غادر المدرسة مبكرا ليعو ل أمه وإخوته، بعد أن فارق والده الحياة مهملا بأحد المستشفيات . عكس بعض أقرانه وجيرانه الذين أخذوا فرصتهم الكاملة للتعلم، وحصلوا على و ظائف محترمه، وصار ت لهم بيوت وزوجات وأولاد يملئون حياتهم صخبا وسعادة.. بينما ظل هو يصارع جهله وضنك حياته وتقدمه في السن بلا رفيق غير وحدته البارة، وأثقله الحمل .وأعيته الحيلة… عيل صبره. وأتى اليأس على ما تبقى لديه ولدى أمثاله من عمال الموقف وعمال المزارع والمصانع من آمال.. صاروا كتلة واحدة ملتهبة، خلعوا عنهم ثوب الخوف والخنوع، تسلحوا بإيمانهم القوي و بحقهم في استرجاع ما سلب منهم.. خرجوا إلى الشارع، صرخوا صرخة تحولت إلى عاصفة هوجاء تقتلع أشجار الفساد وتجتثها من الجذور .فيما ظل بقية المتعلمين مختبئين وراء جدران مناصبهم خوفا عليها وعلى حياتهم. وحدها الحشود كانت تصرخ في الشارع : انزلوا أيها المثقفون …أنزلوا أيها المثقفون من أبراجكم ………ولكن ………ما من مجيب .