في إطار أنشطتها و انسجاما مع أهدافها الرامية الى تنوير الرأي العام بأهمية المحافظة على البيئة و تربية الناشئة على احترام البيئة و الحفاظ عليها بل أكثر من ذلك و باعتبار الإنسان طرف من البيئة و لا يمكنه العيش بدون بيئة نظيفة و انسجاما مع إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، بإعداد ميثاق شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية للمغرب كون بلادنا بثرواتها و طبيعتها الخلابة ، و لان تواجد مدينة جرسيف على ضفتي نهر واد مللو و واد ملوية كما أن غنى مدينة جرسيف بأشجار الزيتون و كذا الزراعات الأخرى و تواجد تضاريس متنوعة و مناظر جميلة و خلابة تستدعي الاهتمام للحفاظ على الثروة الطبيعية للمدينة ، نظمت جمعية جرسيف للبيئة و التنمية و التأهيل الحرفي الأيام التحسيسية التوعوية حول أهمية المحافظة على البيئة في نسختها الثانية تحت شعار " جميعا من اجل بيئة نظيفة " و ذلك أيام 30 ، 31 ماي و فاتح يونيو 2013 بجرسيف ، بدعم من وكالة تنمية أقاليم الشمال و وزارة الطاقة و المعادن و الماء و البيئة و عمالة إقليمجرسيف و المجلس الجهوي لجهة تازةالحسيمة تاونات و جرسيف و المجلس البلدي و بتعاون مع مطعم فرنسا و مدرسة القدس و مدرسة ملوية و مؤسسة الجذور للتعليم الخصوصي . افتتحت السيد كاتب العام لعمالة إقليمجرسيف و الوفد المرافق له هذه التظاهرة مساء يوم الخميس 30 ماي بفضاء الكرامة بحضور شخصيات منتخبة و روؤساء الجمعيات المجتمع المدني بجرسيف و رجال الإعلام و العديد من المواطنين ، و افتتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم بعدها الاستماع الى النشيد الوطني ، و في كلمة لرئيس الجمعية المنظمة بعد ترحيبه بالسادة الحضور الكرام و السيد كاتب العام لعمالة إقليمجرسيف و الوفد المرافق له أكد في كلمته على أهمية المحافظة على البيئة و استغلال الثروات الطبيعية التي يتوفر عليها إقليمجرسيف بشكل ايجابي بما في ذلك المناطق السياحية و الحفاظ على الثروات الطبيعية و عدم تلويث المياه الجارية نظرا لما أصبحت عليه الفرشة المائية لمدينة جرسيف من تقلص ت ماشيا مع تعاليم الإسلام التي تسخر الإنسان في الأرض على الحياة البشرية و حماية البيئة و بعد ذلك كان الدور على أناشيد تربوية حول البيئة من أداء تلاميذ مدرسة القدس الابتدائية كان أولها "أنا الماء " الذي هو أساس الحياة حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز " و جعلنا من الماء كل شيء حي " حيث عبر التلاميذ عن أهمية الماء في الحياة و نشيد " قالت عصفورتنا " و هو نشيد يعبر عن تنوع البيولوجي و الدعوة للحفاظ عليه و بعد ذلك نشيد " أنا نبغي بلادي " الذي يتحدث في موضعين متكاملين حب الوطن و الدعوة للحفاظ على البيئة و الطبيعة التي توفر الأكسيجين و الهواء النقي و نشيد تحت عنوان الطبيعة و نشيد البيئة هما نشيدين يحثا المواطنين الحفاظ على الطبيعة و نشيد باللغة بالفرنسية comme un enfant من أداء تلاميذ مؤسسة الجذور التي ساهمت و أدلت بدلوها هي الأخرى في هذه الأيام التحسيسية بالإضافة الى الأناشيد كانت وصلة مع التراث الشعبي الفولكلوري المحلي من أداء فرقة الفتح للفنون الشعبية و الفولكلور التي أطربت الحضور برقصاتها الفنية التراثية ، ليفسح المجال للأساتذة المحاضرين و كانت المداخلة الأولى لدكتور المحاضر " بوشعيب الزوين " دكتور و مدير مستشفى الإقليميبجرسيف و في مداخلته حول " النفايات الطبية " و الفرق بينها و بين النفايات المنزلية حيث أشار الى أن النفايات الطبية خطيرة جدا لتوفرها على وخز و أكياس دم بالإضافة الى وجود نفايات كيميائية تساهم بشكل كبير في تلوث البيئة و المياه الجوفية و أشار كذلك الى طرق المعتمدة في نقل و معالجة النفايات الطبية في طريقتين إما الترميد و الطريقة الثانية معالجة المواد الكيماوية بالإشعاع و أشار لتعقيم الذي أصبح غير كافي كما أكد على النفايات الطبية تنقل في نوعين من الأكياس لتمييز بينها قليلة الخطورة توضع في أكياس سوداء و الخطيرة في أكياس حمراء أو صفراء ، بعد ذلك كانت المداخلة الثاني للمهندس الزراعي الأستاذ " لحمر عبد الواحد " الذي تحدث في مداخلة مقتضبة عن " الحشرات الضارة: أنواعها، الوقاية منها وطرق معالجتها طبيعيا " في البداية تطرق للوسط البيئي لحوض جرسيف باعتبار مناخ جاف إلى شبه جاف و التربة على العموم هشة ومتحجرة، ضعيفة البنية والمواد العضوية، وقاعدتها كلسية ، كما أعطى إحصائية لمساحة الزيتون بالإقليم حوالي 25 ألف هكتار، أغلبه من الصنف المحلي و تحث عن النظام الإنتاجي السائد بجرسيف و نظام تقليدي يعتمد على السقي بالربطة ويتميز بالتنوع الزراعي كما عرف بمجموعة من الحشرات الضارة بالزيتون و الإجراءات الوقائية ( تقليم جيد ، إزالة بقايا تقصاص الزيتون من المزرعة ، تسميد متوازن ، عمليات حرث خفيفة ، سقي منتظم و معقلن جني جيد غير ضار بالشجرة .... ) و طرق المعالجة الطبيعية تعتمد الملاحظة الدورية بالحقل و الإستعانة بوسائل الرصد وتحديد درجة الإصابة و استخدام ملتهم الذباب . أما اليوم الثاني فقد تميز بحضور السيد نائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بجرسيف و أمهات و أباء و أولياء التلاميذ مدرسة القدس و فعاليات المجتمع المدني و في كلمة لرئيس الجمعية الذي رحب بالسيد النائب و الوفد المرافق له و الحضور الكريم و تقديم الشكر للمدير المدرسة على فتح أبواب المؤسسة أمام الجمعية للتنظيم هذه التظاهرة بالمدرسة أكد فيها على ضرورة الالتزام الجميع للحفاظ على البيئة و الموروث الطبيعي الذي يزخر به المغرب و في كلمة لمدير المدرسة قدم شكره للجمعية التي تهتم بالبيئة و التحسيس الناشئة و ترسيخ ثقافة احترام البيئة و ترحيبه بالسيد نائب الإقليمي للوزارة التربية الوطنية و كل الضيوف اعتبر هذه الأيام التحسيسية شيء جميل و رائع و ما تجسده هذه الالتفات الى التلاميذ و تحسيسيهم بأهمية الحفاظ على البيئة و قد استمتع الحضور بأناشيد تربوية من أداء تلاميذ المدرسة و كان أولها " أنا نبغي بلادي " الذي يتحدث في موضعين متكاملين حب الوطن و الدعوة للحفاظ على البيئة و الطبيعة التي توفر الأكسيجين و الهواء النقي ، و قام السيد النائب المحترم بغرس شجرة وسط الساحة المدرسة ليساهم بدوره في هذه الأيام التحسيسية و قام كذلك بزيارة ورشات الرسم التي أنجزها تلاميذ مدرسة القدس و قد أعجبته كثيرا الرسومات التعبيرية و تم تسليم مجموعة الكتب البيئية لمديرة المدرس لإنشاء مكتبة بيئية ليطالع فيها التلاميذ و تقديم شواهد المشاركة للتلاميذ الذين شاركوا في الورشات الفنية ، و جولة تحسيسية للمواطنين بالشارع العام و إلصاق الملصقات التحسيسية ببعض الأماكن العمومية و زيارة الجذريات التي أنجزها الفنان التشكيلي الموهوب رضوان بوهدون بكل من مدرسة القدس و مدرسة ملوية و مدرسة ابن بطوطة . أما اليوم الثالث و الأخير من هذه التظاهرة البيئية التي عاشت على إيقاعاتها مدينة جرسيف من التحسيس و التوعية للمواطنين و الأطفال بزيارة بعض النقط السوداء التي توجد بالمحيط الحضري للمدينة و كانت البداية بمصب واد الحار " الصرف الصحي " قرب حي سكني أولاد حموسة الذي يتسبب بمجموعة من الأمراض خاصة الجلدية و التنفسية كما تأثر حتى على الماشية التي تتغذي بالمنتوجات الفلاحية التي تسقى بهذه المياه التي تجرف معها مجموعة من المواد السامة و الكيماوية لتواجد بعض المعصرات الزيتون قرب الحي و نهر ملوية الذي أصبح هو الأخر يعرف بعض التلوث نتيجة صب واد الحار فيه و اختتام هذه الجولة بزيارة مرمى للنفايات المنزلية العشوائي الذي يوجد وسط حي حمرية بالجهة الجنوبية كما عرف هذا اليوم غرس مجموعة الأشجار و النبتات بمدرسة ملوية و وضع خزانة بيئية بها ليستفيد تلامذتها بدورهم من هذه الكتب البيئية . و على هامش تنظيم هذه الأيام التحسيسية حول المحافظة على البيئة التي أعطى انطلاقتها السيد كاتب العام لعمالة إقليمجرسيف مرفوقا بالوفد الرسمي بحضور جمعيات من المجتمع المدني و فعاليات إعلامية اختتمت هذه الأيام بتنظيم سهرة فنية بساحة بئرانزران ميزها انخراط و مشاركة مجموعة من الفنانين المرموقين في الساحة الفنية بالجهة الشرقية و وطنيا بأغاني جميلة تفاعل معها الجمهور الجرسيفي بقوة خاصة عند نزول الفنانين عند الجمهور و نخص بالذكر الفنان " عزيز البركان و ناصر الوجدي و أحميدة التاوريرتي و الشابة ياسمين " كما عرفت هذه السهرة مشاركة فرقة الفولكلور الشعبي المحلي و هي فرقة الفتح للفنون الشعبية و تخللت هذه السهرة تكريمات مجموعة من الوجوه الفنية التي أبدعت و أعطت الكثير في المجال الفني الشعبي التراثي المحلي و يتعلق الأمر بتكريم الفنان " امحمد جراري و الفنان ولد الشلحة " و الفنانة المقتدرة حاملة مشعل الفن المحلي التراثي التي بصمت بأغانيها الجميلة و لعى ابرز أغنية التي يتذكرها أبناء جرسيف التي تألقت من خلالها هي أغنية " الغابة حني راه البرد اقتلني " انها "فاطمة الكرسيفية "بالإضافة الى تكريم الفنان التشكيلي بصم بلوحاته التشكيلية و جذريات في هذه الأيام التحسيسية و ساهم بشكل كبير في تحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة بلوحاته انه " رضوان بوهدون " هو تتويج رمزي لكل الفنانين و بصمت الفنان المقتدرة " فاطمة الجرسيفية " بقطعة غنائية من التراث الشعبي المحلي تجاوب مع الجمهور الذي حجا بشكل غفير الى الساحة تجاوز ثلاثة آلاف متفرج و شارك البطل المغربي في رياضة التحدي و الخوارق في هذه السهرة بمجموعة استعراضاته بوضع خيط الكهرباء 220 فولت في فمه ، أكل الزجاج و أشياء أخرى ، و في كلمة لرئيس الجمعية ختامية قدم جزيل شكره لكل السلطات المحلية و رجال الأمن و الوقاية المدني و القوات المساعدة و المجلس البلدي و اللجنة المنظمة لهذه التظاهرة البيئية و الإعلاميين و كل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح هذه الأيام التحسيسية حول المحافظة على البيئة في نسختها الثاني رفعت بعدها برقية الولاء و الإخلاص للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده .