طالما سمعنا عن المشاكل الأسرية والتشتت في العلاقات الزوجية فهي أشكال وأنواع رغم اختلاف الثقافات ,انهم أباء قادتهم الخلافات والمعانات والكراهية الى منعطف الطلاق الذي يحمل في طياته إستياءا من طرف الاباء والأمهات من جهة والأبناء من جهة أخرى فنجد أباء يستنكرون عدم زيارة أبنائهم لهم بعد المعضلة و أمهات تصر على أن تختفي بأبنائها من أجل قطع تلك الصلة التي تخلق للأبناء الإحساس بالأبوة والحماية مع الأب ولو للحظات' كثير منهم يصرون على قطع كل الروابط التي من شأنها تقرب المسافات بينهم بغيت وضع حد لكل هذه العلاقات بعدما أعمتهم المشاعر الكراهية في حين يبقى الإبن الضحية . كما نعلم كل هذه الحسابات ليست في صالح الأطفال الذين يصبحون هم أكثر الضحايا تأثيرا فينعكس سلبا على وجودهم ككيان مما يدخلهم في دوامة الانحراف والتشريد والتسول والامراض النفسية . إن الأسرة لها مسؤولية كبيرة في التكوين النفسي وفي تقويم السلوك الفردي وتحقيق الارتياح في الحياة وخلق الطمأنينة في نفوس الأطفال، فمنها يتعلم اللغة الأذبية ويكتسب القيم الأخلاقية ويرفع من مستوى تفكيره إيجابيا . ان الاسرة تساهم بشكل كبيروبشكل مباشر في بناء الحضارة الإنسانية وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس ولها يرجع الفضل في تعليم الإنسان ولأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما هي السبب في حفظ كثير من الحرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم…. واجبات الأسرة, إن الأسرة مسؤولة عن انشاءأطفالها وجعلها مبتسمة بالحفاظ عليها من الانحراف، وعليها واجبات ملزمة بتتبعها ورعايتها نذكر منها على سبيل المثال . أولا: ان التفاهم في البيت ينتج الاستقرار، والود والطمأنينة وان تبتعد عن جميع ألوان العنف والكراهية، والبغض فأن اغلب الأطفال المنحرفين الذين تعودوا على الأجرام في كبرهم، كانو ناشيئين في الأجواء غير الملائمة حيث يرونا الصراعات والكلام الساقط والفاحش والعنف اللفضي والجسدي بين الأباء جعله يترسخ في ذاكرة الطفل –ناهيك عن عدم الاستقرار العائلي الذي شتته أو لم تحضى به الأسرة .جعل أغلبهم يحرموا من الاستقرار العائلي، فلم يجدوا بيتا هادئا, بل وجدو فيه أبا قاسيا عليهم، وأم لم تدرك معنى الشفقة والأمومة، فلا تفرط في الدلال ولا تفرط في القسوة معياريين وجب الإنتباه إليهم ففساد البيت مرهون بكل هذه الحالات التي بدورها أوجدت هذا الجيل الحائر الذي لا يعرف هدفا، ولا يعرف معنى الإستقرار …. إن أهمية حب والعطف بين الأبناء والأباء له ثأتير بالغ في تكوينهم تكوينا سليما، فإذا لم ينتبه الآباء الى ذلك فان أبنائهم يصابون بعقد نفسية تسبب لهم كثيرا من المشاكل في حياتهم ولا يجدون من يهتم بهم ومن يرشدهم الى طريق المستقيم , فالمودة الصادقة بين أفراد الأسرة واجبة في تغيير سلوك الإبن ، وقد ثبت في علم النفس أن أشد خطورة وأكثرها تمهيداً للاضطرابات الشخصيةوالنفسية هي التي تتكون في مرحلة الطفولة في صغرها خاصة فقطع كل صلة الطفل بوالديه ,كما إن تفاهم الأسرة والاهتمام والمواكبة والمودة فيما بينهم يساعد على النمو الفكري والإزدهار في شخص الطفل من جميع المستويات . قمنا بدراسة وزيارة الدكتورة "وفاء فنيش " بالدار البيضاء المختصة في طب العام ومستشارة في علاقات الزوجية سألنها عن الأسباب الأساسية التي تؤدي الى طلاق بين الزوجين وما هي الاختلافات التي ثأثر على نفسية الطفل خصوصا في السنوات المبكرة فقالت " أكثر أسباب الطلاق هي الخيانة الزوجية و المشاكل المادية بالإضافة للعنف وتدخل الأهل وعدم التوافق الديني او الإجتماعي او الإقتصادي او التقافي او… لكن مع الأسف هناك حالات طلاق لأسباب تافهة خاصة في السنوات الأولى من بينها الجهل بمتطلبات الحياة الزوجية وعدم معرفة كل من الزوجين ما لهما وما عليهما مع غياب الحوار و عدم تحمل المسؤوليه و التعنت والتشبت برأي واحد وغياب المرونة والتسامح والصبر و خروج أخبار البيت إلى الأسر والأصدقاء يعد سببا في تصاعد المشاكل وبالطبع الأطفال هم أكبر ضحية بغض النظر عن سنهم فهم الذين يدفعون الثمن وللطلاق تأثير عليهم في جميع المجالات : نفسي و إقتصادي و دراسي " بالاضافة إلى التحليل الاجتماعي الذي قمت به في بعض الحلات …" إن حرمان الطفل من الأب وقتيا مع وجود الأم بجانبه دائما – تثير فيه كآبة وقلقا مقرونين بشعور الإثم والضغينة، ومزاجا عاتيا ومتمرداً، وخوف في النفس، وفقدنا للحس العاطفي للعائلة، فالأطفال المنكوبون من حرمانهم من آبائهم يبحرون إلى عالم الخيال للبحث عن شيء يعوضون به ما فقدوه في عالم الحقيقة، وكثيرا ما يكونون في مخيلتهم صورة الأب مغوارا او شريرا …. وقد لوحظ في معاهد الأطفال انه كانت صحة الطفل البدنية، ونموه العضلي وضبط دوافعه الإرادية تتفتح وتزدهر بصورة متناسقة في تلك المعاهد، فان انفصاله عن والديه قد يؤدي من جهة أخرى إلى ظهور بعض المعايب و الوعكات الصحية كصعوبة النطق وتمكن العادات السيئة منه وصعوبة نمو حسه العاطفي مما ينج عنها الارتفاع من مستويات التشرد وقد يكون الطفل ضحية لعرضة التسول. وبالنسبة للفتاة فقدان حنان الأبوين يكون أيضا عرضة للإنحراف والإغتصاب وغير ذلك . إن أفضل طريقة لنحافظ على الأبناء يجب مصاحبتهم ومراقبتهم بالخصوص الفتيات ، ويرى بعض المحليلين الاجتماعيين ( ان أفضل ميراث يتركه الآباء إلى أبنائهم هو بضع دقائق من وقته كل يوم ) ويرى بعض علماء الاجتماع والباحثون في إجرام الأحداث أنه إذا قام الأب بواجبه من مراقبة أبنائه، ومصاحبتهم فانه من دون شك يجد ابنه في صورة جديدة فيها كل خصائصه، ومميزاته وانطباعاته وعلى الآباء أن يتركوا مجالس اللهو ويعكفوا على مراقبة أبنائهم حتى لا يدب فيهم التسيب.