لم يكد ساكنة مدينة بوعرفة يستفيقون من صدمة ما حصل يوم الأربعاء 18 ماي من أحداث عنيفة دارت رحاها بين الشباب الغاضب وعناصر الأمن، حتى وقع عليها خبر اعتقال بعض شباب المدينة وعلى رأسهم كبوري الصديق والمحجوب شنو وقع الصاعقة..فالشباب المعتقل "من بينهم قاصر" تم اعتقالهم بعد أن ظن الجميع أن الأمور قد هدأت، وهنا تساءل البعض عن صاحب المصلحة في نبش الأوضاع وتهييجها بعد أن بدأت الحياة الطبيعية تعود للمدينة؟؟ وما هو السر وراء حملة الاعتقالات تلك؟؟ مع العلم أن الشباب التسعة بعضهم لم يشارك، ولئن شاركوا فلم يكونوا الوحيدين، بل كانوا ضمن المئات.. ولم يكن هناك تخريب بالحجم الذي يستدعي ذلك التدخل العنيف وقتها ولا المتابعة الآن "حسب شهود عيان للجسور". لكن ما أثار البلبلة والسخط لدى الكثيرين هو اعتقال كبوري الصديق الكاتب المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل ورئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببوعرفة وكذلك المحجوب شنو الكاتب العام لقطاع الإنعاش الوطني. كبوري الصديق الآن خلف القضبان تنتظره محاكمة بتهم خطيرة: التجمهر..؟؟ التظاهر بدون ترخيص في الطريق العمومي. إهانة موظفين أثناء القيام بعملهم واستعمال العنف ضدهم. إلحاق خسائر مادية بملك الغير. تخريب وتعييب وتكسير شيء مخصص للمنفعة العامة. العصيان. العنف. المشاركة في ارتكاب الأفعال المذكورة في المادة 129 من القانون الجنائي. هذه التهم التي وجهت للصديق و المحجوب تهم خطيرة وكفيلة بالزج بهم خلف قضبان السجن لسنوات. لذا خاضت بوعرفة إضرابا عاما يوم الاثنين فاتح يونيو تضامنا مع المعتقلين وعلى رأسهم الصديق.. أول المضربين كانوا رجال التعليم المنضوين تحت لواء الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والذين دخلوا في إضراب مفتوح كشكل من أشكال التضامن مع كبوري الصديق كاتب النقابة المحلي. لكن أغلب من شاركوا في وقفة الاثنين التضامنية والتي كانت لها قوات الأمن بالمرصاد لاحظوا باستنكار شديد الغياب شبه الكلي لرجال التعليم في الوقفة.. فأين هو التضامن؟؟ والأنكى والأمر كما صرحت سيدة تعمل بنيابة التعليم للجسور أن جل المضربين من رجال التعليم قد سافروا بما يوحي بأن الإضراب ليس إلا حجة لكي يحظوا بعطلة وليذهب الصديق والتلاميذ الضائعون إلى الجحيم!!! لم تكن شغيلة التعليم الغائب الأوحد في الوقفة بل غابت شغيلة قطاع العدل وقطاع الصحة، هاته الشغيلة التي ما فتئ كبوري الصديق ينصر "نضالاتها" ظالمة ومظلومة، ويؤازرها ويكتب عن "مظلوميتها" وعن "انتصاراتها".. هاته الشغيلة التي لولا قلم الصديق كبوري لما وصل للإعلام ما قامت به.. أضربت شغيلة العدل لما يربو عن خمسين يوما متواصلة أصابت المحكمة الابتدائية بشلل كلي قضى على مصالح الكثيرين، لكنها عجزت عن الإضراب ليوم واحد تضامنا مع من كان يقف لجانبها ورفضت "خوفا وطمعا" المشاركة في إضراب يوم الإثنين وغابت عن الوقفة.. لكم أتذكر بمرارة كيف كان الصديق يراسل وسائل الإعلام بغزارة شاكيا مظلومية شغيلة قطاع الصحة، ولكم التقيته وهو يحث الخطى والشمس الحارقة تلفح وجهه وهو في زيارات للاطلاع على كل مستجد يخصها، لكن هاته الشغيلة " المناضلة" كانت غائبة عن الوقفة وكانت غائبة يوم الأربعاء الأسود حيث رغم تهاطل المصابين على المستشفى يومها لم تجمد إضرابها وتم رفض توقيع الشواهد الطبية، بل ولم يتم حتى تحرير وصفات طبية للمصابين كنوع من التواطؤ كما صرح بذلك لنا المصابون يومها. كانت جريدة الجسور حاضرة في وقفة يوم الاثنين ولاحظت كيف أن من تحدى الخوف وحضر لدعم كبوري الصديق كان أولئك الأناس البسطاء، رجال وكهول بعمائم، نساء أميات وحتى الأطفال.. وغابت "نخبة" المدينة.. أظن أن أبلغ ما سمعت يومها كان على لسان سيدة عجوز حين قالت "كية اللي جات فيه". فما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل حدد تاريخ السادس من يونيو الجاري يوما للمحاكمة.. وسنرى إن كانت العدالة ستأخذ مجراها كما صرح لنا مسؤول أمني.. وسنرى إن كان كبوري الصديق محرضا يستحق العقاب؟ أم مناضلا سيدفع ثمن نضالاته.. وحيدا؟؟؟؟؟