هل نحن من نختار الحبيب؟؟ بعقلنا، قلبنا وإرادتنا؟؟ أم أن هنالك خطة سرية جعلتنا نختاره؟؟، لنقرأ هذا الخبر ولذي يضع به العلماء "الحب" على طاولة التشريح، فرحلة شاقة وشيقة يقطعها الحب يوميا في حياة البشر والكائنات، فيتناثر أحيانا في حنايا الأغاني العاطفية وفي قصائد الشعراء، وأحيانا أخرى في قصص وروايات الكتاب وأعمال الفنانين التشكيليين. وأيضا لم يفقد الحب بريقه على طاولات العلماء والأطباء، فلا يزال يحلق كطائر الفينيق ويثير شهيتهم كلغز يجتهدون كل يوم في فك شفراته وأسراره. ومع ذلك لا أحد يعرف من السبب في لسعة الحب: هل هو القلب أم العين أم المخ، أم أشياء أخرى؟ من بين الذين حاولوا الإجابة عن السؤال الأزلي، ستيفاني أورتيغ، من جامعة سيراكوز، التي قالت إن: "هذا سؤال دقيق، أعتقد أنه المخ، لكن القلب له صلة بالأمر أيضا، لأن فكرة الحب معقدة وتتضمن عمليات من أسفل لأعلى ومن أعلى لأسفل ما بين المخ والقلب". إلا أن البعض أخرج الحب الرومانسي من دائرة المشاعر، مثل آرثر آرون، أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة ستوني بروك، الذي يرى أن الحب ليس عاطفة، وإنما هو حافز أساسي مثل العطش والجوع. ومن بين الأدلة الداعمة لنظريته أن التصوير بالرنين المغناطيسي كشف أن المناطق الغنية ب" الدوبامين" في المخ تضيء عندما يفكر المرء في محبوبه، وهي مناطق تعرف بنظام الحافز والمكافأة. بينما يعتقد بعض العلماء أن الحب يحدث نتيجة إفراز المخ لمزيج من المواد الكيميائية يتعذر على المرء مقاومته، وعبر هذا المزيج يحفزنا المخ على الحب. ورغم أننا نعتقد بأننا نختار بمحض إرادتنا حبيبا ما، يبدو في الحقيقة أننا لسنا سوى ضحايا لخطة "سرية" محكمة. تحدد هيلي فيشر، من جامعة روتغرز، 3 مراحل للحب، هي: الرغبة والانجذاب والتعلق، ويتحرك المرء في كل مرحلة انطلاقا من هرمونات وإفرازات كيميائية مختلفة. وتصديقا للمقولة الشهيرة " الحب أعمى " خلصت إلين بيرشيد، الباحثة البارزة في مجال سيكولوجية الحب، إلى أن المحبين حديثا غالبا ما يضفون طابعا مثاليا على أحبائهم، حيث يضخمون مزاياهم ويعمدون للتقليل من عيوبهم. ومن المعتقد أن هذه النظرة الوردية ضرورية كي يبقى الحبيبان معا وكي يدخلا إلى المرحلة الثالثة ترتبط بالتعلق، وهو مصطلح يشير إلى الرابطة التي تجمع بين الزوجين لفترة كافية حتى ينجبا ويتوليا رعاية الأطفال. وأولى العلماء اهتماما كبيرا بتحديد العناصر التي تجذب النوعين لبعضهما على نحو يمهد لتولد الحب. وينبغي التنويه هنا بأن الانجذاب الأول لا يعني بالضرورة نمو المشاعر لترقى إلى الحب، بل اكتشف العلماء وجود تباين في المعايير التي ينتهجها الرجال والنساء في تحديد من ينجذبون إليهم على نحو عابر ومن يختارونهم للعلاقات طويلة الأمد.