سطرت مديرية الأمن الوطني خلال شهر دجنبر الماضي برنامجا مكثفا , لتوعية التلاميذ المتمدرسين في التعليم العمومي أو الخصوصي عن مخاطر الطريق وضرورة احترام قانون السير, لحماية أنفسهم من حوادث قد تحل بهم ذهابا وإيابا من والى المدرسة التي يلتحقون بها يوميا ويقطعون عدة طرق ويمرون من عدة إشارات وعلامات للسير ,دون أن يأبهوا في الكثير من الأحيان عن جهل أو تهور بما قد يتسبب مثل هذا السلوك من تهديد لسلامتهم ويعرضهم لآفات شتى. شاءت الظروف أن نلتقي معهم أواخر دجنبر خلال حملتهم التوعوية بمؤسسة للأمينة التي برمجوا فيها حصة للتلاميذ العاديين. وحيث أننا أسسنا جمعية لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ,وعلى رأسهم التلاميذ الصم الذين لم يكونوا يتمدرسون بشكل رسمي ,وبفضل جهود الجمعية المذكورة التي تتألف من مفتشين ومديرين وأساتذة وخواص , وبفضل جهود النيابة الإقليمية لنيابة وجدة أنجاد ومساهمة فعالة من السيد النائب الإقليمي ,ثم دمج هؤلاء الصم داخل مؤسسة للأمينة ,حيث يتزايد عددهم يوما عن يوم بعد أو توفرت لهم الظروف المناسبة- موضوع سأعود له لاحقا لأتحدث عن المشروع الذي تعده الجمعية في هذا الشأن- طرحنا عليهم فكرة تخصيص حصة خاصة بالصم مستقبلا. وبعد اتصال ثاني من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية نيابة وجدة أنجاد , حضر وفد من رجال الأمن يوم الجمعة 10 دجنبر بفريق يضم سبعة من أفراده , مما أعتبر سابقة أن يحضر الفريق بهذا العدد والعدة. خلال هذه الحملة التي تركت أثرا طيبا في نفوس التلاميذ الصم الذين تجاوبوا بشكل كبير وبعد أن تكلفت الأستاذات بترجمة المداخلة عبر الإشارات ,في لقاء متميز ملؤه التقدير والاحترام لهذه الفئة التي تحتاج الى عناية ودعم , لتعليمهم وتأهيلهم بشكل جيد . اغتنم التلاميذ الصم الفرصة معبرين بطرقهم الخاصة عن غبطتهم وشعورهم بالاعتبار ,سيما وأن التحاقهم بهذه المؤسسة شكل نقلة نوعية تمثلت في زيارة عدة للسيد النائب الاقليمي الذي قدم كل ما يمكن تقديمه ومساهمة جمعية ابن خلدون لذوي الاحتياجات الخاصة في إقامة حفل توزيع ألبسة شاركت بها رابطة التعليم الخصوصي مشكورة على هذا الدعم. ومن هذا المنبر أتوجه لرجال الأمن الذين تكلفوا بهذه الحملة التوعوية ,على سعة صدرهم وعلى هذه المبادرة الايجابية والفعالة ,وعلى مساهمتهم في تحسيس هؤلاء التلاميذ الصم بأن المسئولين يولونهم عناية خاصة واعتبارا متميزا,والى كل من ينظر الى هذه الفئات المحرومة بعين الرحمة والدعم لتقويتهم ودمجهم داخل المجتمع بشكل يجعل منهم فئة منتجة فاعلة مساهمة ,لا مجرد عالة على أسرهم وعلى المجتمع عامة.