الاسكافي أبو جاسم وحسين الحلاق وعلي الأستاذ الجامعي وأم رنين وعمر الموظف الحكومي, كلهم تحركوا صوب التظاهرات لغرض المشاركة, على الرغم من اختلاف توجهاتهم ومذاهبهم فالهم واحد, كل منهم يحمل لافته تعبر عن سخطه, فالاسكافي حمل لافتة مكتوب عليها ( كفى سرقة يا أحزاب السلطة العفنة), وأم رنين لم تكتفي بالمشاركة بل حملت لافتة مكتوب عليها ( نطالب بالكهرباء والماء والخدمات), وقد لفت انتباهي لافتة رجل مسن حيث كتب عليها (أريد بيتا قبل ان أموت), أنها بعض هموم العراقيين الأزلية, حقوق بسيطة كان على الدولة تنفيذها, لكن حكومات العراق المتعاقبة فرطت بكل مسؤولياتها, فقط تمسكت بالكرسي وبالسرقة, فهي لا تتقن شيء أخر. بل أصبح كل من يطالب بحقوقه يعبر عنه بالمندس والمخرب, وهذا تم على لسان رجال الحكومة وقيادات أحزاب السلطة العفنة, فكما فعلها صدام ضد كل ساخط عليه فأطلق كلمة غوغائي, فاليوم الساخط على الفساد الحكومي يسمى بالمندس والمخرب! حيث منهج صدام بالحكم يتم نسخه من قبل الطبقة الحاكمة. في العراق تحولت الحقوق الإنسانية البسيطة الى أحلام, وأحلام صعبة المنال, فهل تصدق ان الإنسان العراقي يحلم بتوفر سكن يكون ملكا هل؟ مع ان اغلب دول العالم حلت مشكلة السكن, فقط حكومتنا وأحزابها لا تفهم أهمية حل أزمة السكن, بل هي لا تريد ان تفهم فألاهم عندها جباية أموال النفط, وشراء العقارات في الخارج, وملاحقة نساء روسيا وبلغاريا أو حتى الصوماليات فنفوسهم منحطة جدا! والتمتع بأيام جميلة في شرم الشيخ أو في جزر الكاريبي بعيدا عن حر بغداد, إما العراقيين فإلى الجحيم! هذا هو منطق حكام العراق, وهذا هو تفسير أفعالهم القذرة منذ ان سطو على السلطة, طالح يتبعه طالح. الكهرباء مسالة لا يفكر بها الإنسان في كل بقاع المعمورة, لان حكوماتهم توفرها لهم, إما في بلد الجحيم العراقي فأصبحت الكهرباء مسالة عظيمة, لا تحل ولا تصلح ولا تعمر, مع ان الحكومات صرفت مبالغ فلكية تصل الى أكثر من ستين مليار دولار! تكفي لإيصال الكهرباء لقارة بأكملها, لكن هذه الأموال تبخرت بين أحزاب السلطة, أي أنها نهبت بحسب القانون, وبقي العراقيون من دون كهرباء, ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير, خرج العراقيون ليعبروا عن سخطهم, فما كان من الحكومة وزبانيتها الا القمع والعنف, ضد العراقيين الغاضبين من سوء إدارة الدولة ومن فساد الطبقة السياسية, فعلى العراقي ان يتحمل ويسكت, إما إذا أعلن عن سخطه ورفضه فعندها يتم قمعه وضربه ثم اعتقاله, وبشكل ديمقراطي ومريح جدا. وأخيرا أقول لكم كلمة قالها هادي المدرس ( لا يصدر الحق من حنجرة الباطل), فلا تنتظروا خيرا من أحزاب فاسدة, ولا تصدقوا وعود الطبقة السياسية النتنة, فان كان هنالك حلا فسيكون بعيدا عنهم. الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي العراق – بغداد