وجدة:ادريس العولة أسدل الستار مساء يوم الأحد 11 أكتوبر بواحة سيدي يحيى بوجدة على فعاليات المهرجان الأول للترات الشعبي الذي أقيم تحث شعار:" خيول الجهة الشرقية واقع وآفاق "على مدى 3 أيام تضمنت فقراته حسب برنامج المهرجان مجموعة من الأنشطة صبت كلها في خانة العناية والاهتمام بالتراث الشعبي بالجهة الشرقية ،كالفروسية التقليدية "التبوريدة"إضافة إلى الفلكلور المحلي،وغيرها من الأنشطة الأخرى التي جاءت في محتوى هذه التظاهرة ،إلى هنا تبقى الأمور عادية و طبيعية جدا شيء جميل أن يتخذ ويتبنى المجلس الإقليمي لوجدة معية شركائه ،مثل هذه المبادرات الطيبة والمحمودة والتي نتمنها ونشجعها لكونها تروم المحافظة على ثرات حضاري وإنساني تعود ملكيته لكافة الساكنة وكذا الأجيال القادمة لما يختزله من عبق في تاريخ المنطقة التي تزخر بمكونات ثقافية وتراثية متنوعة تتطلب من الجهات المعنية تشجيع البحث العلمي والأكاديمي بهذا الخصوص ،لجمع هذا الكنز والموروث والمحافظة عليه من الاندثار بواسطة تدوينه وتسهيل ظروف اشتغال أهل البحث في الميدان مع دعمهم وتشجيعهم وإشراكهم في مثل هذه المحطات فأهل مكة أدرى بشعابها فالثرات لم يخلق يوما ليتحول إلى وسيلة لحملة انتخابية سابقة لأوانها بمباركة الجميع،كما هو الشأن بالنسبة لمهرجان وجدة ، وما يترتب عن ذلك من مصاريف مالية عمومية لا نعرف قيمتها ،فكان حري بالمجلس الإقليمي قبل التفكير في إقامة مهرجان كان حري به أن يفكر في فك العزلة عن "دواوير" وجماعات قروية تقع في نفوذه ،وتعيش على إيقاع البؤس والتهميش في حاجة ماسة لتلك الأموال التي صرفت في مهرجان سخيف وعقيم لم تستفيد منه المدينة في أي شيء دواوير تعيش عزلة تامة بالمنطقة تنتظر أن يرفع عنها الحصار وتنتظر المجلس الإقليمي ومن باقي المنتخبين الالتفات إليه وغالبا ما يتذكرونها ويتفكرونها عند كل محطة انتخابية حيث يشتد الحنين والعودة لسماسرة الانتخابات إلى المواطنين كل مرة بوجه آخر فالفقر الذي تعيشه مجموعة من الجماعات التابعة لإقليم بوجدة ليس بكلامي ولا من وحيي ، بل الواقع الملموس هو يوضح ويبين ذلك إضافة إلى إحصائيات من إنجاز جهات رسمية ومختصة فبدل الهرج والمرج وتبذير أموال عمومية في حملات انتخابية قبل أوانها وجب التفكير في إنقاذ هذه الساكنة من بأسها وتوفير أدنى شروط العيش الكريم لهم كمغاربة لهم كرامتهم ومواطنتهم ،فزمن الانتخابات السابقة لأوانها ا،وشراء الذمم والفساد والترحال وغيرها من السلوكات المشينة قد انتهي ، فنحن في زمن الحساب والعقاب فلا بد أن يأتي دور كل مختلس ومفسد ،فالمغرب فتح أوراشا كبيرة بفضل القيادة الرشيدة لجلالة الملك الذي بدا خطابه واضحا بخصوص الانتخابات التشريعية القادمة إرادة ملكية ورائها شعب أبي أراد التغيير في هذا البلد الأمين ،يريد وجوه منتخبة جديدة وشفافة ونزيهة مثقفة وواعية برهان التحدي الذي يتخذه المغرب شعارا استراتيجيا إن أراد فعلا تجاوز المرحلة بنجاح في ظل التغييرات التي يشهدها العالم في جميع المجالات وعلى شتى الأصعدة ،فتوجهات الملك والشعب تصب في خلق نخبة سياسية قادرة أن تكون في مستوى التطلعات ،فزمن القطيعة مع صاحب "الشكارة" في طريقها إلى الانقراض ،وإن كنت لا أنكر وجود هذه الفئة وبقوة داخل المجال السياسي والتأثير عليه فلا زالت العملية منتشرة بشكل واسع "فأصحاب الشكارة " فوق رؤوسنا وعيوننا فلا غنى لنا عنهم في هذه الظروف التي تتطلب المادة ،لكن هناك مجالات عديدة يمكنهم الاشتغال فيها وترك المجال لأهله وأصحابه فأموالهم عليهم باستثمارها في مشاريع تنموية للمساهمة في محاربة شبح البطالة وبالتالي المساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني بدل استثمارها في المجال السياسي باعتباره استثمارا مفلسا فهو بمثابة استثمار مفلس لما يتطلبه من مصاريف باهضة تنطلق من شراء التزكية إلى شراء الذمم وقد عرفت هذه التجارة رواجا مربحا في السنوات الأخيرة لمجموعة من السماسرة الذين راكموا ثروات هائلة بطرق غير مشروعة منهم من يؤدي ثمن تهورهم وابتزازهم لمواطنين مغلوبين على أمرهم ،ومنهم من لا زال ينتظر دوره وهنا لا بد من طرح مجموعة من الأسئلة بخصوص تنظيم هذا المهرجان السخيف ،تم تخصيص له ميزانية من أموال عمومية تستفيد منها أشخاص بعينها ،ولا سيما في هذا الوقت بالذات ونحن على مقربة من محطة انتخابية هامة أرادها جلالة الملك بأن تكون بمثابة محطة تاريخية للمغرب الذي يريد وضع حد وقطيعة للصورة النمطية المقيتة للمجال السياسي ببلادنا ،فعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته الوطنية والتاريخية ،من أجل وضع حد لتلك الممارسات المشينة ،وفتح تحقيق نزيه وشفاف في مصير الأموال العمومية التي تشتت في تظاهرات تافهة ومعاقبة ومحاسبة كل من سولت له التلاعب بمشاعر المواطنين ومعاكسة توجهات ملك البلاد نتمنى أن تستوعب النخب السياسية والسلطات المحلية كلام جلالة الملك وتحترم إرادته المقرونة بإرادة شعبه المتمثلة في التغيير ،وترك المجال لوجوه وجوه جديدة باستطاعتها إعطاء قيمة مضافة وصورة نظيفة للمشهد السياسي ببلادنا