إن ما يثير الحسرة و الأسف ما أضحت عليه الرياضة بالمنطقة الشرقية من أوضاع مزرية جعلت المتتبعين و المهتمين الرياضيين الحاليين يدقون ناقوس الخطر بقوة و الحاح معلنين عصر اندحارها و انحطاطها كليا ٬فحاليا بعد تشييع جثمان الموسم الرياضي2012/2013 إلى مثواه الأخير. نحن معشر الرياضيين بالمنطقة الشرقية كنا قد استعجلنا رحيله أملا في معانقة موسم جديد أدنى من المواجع و النكسات للرياضة بالمنطقة. بحيث لا يختلف اثنان أن هذا الموسم الرياضي المنتهي كان موسما ابيضا للرياضة الشرقية بكل المقاييس٬ هذا البياض الذي لم يكن بياض سلام أو بياض من حب ووئام . بل إنه بياض النتائج الذي يعكس بجلاء هشاشة سياسة المسيرين الفاعلين الرياضيين المحليين ٬فيما يخص أهم قطاع يهتم بالشباب و تشريف المنطقة و حتى التعريف بوجودهم ٬ لعدة أسباب متداخلة تتحكم فيها لوبيات متحكمة ظلت تجثم على صدورنا مند عدة سنوات بشكل استفزازي . فاصبحت تفرز لنا كل موسم اشكالا من المسرحيات الدرامية و مظاهر الضعف و الهوان ٬الى جانب الفوضى و تداخل الاختصاصات التي يعرفها هذا القطاع مند أمد بعيد بشكل اصبح ظاهرا للعيان . مما جعل الرياضة بمثابة مضيعة للأموال و هدر للطاقات الشابة ٬بعدما أصبح يسيطر على المنخرطين المتطوعين و المستثمرين على سواء حالة من التشاؤم و سوء المصير المعروف مسبقا٬ بعدما أصبحت هذه المنطقة غائبة على الخريطة الرياضية الوطنية و خفتان بريقها كأنها أضحت عاقرا في إنجاب النجوم و الأبطال الذي يمثلونها في المحافل الوطنية و العالمية ٬كما كانت في الأمس القريب . فأصبحنا نعيش موسما أسوأ من مثيلاته فيما يخص النتائج و إندحار جل الفرق المعروفة وطنيا إلى الأقسام المخزية و الدونية فعايشنا لمرات عدة سقوطها كأوراق الخريف ٬و حاليا نعيش نفس المآل بالنسبة لعدة فرق لكرة القدم ( فرق الناظور-الحسيمة- بركان – تاوريرت – وجدة...الخ) التي أصبحت حاليا تصارع آخر سكرات الهبوط المفجع على التوالي إلى قسم الظلمات رغم المجهودات المحتشمة و المبذولة بصفة فردية و ارتجالية معهودة بالمنطقة دون أدنى فرصة للإنقاذ بسبب التجاهل و اللامبالاة التي تعيشه المنطقة و خاصة من اعيانها المستبدين . فكان من بين الأسباب المباشرة دو الصبغة التسييرية المحضة٬و التي كانت و مازالت تنخر جسد هذا القطاع الحيوي بشكل متزايد و مطرد. حيث بما لا يدع الشك أن تشخيص مكامن هذا الضعف لا يسعنا إلى الإشارة إلى هذه السيطرة الاستبدادية من طرف مسؤولين تملا قلوبهم الأنانية و الجشع .ففرضوا علينا عنوة هذا الواقع المرير مما جعل منطقتنا غير منتجة و غير نافعة رياضيا مند سنوات ٬ بعدما أصبحوا بمثابة سماسرة القطاع الرياضي يتفنن كل واحد حسب طريقته في التلاعب بالفرق و لاعبيها على سواء غايتهم الوحيدة المال على حساب مستقبل الرياضة و تنميتها بالمنطقة .فأصبحت هذه الأخيرة بمختلف أشكالها و شعاراتها تتخبط في فوضى عارمة بشكل مقلق.فجعلت من الفرق المحلية بالمنطقة الشرقية تدور في فلك الفرق الطفيلية و الضعيفة بحيث تستنزف الأموال و الطاقات الشابة المولع بالرياضة دون هدف أو عطاء٬ بل أصبحت رائدة في ميدان تجارة الرق و السمسرة الرياضية وطنيا و دوليا كأن فرقها حققت اكتفاءا ذاتيا في حين هي احوج الى هذه الطاقات المهدرة بشكل مستفز . لكن لا بأس من قراءة عابرة في مخلفات موسم رياضي ودعناه و استحضار ابرز محطات الفوضى و العبث الذي طبع المشهد الرياضي الشرقي ٬و ما حمله هذا الحيز الزمني من لوعات – آهات و ألام . فبدئا بكرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة٬ و التي أضحت تستنزف الملايين من المال العام دون رقيب أو حسيب و دون عطاء أو مردود بعد أن توالت النكسات بداية بالفريق الأول للمنطقة –المولودية الوجدية- الذي أصبح حاليا يعج بعناصر من اشباه لاعبين متقاعدين و مسيرين أشبه بالغرباء عن سكان عاصمة الشرق ٬بحيث لا يملكون أنفتهم و نكران ذاتهم بل أصبحوا تماثيل جوفاء تعبد من طرف أشباح من المناصرين المرضى و المتيمين بحبها٬ رغم أن علامات السياط المتتالية و الثقيلة تنهال عليهم من كل صوب و حدب ٬و من كل فريق تقابله فأصبحت سادية هؤلاء الغرباء من اللاعبين و حقدهم الدفين ظاهرة للعيان رغم جلبهم بأموال طائلة٬في حين لم يضيفوا أي شيء يذكر مما جعلنا أن لا نأمن ما سيحدث في المستقبل بعد أن غاب رجال الفريق العريق و احد مشاهير الفرق الوطنية و روادها بشكل غامض جعل من فريقنا الأول في رفوف الماضي الجميل. أما عن الأندية و الفرق المحلية الشرقية و التي تدور في فلك الفرق الطفيلية بحيث تستنزف الأموال دون هذف أو عطاء بل أصبحت رائدة في ميدان التجارة و السمسرة الرياضية و استنزاف طاقات الشباب بجميع الأنواع و اشكال النصب و الاحتيال فلقد خلقت أسواقا جديدة للنخاسة و الرق تنهال و تشحن منه الفرق الوطنية الأخرى طاقاتها و مواهبه الخام٬ بعد أن كانت هذه المنطقة فيما قبل لا تعرف رواجا بفضل ما كانت تتوفر عليه من افاق ضمان للمستقبل و مستوى رياضي منقطع النظير بالمناطق الاخرى على عكس ماهو الحال حاليا. فكان هذا الاجتياح لسماسرة اللعبة الوقع السيئ على الفرق الشرقية و التي أصبحت تسقط كأوراق الخريف إلى الأقسام السفلى كما حدث للهلال و فتح الناظوريين –تاوريرت و احفير … مما جعلها تعيش مشاكل مادية و بشرية لا يمكن لأحد التنبؤ بمصيرهم مستقبلا بعد فلول هذا الكم الهائل من اللاعبين الى فرق مثل الفتح الرباطي – اولمبيك خريبكة و الفرق البيضاوية … مما جعل فرقنا تعيش خصاصا مهولا في المواهب أو جلبها شبه لاعبين او متقاعدين استنزفت قوتهم في فرقهم الاصلية من مناطق أخرى بشكل تبذيري مسرف و بدون اي جهد او غيرة من طرف هؤلاء المرتزقة . بل اصبحت فرقنا كمختبر التجارب لمدربين و مسيرين فاشلين في فرق وطنية اخرى همهم المال و اغناء سيرتهم الداتية المستمدة من تاريخ الرياضة بالمنطقة ٬ الى جانب تصدير الوهم و الوعود الكاذبة ككل مرة ٬ فحاليا اصبحنا نعايش ما يقع لنهضة بركان و الحسيمة المتذيلين للترتيب بالبطولة الوطنية من خذلان و استقالة المدربين٬ و الذي افرز النتائج السلبية التي لا محال ستعصف بهم الى الاقسام الدونية والظلمات ٬ الى جانب ما اصبحت عليه المولودية من مظاهر الهوان و الغموض في المصير المنتظر ٬ بحيث نحس انها كمثل ذالك المركب الذي فقد بوصلته و هذفه مند سنوات بل أصبح كفريق منشط فقط بالقسم الثاني تتناوب الفرق على اذلاله و التمثيل به ٬ و لا ننسى ما يقع لفريق الشعب « الليزمو » من بداية مقلقة و انقلاب بالمكتب المسير جعلته يتذيل التريب العام بشكل مخيف اطلق العنان للحاقدين بتنبؤ نزوله لعدة اسباب اهمها العوز المادي و التقني . و لم تكن أم الألعاب أفضل حالا من منافسيها على الشعبية و المتابعة فغابا العداءون عن منصات التتويج في جميع المحافل الوطنية و الدولية . أما باقي الرياضات فحدث و لا حرج بداية بالجماعية ككرة اليد و السلة و الطائرة التي اندثرت و أخفقت على جل المستويات مرورا بالرياضات الفردية حيث عشنا جميعا أقصى حالات المهانة و الذل و نحن نرى ملاكمي المنطقة كيف تحولوا إلى أكياس للتداريب على حلبة الملاكمة و آخرون تلقوا هزائم مستفزة بالصفر قي سابقة لم تحدث من قبل ٬دون الحديث عن التنس الذي انزلق إلى المستوى السفلي بسبب الغزو الذي عرفته أنديته من طرف الطبقة النخبوية المتعفنة و المتخلفة . و لعل أن هذا الوضع المأساوي للرياضة بالمنطقة الشرقية على علاته و أمراضه المزمنة تتداخل فيه عدة أسباب و ظروف جعلتنا نعيش هذه التراجيدية المأساوية و خاصة ما تعرفه الأجهزة الوصية على تنظيم الحقل الرياضي و تسيير دواليبه محليا من مشاكل مفتعلة و أعمال منافية لمبادئ العدالة و الرياضة الشريفة. و كنموذج على هذه الاجهزة المسخرة لتطوير و نشر الرياضة « عصبة الشرق لكرة القدم » التي تعد من أقدم المؤسسات الرياضية بالمغرب حيث تم إنشاؤها سنة 1956للسهر على تنظيم و تطوير و مراقبة ممارسة كرة القدم في الحدود الجغرافية لمنطقتها الترابية٬ و كذا تنظيم المنافسات بين الجمعيات الرياضية لكرة القدم المنخرطة لديها مع احترام النظام الأساسي و الأنظمة الجامعية ٬و كذا تنفيذ برنامج السياسة العامة الذي تحدده الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من جهتها٬ دون إغفال التعاون مع السلطات و الجماعات المحلية لتقديم الحاجات الواجب تلبيتها فيما يتعلق بالبنيات التحتية ٬و كذا توزيعها. لكن هيهات ما بين ما يكتب على الأوراق من قوانين و الواقع المعاش بالمنطقة ٬و خاصة أن تحقيق الأهداف تستوجب أن تكون المؤسسة قائمة بذاتها يسيرها رجالا أكفاء و غير محتكرين لتسييرها مند سنين عديدة بطريقة مستبدة جعلت منهم مسيرين من ذوي النفوس المنغلقة على نفسها و الحبيسة وراء مكاتبها و محرمة لأي تنسيق مع هذه النوادي و الجمعيات المكونة لهذه العصبة ٬كأن وجودها بمثابة حبر على ورق مما جعلها تعاني من الإقصاء المدبر حتى في أمور تهمها و تشغل بالها في حين كان نصيب بعض النوادي و الفرق الرياضية الأخرى معاملات تفضيلية و سبق لرغبتها على حساب ذوي الحق٬ وهذا ما يلاحظ على سبيل المثال في اختيار هذه الفرق المحظوظة لبرنامج مقابلاتها و مجموعتها حسب أهوائها و بشكل ظاهر للعيان و خاصة بالنسبة للفئات الصغرى فهي التي تقرر أين...و متى تلعب....من هو الحكم .؟؟ كما تملك حق تكوين فريقين (B وA ( بالنسبة لجميع الفئات الصغرى دون الآخرين من الفرق المنضوية تحت لوائها .بحيث تجد الفريق (A) هو نفسه الفريق(B ) دون مراقبة أو تدخل منها من العصبة للحفاظ على مبدا تكافؤ الفرص . إلى جانب هذه المهازل هناك من التصرفات و الأعمال التي تجعل من الفرق الأخرى تحس بنوع من الاشمئزاز و الدونية خاصة تسخير بعض الحكام المبتدئين لتسهيل انتصارات هؤلاء المحظوظين بشكل معيب و بعيد عن التنافس الشريف مما جعل الفرق تفقد ثقتها في مصداقيتهم٬ فكم من الفرق أقصيت بصفارة حكم مسخر ٬كما أن الكثير من الفرق ذهبوا ضحية هذه الفرق المستولية على مراكز القرار٬ مما جعلها كل سنة أكثر سادية تتلذذ بآلام الآخرين و تعيش تذللا و تميعا جعلت من بطولة العصبة بمثابة مضيعة للوقت لمعرفة الفرق المنخرطة فيها للفرق المتأهلة مسبقا احتراما لإرادة الرئيس و سيطرة لوبيات طبخ النتائج على الطلب . كما أن هذه الفرق تتم برنامجها الكامل للمقابلات قبل الأوان في حين الفرق الأخرى تجدها تنتظر حتى نهاية الموسم ككل سنة دون أن يكتمل برنامجها و دون إعلامها كأن لعبها من عدمه لا أهمية له . و امتدت كذالك هذه الأعمال المشينة إلى اللجنة التقنية للفئات الصغرى و التابعة للعصبة و التي توكل لها مهمة اختيار اللاعبين لتكوين منتخبات العصبة للمشاركة في المنافسات الوطنية المسطرة من طرف الجامعة فتعيش أشكالا أخرى من الظلم – الحيف و الطبقية فاللائحة تستولي عليها جميع مظاهر المحسوبية و النخبوية المتعفنة بحيث تجد في اللائحة النهائية لاعبون لم يحضروا أبدا لأي تجمع من قبل ٬كما تمتلك الفرق المذللة حصة الأسد ) المولودية – الايزمو... ) فيها دائما . لوائح مفبركة حسب أهواء مديرها التقني الذي سيطر على هذا المهام مند سنوات كأن العصبة غير قادرة على استبداله أو بالأحرى تشكيل إدارة تقنية محايدة من اطر صادقة و لاعبين قدامى و التي تزخر بهم المنطقة٬ بحيث لا يكون القرار فرديا كما يحدث حاليا فضاعت المواهب و المستحقين للاختيار بشكل عادل بعيدا عن الطبقية و العاطفة . و كنتيجة لم تفرز بطولة العصبة لسنوات لاي لاعب انضم بالتدريج للمنتخب الوطني لجميع الفئات كأن الجهة الشرقية اصبحت عاقرا على انجاب النجوم الرياضية . كما تعيش العصبة جمودا و عدة مظاهر من الاختلالات في تحديد المسؤوليات التي لاتجري بشكل واضح في حين لا توفر عناصر الشفافية و النجاعة و الديمقراطية في تدبير الفرق و النوادي المحلية ناهيك عن حالة الانغلاق على نفسها و عدم انفتاحها على العصب الأخرى الوطنية أو الدولية في حين تزكي الخلافات التي تنحصر في اعتبارات أو صراعات شخصية أو فئوية ضيقة و اخرى بجهالة في حين كانت ستلقي الضوء و الايجابية على منطقتنا المنكوبة والمهمشة رياضيا فمثلا: (تزكية انتخاب رئيس الوداد عبد الالاه اكرم كمرشح لمنصب رئيس الجامعة على حساب ابن الشرق رئيس نهضة بركان) .و كذا فتح شراكات نافعة مع السلطات التي تتولى تقنين و ضبط القطاع الرياضي بشكل يحفظ اولوياتها و يحقق برامجها بشكل ايجابي و تسخير كامل للامكانيات و البنيات التحتية بشكل عادل . و تعد هذه المؤسسة الرياضية المحلية كمثال حي للوضع المقلق للرياضة بالمنطقة الشرقية على علاته و أمراضه الكثيرة و التي يمكن لأي عاقل أن يلخصها في إشكالات رئيسية متمثلة في إعادة النظر في نظام العصبة و كيفية تسييرها لتلاءم التطورات التي يشهدها القطاع الرياضي فيما يخص مسالة التكوين و التأطير و كذا معضلة التمويل علاوة على توفير البنيات التحتية للنهوض بهذا القطاع الحيوي و تمشيط العصبة الرياضية برمتها لكي تفرز من هو جدير بالبقاء بها و تحمل المسؤولية و من هو مطلوب للمحاسبة٬ بعد أن أصبح شخصا غير مرغوب فيه و تنقيتها من كل الشوائب و الضرب بيد من حديد على كل الأصوليين و الانتهازيين و المتطفلين عليها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن النرجسية و الأنانية و نكران الذات ٬و الابتعاد عن فتح المجال لاشخاص يزكون مكتب العصبة و يناصرونه بجهالة في حين يعلمون ان مناصرة هؤلاء المستبدين كالاصطياد في الماء العكر لان عصر الغموض ولى و اصبحنا حاليا نعيش فصولا من التغيير. هؤلاء المناصرين المتطفلين عليها قد جعلوا من العصبة مطية للارتزاق أو لأغراض شخصية إلا من رحم ربي من بعض المسيرين الأكفاءفكانوا سببا في ارجاع عجلة الرياضة الى عصر السيبة-السخرة و المقايضة و تقديم الاتاوات . إن هذه الأعمال الغير الرياضية والتي يتبرأ منها كل من ضحى من اجل الاستمرار الفعلي للرياضة بالمنطقة و كل من صنع الملاحم الرياضية التاريخية بالشرق ٬لدليل قاطع على ما تعيشه الرياضة بمدينتنا من تداخل الاختصاصات و الفوضى التي أصبح يعيشها قطاع الرياضة بالمدينة .فلا يعقل ما اصبحت عليه احد روافد تنمية الشباب – الرياضة- من اعمال منافية للمبادرات الملكية السامية و الحكيمة حيث اصبحت الاجهزة الوصية المحلية ( عصبة الشرق – مندوبية الشباب و الرياضة – …الخ) حاليا تسخر الامكانيات التحتية و المادية للمنطقة في أهداف جوهرها التبذير و قمة الاستهتار الى جانب تنفيد برامج على الورق فقط ترصد له اموالا و ميزانيات و فاتورات مفبركة ٬ في ايطار من التلاعب و الفساد كالدوريات الشكلية و حفلات التتويج المنظمة كل سنة بشكل غامض و التي تلتهم الاخضر و اليابس من الميزانيات المرصودة لتنشيط ابناء الشعب المولعين بالرياضة ٬ و بطولة البراعم التي لا تعرف نهايتها ككل سنة بالعصبة . في حين كان يجدر أن هذه الأموال السائبة أن تكون كمعونة لمن يستحقونها لا توزيعها على اشباه فرق و مدارس نخبوية تستنزف قوة الرياضة وتضعف نسبة نجاح برامج الاجهزة المركزية لنشر الرياضة بشكل مفرط محليا ووطنيا . أو على شكل تدعيم رسمي لإمكانيات الفرق الرياضية المحلية و برامجها البيداغوجية من اجل صقل المواهب الرياضية بالمنطقة و تأطيرهم بشكل دائم و التكلف بمصاريف التنقل الدي يعد احد الاكراهات التي تثقل كاهل الفرق و النوادي. لهذا وجب في هذا الشأن ضرورة إيقاف هذه التلاعبات المشمئزة مع اعتماد و تعزيز آليات المراقبة و الافتحاص و المحاسبة لهذه العصب التي تمارس أنشطتها بمنطقتنا باعتبارها النهج القويم و الفعال لوضع حد للتعتيم التي تعرفه ماليتها من تبذير و سوء تدبير و غيرها من الممارسات المخالفة للقانون و الروح الرياضية٬ و كذا تهيئة نظام عصري و محلي لتنظيم القطاع الرياضي المحلي و تأهيل الفرق و الجمعيات بمختلف أنواع نشاطها الرياضي لدخول عالم الاحترافية ٬و كذا دمقرطة المكاتب المكلفة بتسييرها في إيطار يحفظ الركائز الراسخة لدولة الحق و القانون و التدابير الملائمة لمواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها الرياضة الوطنية و العالمية٬ و ذالك كله لتجاوز حالة الجمود و غياب النتائج المشرفة لرياضة الشرقية٬ و التي جعلت المواطن المحلي يعيش إحباطا بسبب النكسات التي ألمت بفرق الجهة الشرقية٬ كما حان الوقت اليوم أكثر من مضى أن يقدم مسييري قطاع الرياضة و العصب٬ و كذا النوادي بدون استثناء استقالتهم٬ باعتبارهم المسؤولين الأولين فيما آلت إليه رياضتنا الشرقية التي أصبحت تحتاج إلى أكثر من رؤية و أكثر من مخطط لتقديم الحساب٬ لأن كما تجري العادة في الدول الديمقراطية أن عقب كل كبوة يتم تغيير كل مكونات اللعبة دون استثناء٬ و أن يخضع المسؤولين إلى جميع أشكال الإفتحاص المالي و الفكري. كما يقتضي و ضع إستراتيجية محلية موحدة الأهداف و متعددة الأبعاد للنهوض لهذا القطاع الحيوي و تمشيط الحقل الرياضي برمته من العصب الصورية و الانتهازية. لكي تفرز من هو جدير بالبقاء و تحمل المسؤولية و من هو مطلوب للمحاسبة بعد أن أصبحت عصب غير مرغوب فيها و تنقيتها من كل الشوائب و الضرب بيد من حديد على كل من الأصوليين الانتهازيين و المتطفلين على هذا الميدان المتجدد٬ ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن النرجسية و الأنانية و نكران الذات. كما مطلوب الآن و قبل أي وقت مضى استرجاع ثقة المواطن الشرقي الذي قل اهتمامه بالقطاع الرياضي و ضاق درعا بالخطابات في غياب تنظيم رياضي محلي محض و شريف و في غياب رجال محليين يؤمنون بالقضية الرياضية و دورها الفعال في التنمية المحلية و يتميزون عن غيرهم بالتأطير المحكم و توعية الشباب و يتحلون بالصبر و نكران الذات و الحرص على الموروث الرياضي الشرقي الذي أصبح حاليا عرضة للزوال و الاندثار. و لعل ما تعيشه الفرق المحلية بصفة عامة من أزمة كان السبب الرئيسي هو تجاهلهم الكلى لفرق الأحياء الشعبية و الجمعيات النشيطة و التي كانت مصدرا و مجالا خصبا لتنقيب عن المواهب الكروية و الرياضية الواعدة و أول المدارس الفطرية التي تلقن بها مبادئ اللعبة و قوانينها مع تناسيهم المتعمد للعصر الذهبي للأب الروحي للمولودية الوجدية المرحوم بلهاشمي٬ الذي كان يعتمد أساسا على هذه الفرق المنتشرة في جميع أنحاء المدينة و خارجها بالمنطقة الشرقية٬ و إحياء دور ملاعب الأحياء الشعبية٬ حيث كانت مند عدة سنين مجالا خصبا لتنقيب عن المواهب الرياضية في مجال كرة القدم بل تعدت أن تكون أول المدارس التي تلقن بها مبادئها و قوانينها . و ميدانا تنظم به عدة دوريات و بطولات رياضية تنقب من خلاله الفرق المحلية بوجدة ذوي القدرة على الولوج لعالم الهواية و البطولات حيث الصقل و القوانين الرياضية. فكانت هذه الفرق لا تجد عناءا كبيرا في تكيف هؤلاء مع هذا الوضع الجديد و سهولة صقل مواهبهم ، بل اشتهر لاعبون محليون جلبوا من الأزقة و أحياء المدينة كما لقي المنقبون نفس الهيبة . هذا الاندثار لدورها كان بسبب ما تعرفه المدينة في الآونة الأخيرة من ظهور لنوع من الطبقة البورجوازية الجشعة من ذوي النفوس الميالة إلى كسب المال و السلطة، و بالخصوص المضربين العقاريين الجدد و أصحاب النفوذ و الضمائر الدخيلة على عدة مجالات لا يستحقونها.فجعلت الملاعب تنقرض رويدا رويدا بالمنطقة الشرقية، فأصبحت أحيائها الشعبية تفتقر إلى ملاعب شاسعة رغم استبدالها بملاعب مصغرة لا تصلح بتاتا للاعب الهاوي ليعبر عن مستواه و مواهبه فكانت هذه البدائل شبه ملاعب تفتقر إلى جميع المعايير الرياضية القانونية و الفنية٬ بل كانت مشاكلها و إصاباتها الجسدية جد عويصة بسبب عدم استكمال الأشغال بها بعد مرور سنين على تدشينها و انعدام المراقبة من الجهات الوصية و المنتخبة عليها٬ و على سبيل الأمثلة الكثيرة : ملعب سيدي يحي- ابن خلدون- فيلاج الجديد -لازاري… الخ. بل تعدى هذا الوضع المزري بها إلى وضعها بيد جمعيات حديثة التكوين محسوبة على الألوان السياسية المختلفة و دوي النفوس الضامرة لنفع أو مصلحة ما.و أخرى لا علاقة لها بالرياضة في الأحياء الشعبية بل تجدها دائمة الغياب عن الملعب منغلقة على نفسها غائبة على جميع الأنشطة و لاتكثرت بتاتا بتكوين المواهب و صقلها و حاضرة سوى في توزيع الغنائم و الإعانات في المواسم الانتخابية و المناسبات الوطنية . فأضحت الرياضة بهذه الأحياء الشعبية ضحية و أصبحت المواهب الرياضية كبش فداء لهم٬ مما جعلهم يكرهونها ليتوجهوا إلى أنواع رياضية أخرى ٬و إختيار عالم الانحراف الذي يفتح لهم مصراعيه في هذه المدينة المنسية من رجالها و أعيانها الذين نسوا و تناسوا فضلها عليهم و انشغالهم بأمور الغنى الفاحش على حسابها . في السياق نفسه وجب على المسؤولين المحليين إعادة تأهيل الرياضة المدرسية و الجامعية في إيطار الإستراتيجية المحلية و الوطنية و لما لا الدولية٬ اعتبارا لدورها الريادي في الاكتشاف المبكر للمواهب المؤهلة و صقلها و توجيهها ٬و خلق شراكات نموذجية ما بين المندوبيات الساهرة عليها و الهيئات و الجمعيات الرياضية لتوسيع قاعدة الولوج إليها و تحسين تجهيزاتها التحتية٬ التي وجب أن تفتح أبوابها في أيام العطل لهم لممارسة أنشطتهم في اطار شراكات و تعاون نموذجيين ٬ عملا بالتوصيات الموقعة السنة الفارطة دون تفعيلها رغم احداث اللجنة الوطنية لتفعيل هذه الشراكة ما بين وزارتي الشباب والرياضة والتربية الوطنية. للحد سريعا من مشكل قلة التجهيزات الذي تعرفه المنطقة بشكل منفرد عن المناطق الأخرى . . كما وجب على الفرق و الأندية المحلية الاعتماد على التهييىء الجدي و الاحترافي للمنافسات المحلية و الوطنية و ما يتطلبه ذالك من كفاءات في التأطير التقني و الإداري ٬و توفير احد أسس الرياضة الحديثة و هو التمويل الذي يتعين تنويع مصادره من خلال دعوة الجهات المسؤولة إلى الرفع من الاعتمادات المخصصة لقطاع الرياضة بالمنطقة الشرقية كقطاع منكوب٬ أو بعقد شراكات بين القطاعين العام و الخاص تصب في صالح الدفع بعجلة الرياضة إلى الأمام دون توقف. كما أن الأوان أن ينخرط الجميع في بناء تصور فكر رياضي جديد ٬ يؤمن بالديمقراطية الرياضية و بناء المؤسسات الفعلية و الواقعية ٬كما جاء في العديد من الخطابات السامية -لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده – فيما يخص الشأن الرياضي من خلال الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية بالصخيرات التي وجهها إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة و التي احتضنها قصر المؤتمرات بالصخيرات يومي 24 و25 من أكتوبر2008 و التي كانت رسالة مجسدة لمواقع الضعف و الهوان للرياضة ببلدنا و بمنطقتنا الشرقية خاصة٬ لأنها الوحيدة التي تعاني من الارتجال و اتخاذها مطية من لدن بعض المتطفلين عليها للارتزاق أو لأغراض شخصية إلا من رحم ربي من المسيرين الذين شهد لهم تاريخ المنطقة بتضحيتهم بالغالي و النفيس من اجلها جاعلين الفرق و الأندية التي يشرفون عليها بمثابة أسرتهم الكبيرة و لاعبيها في منزلة أبنائهم. و خير مثال على ذالك الأب الروحي للمولودية الوجدية المرحوم بلهاشمي. كما ينبغي العمل بدون أدنى تردد من أجل تطبيق ما جاء في التعليمات الملكية الحكيمة٬ من أمور تكرس بالفعل رغبة ملكية في جعل القطاع الرياضي يحضى بالأولوية على الصعيد الوطني ، والضرب بيد من حديد على الطفيليات والأجسام الغريبة التي غزت للأسف الجسم الرياضي وعاثت فيه فسادا لعقود، لدرجة أصبحت الفوضى والتسيب والفضائح السمة البارزة في الفعل الرياضي الوطني.هذه التوجيهات المنبثقة من الدور الذي أصبحت تلعبه الرياضة في الوقت الراهن و الذي فاق كل التوقعات و امتد إلى المجالات الحيوية (اقتصادية-اجتماعية-و السياسية). مما جعل الرياضيين كباقي الفاعلين في المجالات الأخرى مجبرين على المساهمة في هذه الحركية الذي أصبح يعرفها المجتمع الرياضي الشرقي و الدلو بدلوهم من اجل الخروج من عنق الزجاجة و ذالك بالتعامل مع هذا القطاع بشكل مؤسساتي مسؤول يكرس مبدأ الحوار و الشفافية و الديمقراطية و الإشراك الفعلي في تدبير الشأن الرياضي داخل المؤسسات الدستورية وطنيا- جهويا -إقليميا-و محليا. والمؤكد أن كل الأوراش التي دعا إليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، لا يمكن أن تصل لأهدافها بدون إعلام رياضي محلي مسؤول، إعلام يتعاطي مع الشأن الرياضي بكل مسؤولية وحرية وبموضوعية واحترافية، مع التزام تام بأخلاقيات الرياضة والمهنة الإعلامية، حتى ينتصر هذا الإعلام الوطني دوما للنهوض بالرياضة والمثل السامية التي تقوم عليه٬ وكل ذلك من اجل تكثيف الجهود لتصحيح المسار الحالي كواجب تاريخي٬ يفرض علينا مناصفة مع جميع الهيئات المسؤولة و الغيورين للتدخل الفوري و الفعلي لتصحيح مسار الرياضة بالمنطقة ووضعها على السكة الصحيحة قبل فوات الأوان. من إعداد و تحرير : ذ . سعيد بلعوشي