قضت محكمة عسكرية مصرية الثلاثاء بالسجن مددا تتراوح بين 25 عاما و5 سنوات على 56 من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين دانتهم بالاعتداء على قوات الجيش في مدينة السويس وهي اول احكام تصدر بحق الاخوان منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 3 يوليو الماضي. وفي الوقت نفسه، اصدر القضاء الاداري قرارا بالإغلاق النهائي لأربع محطات تلفزيونية بينها "الجزيرة مباشر مصر"، المقربة من الاخوان المسلمين، وقناة "احرار 25″ التابعة للجماعة وقناتي "القدس" و"اليرموك" المقربتين من الاسلاميين. وقضت المحكمة العسكرية بمدينة السويس (شمال شرق) بالسجن المؤبد (25 عاما) على 11 من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين بعد ادانتهم بالتعدي على قوات الجيش في اعقاب فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة في 14 غشت الماضي. وقال مصدر قضائي ان المحكمة قضت كذلك بالسجن 5 سنوات على 45 متهما اخرين وبرأت 8 اخرين. ودانت المحكمة المتهمين الصادرة احكام ضدهم ب"حيازه اسلحة نارية وطلقات خرطوش واستعمال القوة والعنف في التعدي على جنود تابعين للجيش الثالث الميداني (المكلف بتأمين منطقة قناة السويس) يوم 14 غشت الجاري عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وهم الجنود الذين كانوا مكلفين بتأمين المنشات الحيوية بمنطقة الخدمات ومحيط ديوان عام محافظة السويس". وبدأت محاكمة المتهمين في 24 غشت الماضي بعد ان وجهت لهم النيابة العسكرية تهمة "اطلاق النار على جنود الجيش ورشقهم بالمولوتوف والحجارة والعبوات الحارقة واتلاف مركبات الجيش التابعة لقوات التامين التي كانت منتشرة في شارع الجيش بالسويس" في الرابع عشر من غشت. وألقت قوات الامن القبض على العديد من قيادات وكوادر جماعة الاخوان المسلمين منذ اطاحة مرسي الذي احالته النيابة العامة قبل يومين الى محكمة الجنايات بتهمة التحريض على القتل اثناء ما يعرف بأحداث الاتحادية وهي الاشتباكات التي وقعت بين انصار الرئيس المعزول ومعارضيه امام قصر الاتحادية الرئاسي في 5 ديسمبر الماضي وقتل خلالها سبعة اشخاص على الاقل من بينهم الصحفي الحسيني ابو ضيف. وأعلنت محكمة القضاء الاداري بهد ظهر الثلاثاء اسباب حكمها بوقف بث القنوات التلفزيونية الاربع وقالت انها قامت "ببث الأكاذيب عن الشعب المصري، والإساءة إلى القوات المسلحة، ومخالفتها لشروط البث وميثاق الشرف الإعلامي، وتحريض الدول الأجنبية على مصر". وأضافت المحكمة انه "تبين لها ان هذه القنوات نشرت وقائع غير صحيحة ومفبركة لأحداث القتل والعنف التي تشهدها سوريا، ومشاهد الأطفال السوريين القتلى هناك، على أنها تخص أطفالا مصريين قام الجيش المصري بقتلهم علاوة على نشر بيانات ومعلومات كاذبة بصورة متعمدة بغية تحريض الدولة والهيئات الأجنبية على مصر وقواتها المسلحة على نحو يضر بالأمن القومي المصري". وكانت السلطات المصرية الجديدة قررت وقف بث عدد من محطات الاخوان المسلمين بعد بضع ساعات من قيام الجيش بتوقيف الرئيس الاسلامي محمد مرسي وعزله في 3 يوليو. وأعلنت قناة الجزيرة الفضائية القطرية قبل فترة انها تتعرض "لحملة" منذ تفتيش مكاتبها في 3 يوليو بعد عرضها شريط فيديو يعلن فيه محمد مرسي انه الرئيس الشرعي الوحيد لمصر بعد قليل من عزله. والاحد، طرد ثلاثة صحافيين مستقلين اجانب يعملون مع قناة الجزيرة الدولية الانكليزية في حين تعرضت مكاتب "الجزيرة مباشر مصر" للتفتيش مرارا وصودرت بعض اجهزتها. وأكدت الجزيرة توقيف مراسلها عبد الله الشامي ومصور القناة المصرية محمد بدر لأكثر من شهر. وتتهم السلطات المصرية والصحافة المحلية قناة الجزيرة بتغطية منحازة للأحداث الدامية التي اعقبت عزل مرسي اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله. ولكن السلطات اتهمت كل الصحف الاجنبية بتغطية منحازة للأحداث في مصر. والاثنين، امر القضاء المصري بالإغلاق النهائي لقناة الحافظ الاسلامية بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية" و"الحض على الكراهية" ضد الاقباط. واثأر مقدمو البرامج في هذه القناة مرارا غضب واستياء الاقباط والناشطين والشخصيات غير المنتمية للتيار الاسلامي بسبب تهجمهم عليهم. وفي شمال سيناء، واصل الجيش عملياته ضد المسلحين الاسلاميين الذين يقومون منذ عزل مرسي بهجمات تستهدف العسكريين ورجال الشرطة. وقتل ثمانية مسلحين اسلاميين وأصيب 15 بجروح في غارات نفذتها مروحيات للجيش المصري الثلاثاء في شمال سيناء، كما افادت مصادر امنية. واكد المسؤولون الامنيون ان العملية الجوية التي وصفوها بانها "الاكبر من نوعها في سيناء" استهدفت مخازن اسلحة ومتفجرات ومنازل كان يختبئ فيها المقاتلون الاسلاميون. وأفاد شهود ان اربع مروحيات اباتشي اطلقت نحو 15 قنبلة ابتداء من الساعة 7,00 (ت غ) على عدة قرى جنوب رفح، حيث يوجد معبر رفح الذي يصل قطاع غزة بمصر.