ليست من عادتي تخصيص كم من المقالات لمؤسسة واحدة , حيث أن العديد من مؤسساتنا التعليمية تشهد العديد من المحطات التي تستحق التغطية والتنويه , نظرا لما يبذله طاقمها من جهود تمر أحيانا دون إشارة ما. اسمحوا لي أن أخصص هذا المقال أيضا لمؤسسة للأمينة بوجدة والتي استضافت هذه السنة التلاميذ الصم , بعد أن خصص لهم السيد النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنجاد أقساما مدمجة بهده المؤسسة, التي استقبلهم مديرها وأساتذتها مشكورين بصدر رحب وقبول حسن , محاولين توفير أيسر الظروف لإدماج هؤلاء التلاميذ الصم قدر الإمكان جنبا الى جنب مع التلاميذ العاديين.هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة تعتبر من أكثر الفئات تهميشا لعدم وجود آفاق للمستقبل . وبفضل الله, ثم جهود جمعية ابن خلدون لذوي الاحتياجات الخاصة وتعاون النيابة الإقليمية لوجدة أنجاد بكل طاقمها ومصالحها,تم إخراج هذه الفئة من عنق الزجاجة ,لبث أمل جديد في نفوسهم ونفوس أوليائهم الذين لو تعرفتم على مقدار معاناتهم ومدى تألمهم لأشفقتم عليهم.تلاميذ يستحقون ما يستحقون. جمعية ابن خلدون لذوي الاحتياجات الخاصة وبتعاون مع عدة جهات ستوفر لهم إن شاء الله تعالى كل الأفاق الممكنة لدمجهم وتأهيلهم مهنيا , وإعدادهم إعدادا حرفيا انطلاقا من مقرر ستعمل لجنة من خيرة المفتشين على تكييفه مع حاجيات هذه الفئة وقدراتها بدمج التربية والتعليم مع التكوين حتى تصبح لغة الإشارات لغة التواصل ولغة في كل المجالات التي يحتاجها هؤلاء الصم الذين يملكون فقط ثلاثة حواس من بين خمسة, لكن هذا النقص عوضوه بقدرة فائقة على استعمال المهارات اليدوية – لن أطيل في هذا الجانب وأترك المجال للمستقبل إن شاء الله تعالى – وبمناسبة عيد المولد النبوي الشريف نظمت جمعية ابن خلدون لذوي الاحتياجات الخاصة بمساهمة كبيرة من أستاذات المؤسسة حفلا جمع بين تخليد ذكرى المولد النبوي الشريف وبين رد الاعتبار لهؤلاء الصم الذين احتفلوا بطريقة مميزة بنقش التلميذات الصم للحناء وبحضور أمهاتهن اللائي عبرن عن فائق تقديرهن على ما يلقاه أبناؤهن من عناية وحنان ,وكما يظهر من بعض الصور فرحة التلاميذ الصم الذين لم يألفوا مثل هذا التنظيم ولا المشاركة حيث تناولوا وجبة تليق بالمناسبة بحضور ذويهم وممثلي الجمعية وإدارة المؤسسة وأستاذاتها . أملنا أن تنتبه الجهات المعنية الى هذه الفئة وتوليها ما تستحق من عناية تليق بمعاناتها وتوازي قدراتها , من تسهيل النقل لهم ولأوليائهم وتيسير مختلف التكوينات وتحديد نسبة من الوظائف في القطاع العام والخاص وتقديم الدعم اللازم لهم . وليس ذلك بغريب عن مجتمع ألفنا منه الوقوف والمؤازرة في السراء والضراء. ولا أعتقد أن مساعدة مثل هذه الفئة لا تدخل ضمن الصدقة الجارية . جازى الله خيرا كل من يقدم لهم أي دعم كان ولو بالدعاء والكلمة الطيبة .