يبدو أن قياديي العدالة والتنمية أصابهم الدوار ولم يعودوا يفهموا ما يجري حولهم من أحداث بعد إعلان انسحاب حليفهم الرئيسي حزب الاستقلال من الأغلبية، حيث هاجم عبد الله بوانو حميد شباط قائلا:"إن شباط يناور منذ دجنبر 2012 لاحتلال مكان رئيس الحكومة"، وأكد أنه منذ ذلك الوقت وهو يهاجم الحكومة من كل الاتجاهات. ونسي بوابو أن كرسي رئاسة الحكومة يعود بحكم الدستور إلى الحزب المتصدر للانتخابات مما يعني أن هذا الكرسي لن يعود لشباط ولا لغيره من حزب الميزان إلا بعد إجراء انتخابات نيابية يتصدر فيها حزب الاستقلال نتائج الاقتراع. فإذا كان هذا الذي يخيف بوانو على كرسي بنكيران فهذا مخالف للمنطق الديمقراطي، فمن حق الأحزاب جميعا أن تتنافس وأن تطمح في احتلال هذا الكرسي عبر صناديق الاقتراع، وما على حزب بوانو إلا إلغاء الأحزاب وإعلان الحزب الوحيد في المغرب، وهذا أقرب إلى الإديولوجية الشمولية التي يؤمن بها السيد بوانو. أما إذا كان الأمر يتعلق باحتلال كرسي بنكيران بدون إجراء انتخابات نيابية، فلا خوف على هذا الكرسي إلا من تماسيح العدالة والتنمية الذين يفكرون في التخلي عن أمينهم العام كرئيس للحكومة والقبول برئيس جديد للحكومة من نفس حزب بوانو، وهذا مسموح به دستوريا لأن هذا الكرسي يعود لحزب المصباح وسيبقى كذلك إلى حين التباري عليه في انتخابات تشريعية قادمة.
ويأتي هجوم بوانو، تزامنا مع انتهاء قيادة حزب الاستقلال مع وضع اللمسات الأخيرة على المذكرة التي سيسلمها شباط مباشرة إلى الملك بعد عودته إلى المغرب.
وأوضح بوانو كما ورد في "الأخبار" في عدد نهاية هذا الأسلوع، إن شباط منذ وصوله إلى قيادة الحزب، وهو يطالب بإلغاء قرار الزيادة في أسعار المحروقات وإلغاء قرار الاقتطاع من أجور المضربين، والمطالبة بإعادة هيكلة الحكومة، ويعارض إصلاح صندوق المقاصة وإصلاح صندوق التقاعد، كما إنه عارض إجراء الانتخابات الجماعية سنة 2013، وذكر بوانو إن شباط بهذه المطالب يرغب في احتلال مكان رئيس الحكومة الحالي.