بقلم الدكتور أسامة آل تركي أنا مواطن عربي، ولدت فى القرن الماضي، ونشأت أيام الوحدة العربية، تعلمنا بأن العرب أمة واحدة، والمستعمر قسمها إلى دويلات، كان العدو الأول هو الكيان الصهيوني الذي اغتصب فلسطين ومن بعدها الأرضي العربية، مصر، وسوريا، والأردن، علمونا بأن الشرف العربي اغتصب وأن الكيان الصهيوني لا أمان معه، توالت الحروب معهم وفقدنا الكثير من أبناء الوطن العربي المدافعين عن الشرف العربي، فرحنا عندما انتصرنا في أكتوبر سنة 1973، لكن هذه الفرحة لم تكتمل . لقد عرفنا أن ذلك الانتصار ماهو إلا خنجر في القلب العربي، عندما وقع السادات اتفاقية سلام مع إسرائيل، هذا السلام الذي بموجبه حصل السادات على الأراضي المصرية "فقط" مقابل خروج مصر نبض الأمة العربية من الحظيرة العربية لقتل القضية الفلسطينية، لكن الشرفاء من مصر لم ينصاعوا ولم يطبعوا مع الكيان الصهيوني وظل الوضع حتى اليوم كما هو رغم وجود سفارات بين البلدين، بعد سحب الجامعة العربية من مصر ومقاطعتها من قبل كل الدول العربية، رجعت مصر إلى الوطن العربي وتم عقد اتفاقية سلام مع الفلسطينيين لتكون لهم دولة مستقلة ونرضى بالضغط الدولي ويكون السلام معهم وترتاح الأمة العربية من ذلك الصراع، لكن للأسف كعادتهم لم يلتزموا بتلك الاتفاقية وتبخرت الآمال ولم يبقى للفلسطينين شيء غير الاحتلال والآلم والإهانة على مر السنين، والآن يزحف المنبطحون لعقد تطبيع مع الكيان الغاصب ويريدون لنا بأن نرضى بالإهانة وتنتهي القضية الفلسطينية بأيدي عربية، فهل يعقل بعد كل هذه السنين وبعد الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن بلادهم أن ننبطح ونسلم بالأمر ؟ كيف يكون ذلك وما هو المقابل ياترى؟ .