلامة عبدالله النهاري عندما قال وشاطره البعض وجهة نظره : أن يستحيل بأن يعول النغرب على مغنية لترفع رأسه ، فليست المغنية من ترفع رأس المغرب هذا عين العقل ،وقلب الحقيقة، لكن المغرب يصر أن لايرتفع رأسه بإصرار غريب ، فلماذا التجني على الهوامش فمتى قبل المغرب بأن يكون ممشوق القد، شامخ القامة ، واثق الخطوات وهويشق طريقه نحوى دولة المجد بأبنائه البررة وهو العاق بهم . وهناك من سفه المغاربة وسخر من فرحتهم واستقبالهم التاريخي لدنيا باطمة، لكنهم تناسو أن المغاربة ظلوا السبيل بعد أن تشابه البقر عليهم، من فرط جلد الوطن لهم . أقول لهؤلاء إن المغاربة شعب متعطش للفرح ،تضحكه حتى النكث البليدة، يريد أي شيئ يذكره أن راية بلاده حمراء تتوسطها نجمة خضراء . لاتستغربوا من فرحهم ،فهم ينظرون لدنيا وكأنها الوطن نفسه؟؟؟ إنهم يبحثون عن الوطن في كل الأمكنة، يتلمسون أشباه الإنجازات ويسبغونها بألوان المجد،لأن العمى أصابهم بعد معانتهم من اكتئاب سريالي ولهذا تفقت قريحتهم وانتجوا لنا جملة يسكن بين ثنياها الفشل – عمش ولا عمى – أي أنهم يقبلون بأنصاف الحلول بل بأشباهها. إن الحزن اصبح من مكونات الدم المغربي، ففضلا عن الكريات البيضاء والحمراء ثمة حزن عشقته شرايين المغاربة . غيروا كل المسلمات والمقولات الشعبية إلى – واش خصك العريان باغي نفرح أمولاي – نحن شعب فقير، حزين، مقهور، مكبوت ،توالت الهزائم علينا من كل جانب فقد تناسوا جريمة غريتس، ويريدون التنكيل بدنيا. على الأقل فإن دنيا لم تكلف خزينة الدولة راتب غريتس الذي يساوي راتب حكومتين، فرفقا بالقوارير يادعاة الدين والأخذ بالتدرج كمبدأ لإدراك المقصود. ثم دعوني أذكركم بأن دنيا تم وأد حلمها على منصة العار باستوديو دوزيم، في مهزلة لن تنساها ذاكرة المغاربة، من طرف لجنة تحكيم مشبوهة... ودعوني أذكركم أن العالم العربي وقف إجلالا لسحنة محيا المغرب، في شخص صولات وجولات ، دنيا باطمة التي أبكت الجميع، وأحرجت فنانين كبار واتسع صدرها لتجلس على منصة الأخبار بقناة دوزيم ، متناسيتا جرح الأمس، ولعلها كانت تردد في قرارة نفسها البيت الشعري الخالد الذي يجسد تسامح الفرد مع وطنه : بلادي وإن هانت علي عزيزة وأهلي وإن ظنو بي كرام لكن بين كل هذا وذاك لايمكن أن نقفز على حدث جعل العالم العربي يقف مشدوها عندما تم الإعلان عن تأهل دنيا باطمة للنهائي : وصاحت بأعلى صوتها والدموع تكتسحح محياها الجريح : عاش الملك محمد السادس، في منظر قسم ظهر الربيع العربي، بربيع فني مغربي، جعل الكل في الوطن العربي نظرا للشعبية الكبيرة للبرنامج ، ونسبة المشاهدة الباهرة له يطرح أسئلة عديدة من قبيل : من جعل دنيا باطمة تذكر ملك بلادها في نجاح يحسب لها ؟ وماهو الهدف؟ وماهو وماهو وماهو ...أسئلة كثيرة طرحت في هذا الصدد لكن صدقوني أن كل حكام العرب يحسدون ملك المغرب عن هاته العلاقة الحميمية بين الملك وشعبه ، وجعلهم يجزمون أن المغرب فعلا هو إسثناء بين كل مايجري ويدور حاليافي الوطن العربي والدليل تهافث دول الخليج على انضمام المغرب لها، وهذا ماتم تداوله في عدة قنوات وجرائد ومجلات عربية... الأمر الذي توج بتصويت العاهل المغربي لصالح دنيا باطمة كما جاء على لسانها كمواطن مغربي، وبالتالي جسد مأبلغه المستشار المللكي محمد المعتصم للجنة تعديل الدستور وممثللي الأحزاب المغربية: بأن الملك يقول لكم إن القداسة لله والعصمة للأنبياء وأنه ملك مواطن. ألم أقل لكم إن نجاح باطما يتجاوز ماهو فني إلى ماهو سياسي ليجعلني ننظر للأمر من زوايا عدة ،حتى نعلم حقائق أخرى تنقذنا من المجهول، الذي قض مضجعنا، بمتناقضات قد تنكمش معها راية المغرب، وتنحني في تخاذل لعواصف الخارج وتمرق من خصوصيتها بدون رجعة . قد يتساؤل البعض عن الدواعي الفنية، والعلمية الحقيقية، وراء تألق دنيا باطمة فدعوني أزعم أنني من الذين يتوفرون على الجواب اليقين في تبديد كل شك وريب حزين. فبحكم خبرتي الموسيقية المتواضعة إليكم غيض من فيض دوافع تفوق دنيا: متى كان الجمال شرطا لتكتمل معادلة النجاح ، فلن أطنب في هذا الباب لأحيلكم على سيدة الطرب العربي أم كلثوم ،التي لم تكن تتمتع بقوام رشيق لسمنتها الطافحة، لكن سيدة الطرب العربي لازالت تتربع على عرش الأغنية العربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. مع العلم أن دنيا باطما بحكم مواظبتها على تمارين الرياضة، أصبحت تتمتع بقوام ممشوق ،ورشاقة جد مقبولة . ومن المسلمات التي يعرفها الجميع أن قوة الشخصية قد تجعل المرء يتناسى حسن المحيا، رغم أن دنيا- مسرارة- وينطبق علييها المثل المغربي الرائع – هز الزين وحط المسرار- دنيا تتميز بإصرار كبير رغم الضربة التي تلقتها من استوديودوزيم، واصلت المسير وكلها يقين بموهبتها، فالإصرار والثقة بالنفس شرط النجاح. دنيا هادءة الطبع، رزينة العقل، تغني بكاريزما العمالقة، بدون توتر ولاتشنج، وبثقة بالنفس تقول : أعرف قيمة صوتي لايهمني إن سقطت لكنني متأكدة أنني أسلب عشاق الطرب والصوت الشجي . تتميز دنيا بأخلاق جد عالية لطيفة مع محيطها طيبوبتها في دموعها التي تنزل بسهولة ، بارة الوالدين ، حسها الفني ورومنسيتها تساعدانها في جذب الأنظار إليها، كما أن عائلتها المحافضة غرست فيها قيم العفة والشرف ، فالكل يتذكر عندما انسحبت من برنامج استوديو دوزيم للتحرشات المخلة بالأداب الموجودة بالبرنامج دنيا تغني جميع المقامات الغربية والعربية من – النهوند والكرد والعجم والبياتي والصابا والحجاز والرصد ... بدون نشاز أو – فوس نوط دنيا تتقن الغناء على جميع الإقاعات الغربية، والشرقية، والخليجية، والمغربية وهذا مايصعب على عتاه وكبار الفنانين . تتوفر على صوت بطبقات ثلاث – إيكي – ميديوم وقليل من الكراف . قوتها في مايسمى –بلفبراسيون – أي تلعب بصوتها كما تشاء وهذا دليل على صوت بمقومات كبيرة. ثم أنكم لاحظتم أنها لاتتفاجأ بملاحظات لجنة التحكيم، التي تشيد بها مند بداية المسابقة لأنها واثقة مما تفعل. ثم أننا لا يمكن أن نغفل أنها سليلة العائلة الفنية المحترمة – باطمة وما أدراكم ماعائلة باطمة . فعندما تجتمع الموهبة بالأخلاق والإصرار تكون النتيجة : دنيا............ياغرامي ووطني .......وعتابي فعفوا أيها الوطن نريد أن تبر بنا ،وأن نبر بك، فنعم الوطن البار بأبنائه، ونعم الأبناء البارين بوطنهم.