20 سنة هو عمر العذاب وصرخات الاستغاثة التي وجهها عمي محمد لعور لجميع السلطات من أجل التكفل بابنته وردة 20 سنة و ابنه عبد القادر 16 سنة .. الشروق اليومي زارت هذه العائلة البائسة، ووقفت على مأساة مرة يعيشها هذان المراهقان وتتقاسمها معهما العائلة المتكونة من الأب والأم و4 أبناء، بدأت أعراض المرض أيضا تشوه وجها الصغيرين داخل غرفتين بأحد أحياء مدينة سوق أهراس، وردة وعبد القادر لم يغادرا غرفتهما المظلمة منذ سنوات. فقصتهما بدأت منذ بلوغهما سن الستة أشهر بظهور بقع حمراء على وجههما إلى غاية سن الثامنة إذ تعذر ذهاب البنت وردة إلى المدرسة والتحاقها بمقاعد الدراسة مثل أترابها بعد نصيحة الطبيب على ضرورة الاعتناء بها قبل فوات الأوان، لكن العين بصيرة واليد قصير، فوالد الطفلين عمي محمد يعمل حارس ببلدية سوق أهراس ولا يتعدى راتبه وقتها 10 آلاف دج، طرق جميع الأبواب لكن لا حياة لمن تنادي، اعتمد على نفسه في توفير العلاج. باع كل ما يملك من أجل أبنائه حتى المنزل الذي يقطنه وانتقل إلى بيت قصديري بحي آكلي "جبانة اليهود" سابقا، وهو ما زاد من خطورة حالتهما بسبب الظروف المحيطة ووجه عدة مراسلات إلى السلطات العليا في البلاد وإلى رئيس الجمهورية، وتمكن من الظفر بعدها بسريرين بمستشفى قسنطينة لمدة أيام بعد أن أصاب وجه وردة العديد من التورمات وأصعبها في العين.. وبعد أشهر بدأ المرض الجلدي ينخر وجهي الطفلين ويمس مناطق حساسة حيث ظهر على الطفلين حالة من التخلف العقلي بسبب هذا المرض الذي هو أخطر من سرطان الجلد حسب الأطباء. وبالرغم من نداءات الاستغاثة التي وجهها الأب المتقاعد حاليا إلا أن مصيرها كما قال كان دائما سلة المهملات والغائب الأكبر مديرية النشاط الاجتماعي التي وعدت بالتكفل بالابناء سنة 2009 إلا أن وعودها تبخرت دقائق بعد انتهاء الزيارة التي قام بها وفد من هذه الهيئة للمصابين، ووقفت على حالة المريضين، وضعيتهما لا تبشر بالخير خاصة وأن انعدام الأدوية والمراهم اللازمة زاد من تأزم الوضع. فالأم المسكينة أصبحت متعددة الوظائف فهي ربة البيت والممرضة والأم المربية. وقد ناشد عمي محمد جميع الجهات للنظر بعين الرأفة إلى ابنيه خاصة بعد توقف العلاج الذي أصبح لا يستطيع تأمينه وهو الذي باع ما يملك من أجل فلذة كبده الذي كان يحلم أن يراهم جميعا في مراتب مشرفة. وأصبح مدان عند الناس، وحتى هؤلاء سئموا من طلب مستحقاتهم بسبب عدم تمكنهم من زيارة مسكن المرضى الذي تنتشر به الرائحة الكريهة بسبب جروح المرض المرتسم على وجه الأبناء المساكين سؤال كبير حملناه إلى مختلف المسؤولين في الشؤون الاجتماعية والولاية ولكنهم جميعا حمّلوا الوالد المسؤولية وقالوا إنه تلقى عدة مساعدات ولكنها لم تذهب إلى الأبناء واتهموه بالمتاجرة والبزنسة بمأساة أبنائه؟ عن: الجزائر تايمز