نظم مجموعة من مشجعي فريق الجيش الملكي ممثلين في "الأولترا والبلاك آرمي والجمعية" أول أمس الخميس بالرباط، وقفة تضامنية مع معتقلي ما بات يعرف ب "الخميس الأسود" الذي تزامن مع المباراة التي جمعت بين فريقي الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، برسم كلاسيكو الدورة 23 من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، لكن الوقفة لم تنته كما شاء لها منظموها، حيث انتهت بتدخل أمني واعتقالات في صفوف المحتجين. وحسب مصدر من مشجعي الجيش الذين شاركوا في الوقفة، فإن الأخيرة كانت سلمية، الهدف منها التعبير عن تضامن الجماهير العسكرية من معتقلي أحداث الدارالبيضاء، خصوصا منهم الأبرياء الذين لم يقوموا بأي أعمال شغب وتم اعتقالهم. وفي تفاصيل الحادثة، قال مصدرنا إن الأمن في بداية الأمر، منع المشجعين من القيام بالوقفة أمام البرلمان، حيث تم إبعادهم إلى ساحة "باب الأحد"، وبالفعل بدأ المتضامنون في ترديد الشعارات التي تطالب بالإطلاق الفوري للمشجعين المعتقلين في سجن عكاشة والإصلاحية بالدارالبيضاء، لكن الأمن كان صدره ضيقا فقام بتفريق المتظاهرين بالقوة ما أدى إلى إصابة العديد من المشجعين واعتقال حوالي 10 منهم. وعن الرشق بالحجارة التي عرفتها الأحداث، أكد مصدرنا، أن ذلك تم من طرف فئة محدودة لا تتعدى عدد الأصابع، قامت بذلك كردة فعل على القمع الذي تعرضت له من طرف الأمن. وأضاف أن الدليل على عدم خطورة الوضع هو عدم تسجيل أي أعمال تخريب أو تكسير للسيارات أوالحافلات. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني رفيع تابع لولاية أمن الرباط، إن تفريق المتظاهرين من مشجعي فريق الجيش الملكي، كان لدواعي أمنية وتنظيمية بساحة "باب الأحد" التي تعرف اكتظاظا مروريا بالإضافة إلى مرور "الترامواي" ، حيث كان المتظاهرون يعرقلون حركة السير. من جهة أخرى ذكرت عدة مصادر، أن والدة أحد المعتقلين في أحداث "الخميس الأسود" قد توفيت متأثرة من صدمتها بعد تأجيل محاكمة ابنها يوم الثلاثاء الماضي. ويروج مقطع فيديو على موقع يوتيوب ومواقع أخرى للتواصل الاجتماعي، يبين لحظة إصابة السيدة بحالة انهيار وإغماء لدى سماعها نبأ تأجيل محاكمة ابنها. وتقول المصادر إن السيدة المتوفاة أصيبت بحالة إغماء أمام باب المحكمة ولفظت أنفاسها الأخير بعد ثلاث ساعات فقط من ذلك. يذكر أن المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء أجلت، الثلاثاء الماضي، محاكمة المتهمين في أحداث "الخميس الأسود" ، البالغ عددهم 135 متهما، إلى يوم 28 ماي الجاري من أجل "إعداد الدفاع". ويتابع في هذا الملف 214 شخص من بينهم 74 قاصرا ، بتهم تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات الموصوفة المقرونة بجناية إحداث الشغب والإخلال بالأمن العام ومحاولة إضرام النار وإلحاق خسائر بممتلكات الدولة والتحريض على الكراهية عن طريق ترديد شعارات والتفوه بعبارات نابية مخلة بالآداب العامة..