في الوقت الذي شكلت الصورة التي ظهر فيها الملك محمد السادس قبل أيام في أحد شوارع مدينة خريبكة في سيارته الشخصية بدون بروتوكولات رسمية، وجمْع من المواطنين يحيطون به وآخرون يحاولون اللحاق بسيارته، مادة دسمة أثارت عاصفة من التعليقات التي أشادت بالسلوك المؤدب والرفيع للملك وهو يقترب من نبض شعبه، "في الوقت نفسه" تقرر إعفاء القائد الجهوي للدرك الملكي بالمدينة ذاتها من مهامه، بسبب "ترتيبات مرتبطة بالزيارة الملكية للمنطقة"، وفق ما أفادت به بعض الصحف يوم الاثنين 19 مارس الجاري وفيما أشارت جرائد بأن سبب إعفاء العقيد أنس كزوز له علاقة بالاحتجاجات التي نظمها مواطنون في الطريق المتاخمة للشارع الذي مر منه الملك، أفادت صحف أخرى بأنه يُتوقع صدور قرارات تأديبية في حق مسؤولين كبار من الأمن والدرك الملكي بمدينة خريبكة نتيجة " تقصير مجموعة من المسؤولين في أداء مهامهم خلال اليوم الثالث من الزيارة الملكية لإقليم خريبكة"، فضلا عن تسجيل "أخطاء بروتوكولية جسيمة ارتكبت لدى الزيارة الملكية"، في إشارة إلى ما كاد يرتكبه مواطنون قبل أيام لدى رؤيتهم لسيارة الملك من عرقلة غير مقصودة لمساره. ولعل الأمر الأكيد وسط هذه الأخبار هو أن الصورة التي تم تداولها بقوة في مواقع الانترنت، ويظهر فيها الملك يقود سيارته بنفسه بأحد شوارع خريبكة، وقد تحلق حولها جموع من سكان المدينة لتحيته أو لتقديم طلبات شخصية له، هي أساس "الغضبة" الملكية الجديدة التي لاشك أنها ستسقط رؤوسا أمنية عديدة في المنطقة.