في إطار أنشطتها، الموازية تشرفت الكلية المتعددة التخصصات بآسفي ،بإقامة ندوة تكريمية للأستاذ العلامة عباس ارحيلة إمام البلاغة و مفتي الديار المغاربية في اللغة، و ذلك يومه الخميس السادس يونيو الجاري، بقاعة الندوات بالكلية عينها، النشاط الذي أقامته شعبة الدراسات العربية بالكلية. انطلق النشاط حوالي الساعة العاشرة، حيث تقدم تلاميذ العلامة ارحيلة و مريدوه الأساتذة : عبد الإله أبو مرية ، الرحالي الرضواني ويوسف الإدريسي على التناوب على الكلمة التي القوها على مسامع الطلبة الحاضرين، سواء طلبة الكلية أو طلبة المركز التربوي الجهوي، و كذلك على بقية الحضور من أساتذة و زوار، و قد أشادت الكلمات الثلاث بالعلامة المحتفى به، هاته الكلمات التي توجت بلوحة بلاغية جميلة تقدم بها الأستاذ أبو مرية بين يدي أستاذه الذي يُرجِع إليه الفضل في ما وصل إليه، بعد ذلك تقدم العلامة ارحيلة بعرض موجز حول النقد في القرن الثاني الهجري الذي اعتبره الرجل قرنا مفصليا في الحضارة و الثقافة العربية، إذ قسم الحضارة العربية إلى مرحلتين أساسيتين، ما قبل 150 هجرية و ما بعدها، القرن الذي شكل ملامح الحضارة العربية الإسلامية التي اعتبرها حضارة إنسانية أضاءت العالم شرقا و غربا ، و يرجع الرجل ذلك لما مر خلال هذا القرن من تدوين و فتوحات و تماس حضاري خلق شعلة لإنبجاس الحضارة التي ملأت الأرض نورا، و بخصوص مجال تخصص الرجل أي اللغة فقد اعتبر القرن قرن ميلاد عظماء اللغة و النقد و الفكر و الإسلامي، وقد استعرض الرجل خلال عرضه أهم منجزات النقد و الشعر خلال هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الحضارة الإسلامية و التي لم يشهدها قرن قبله و لا بعده إلى الآن. و قد تفاعل الحضور مع الرجل تتبعا و استماعا و إنصاتا و تعظيما لفكر الرجل الذي تحفل تعابيره و معلوماته بزخم هائل من المعارف كان الطلبة في اشد التعطش لها ، كونهم محرومين في هذه المدينة من الأنشطة الثقافية و التعرف على رموز البلاد في الميادين اللغوية كما الميادين الأخرى. اختتم النشاط صباحا و ضرب الكل موعدا مع الرجل في المساء لتقديم كتاب العلامة ارحيلة و التفاعل مع ما قدم من عرض و معارف، و قد أسدل الستار على هذه الندوة الرائعة التي تركت بصمة حسنة في نفوس الطلبة الذين أشادوا بها و دعوا إلى تكرار مثل هذه المبادرات التي هو في اشد الحاجة لها تطعيما لمعارفهم و تكوينهم الأدبي و العلمي.