قضت محكمة البلدية العسكريّة جنوبالجزائر، بوضع قائد القوات الخاصة في المخابرات الجنرال عبدالقادر اورابي المدعو "حسان"، تحت الرقابة القضائيّة، وفتح تحقيق جنائيّ في حقه. وأكّدت مصادر عسكرية، أن الإجراءات المتخذة ضد اورابي، تأتي بعد اتهامه بارتكاب أخطاء جسيمة، وهي جريمة خطرة في العرف العسكريّ، حيث يُعتقد أنه وراء تشكيل جماعة متطرّفة مزيفة والقيام بأنشطة مثيرة للفتنة. وأعلن الدبلوماسي الجزائري السابق العربي زيتوت، على موقعه الرسميّ، أن الجنرال "حسان" الذي ظل يترأس القوات الخاصة التابعة للمخابرات والمعروفة اختصارًا ب"GIS"، قد قُدّم إلى المحكمة العسكرية في البليدة جنوبالجزائر، بعد أن اعتقل في بيته بالقوة من طرف قوة خاصة تابعة للدرك الوطني، وأن التهمة الرئيسة الموجهة له هي "تشكيل مجموعات عسكرية مسلحة غير قانونية"، و"استخدام القوة المسلحة خارج القانون". ورأى المُحلّلون، أن ما يحدث من إحالة على التقاعد لجنرالات المخابرات الجزائرية والملاحقات القضائية التي تطالهم منذ قرابة 4 أشهر، بالإضافة إلى الهجوم العنيف الذي شنّه عمار سعيداني الأمين العام لجبهة "التحرير" الحزب الحاكم في الجزائر، الأسبوع الماضي، سببه الخلاف بين قائد المخابرات الجزائرية الفريق محمد مدين والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة حول العهدة الرئاسية الرابعة، حيث يُعتقد أن جنرالات المخابرات يرفضون أن يتم التجديد ل بوتفليقة، بالنظر إلى وضعه الصحي المتدهور، وأن الخطوة المقبلة المنتظرة ستكون عما قريب إحالة الفريق محمد مدين إلى التقاعد، و هي خطوة إن أقدم عليها بوتفليقة يكون قد أزاح من طريقه أحد أهم العقبات وأشرس رجال الحكم في الجزائر منذ الاستقلال، والذي يُعرف عنه أنه "من يصنع الرؤساء في الجزائر". ويُعدّ الجنرال "حسان"، 64 عامًا، الذراع الأيمن لقائد المخابرات الجزائريّة الفريق محمد مدين المدعو "توفيق"، وكانت آخر مهمّة كُلّف بها هي تحرير الرهائن في الموقع النفطيّ الجزائري "تيقنتروين" في عين أمناس جنوبالجزائر، في شهر كانون الثاني/ يناير من العام الماضي.