تم مؤخرا بالرباط إعطاء انطلاق تمرين دولي لمحاكاة وقوع طارئ إشعاعي خطير ناجم عن عمل مدبر عن طريق تفجيرات واستعمال قنابل ذرية وخبيثة ، وذلك لتعزيز قدرات المغرب في مجال الاستعداد والتصدي للطوارئ الإشعاعية والنووية. وعرف هذا التمرين الدولي، الذي أطلق عليه اسم «باب المغرب»، حضور مسؤولين مدنيين وعسكريين سامين،وكذا ملاحظين دوليين يمثلون، بالخصوص،الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووزارة الطاقة الأمريكية والسلطة الفرنسية للسلامة النووية والإدارة العامة الإسبانية للوقاية المدنية والطوارئ. كما تتبعته مراكز العمليات المستعجلة في 58 دولة و10منظمات دولية من أجل التصدي له. وتتمثل الأهداف الأساسية لهذا التمرين، الأول من نوعه ببعد مزدوج: الأمن والسلامة النوويان. ويحاكي حدوث عمل إجرامي يستهدف ميناء طنجة وساحة جامع الفنا بمراكش تنتج عنه مواد مشعة ويخلف ضحايا ويؤثر على قطاعات اقتصادية حيوية كالنقل والتجارة والسياحة والصحة. ويستهدف التمرين تقييم النظام الدولي للرد وطلب المساعدة بين الدول، فضلا عن تحديد الممارسات الجيدة والتحسينات المطلوبة لتقاسمها مع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد جعلت الهجمات الإرهابية التي هزت المغرب في 2003 و2005 ينتبه إلى ضرورة اعتبار مخاطر هذه الأعمال بنفس درجة المخاطر التي تشكلها الطبيعية أو المترتبة عن التكنولوجيا. و من الواضح بالنسبة للمغرب أن محاربة الإرهاب بكافة أشكاله، تشكل تحديا كبيرا،لأنه أضحى من الضروري التوفر على استراتيجية تهدف إلى الحد أو على الأقل تقليص الخسائر وآثار أحداث ذات طبيعة مشابهة، بالنظر إلى أن التهديد الارهابي أضحى اليوم حقيقة وأن السياق الاقليمي والدولي يشجع على إرساء مثل هذه الاستراتيجية. وأشارت مصادر رسمية إلى أن المغرب معبأ في هذا السياق لوضع أسس نظام لتوقع ومحاربة الأعمال الاجرامية التي تستخدم فيها مواد خطيرة، نظام يأخذ بعين الاعتبار ضرورة المرور من منطق الترميم إلى ثقافة الوقاية، والقطع مع المقاربة الفردية لفائدة مقاربة جماعية. وتعتبر هذه المبادرة المنظمة في المغرب الاولى من نوعها في العالم العربي وإفريقيا وآسيا، وتبرز الثقة التي يحظى بها المغرب من طرف المنتظم الدولي في ما يخص مكافحة الارهاب، مشيرا إلى أن المملكة تعد من البلدان القلائل التي تتوفر على منظومة مندمجة في تدبير أزمات من هذا النوع. ويندرج تنظيم هذا التمرين على مدى يومين في إطار تمرينات «كونفيكس» التي تشمل فقط بعد السلامة النووية بمبادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية المعنية، تطبيقا لمقتضيات الاتفاقيات المتعلقة بالإشعار السريع والمساعدة في حال وقوع حادث نووي أو تسرب مواد مشعة بشكل طارئ. بشكل مشترك من قبل المديرية العامة للوقاية المدنية والمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النوويةو بتعاون وثيق مع عدة قطاعات وزارية وبمساهمة قيمة من قبل القوات المسلحة الملكية ومصالح الأمن والوكالة الخاصة طنجة -المتوسط. وينظم هذا التمرين مع اقتراب انعقاد القمة الثالثة للأمن النووي المقررة في لاهاي يومي 24 و25 مارس 2014، ويشكل مساهمة جوهرية للمغرب في الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز النظام الدولي للأمن والسلامة النوويين.