محمد الصديق اليعقوبي لم أجد من توصيف لواقع الحال سوى القول ” لك الله يا بلدة العلم والعلماء ” مشهد عبثي بامتياز ذلك الذي تعيشه قرية ارشيدة – عفوا دوار ارشيدة كما فرض عليها جورا من طرف مدبري الشأن العام المحلي- في نظرة متفحصة لواقع الحال شعاره تعطيل “عجلة التنمية” هذا إن وجدت أساسا عجلة فما بالك بالتنمية, ظلت قرية ارشيدة كما هي عالقة في العقبة بشكل عصي على الفهم و الإدراك و إيجاد مكامن الخلل و لم أجد من التفاسير سوى الإستعانة بقاموس العبث السياسي والإقتصادي و الإجتماعي أو بمعنى أدق فساد تزكيه أيادي ظاهرها سلام وباطنها تمويه,تضليل, حيلة,نفاق وإزدواجية الرأي و القرار فصارت قرية ارشيدة شاردة في العقبة إلى أجل غير مسمى رغم تعاقب قادتها. بين الفينة و الأخرى يطل علينا بعض المبجلين بحملات إصلاحية وخطابات ديماغوجية تمويهية محدودة هنا و هناك مثلا( غادي نديرو غادي نفعلو) ….لمحاولة تصويب الوضع و ليعطي المسؤول نَفَسَه الجديد شيئا من الشرعية فتعمل هذه الإصلاحات الترقيعية على خلخلة البنية الراكدة لنظام لا يحتمل الخلخلة أساسا الأمر الذي يوضحه تراجع أو الأصح توقف التنمية كما توقف حمار الشيخ عند العقبة ,فلا هو تقدم بثبات نحو القمة ليزف خبرا من شأنه تذويب حالة الإحتقان ولا هو تراجع إلى السفح في محاولة ثانية لملامسة القمة بحماسة و نفس جديد قادر أن يكبح جماح الإنكسارات و يحقق على أرض الواقع حدودا معقولة من الإنتظارات. فالحكمة اليوم تقتضي تلمس حالة تدحرج العجلة بين أرجل مسؤولة متعطشة لتسجيل أهداف بدون عبث ولا أنانية و إتاحة مساحات أمل أمام ساكنة سارت بين فكي الإنكسار و الإنتظار و الركود على أمل أن يتم فكل العزلة والحصار وإخراجها من قاعة الركود والإنتظار .