ترقب حذر وتصريحات متبادلة، يزامنان عملية بدء العد والفرز اليدوي، وأطراف تتهم آخرى مع الشروع بالعملية في كركوك الأكثر جدلاً، ومن أطراف معينة بالفرز وآخرى من مناطق غير مشمولة أو لا تعنيها نتائج كركوك، وكإستعداد مسبق لتوجيه سهام النقد للعملية، وإقناع نفسها وجمهورها، بأن يد الظلم طالتها وحسب ما تدعي بأنها المطلب الشعبي، وبالنتيجة إنقسام مجتمعي وسياسي، وزيادة للهوة بين المجتمع مع المؤسسات الحكومية والطبقة السياسية. إحتكمت كل الأطراف لقرار المحكمة الإتحادية ونتائج العد والفرز اليدوي لبعض المراكز المطعون بسلامتها، إلا أن بعض الأطراف ما تزال تفتعل الذرائع، وتصعد إعلامياً لتجد أرضية لإعتراضها في حال الخسارة. منذ اليوم الأول لعملية العد والفرز والتصريحات متصاعدة، لأطراف غير رسمية وبدون دليل قطعي، في إشارة لوجود تزوير يصل الى 50%، فيما ناقضت الجهات المخالفة هذه المعلومات، فيما إتفقا على عدم وجود من يمثلهما للإطلاع على النتائج، وكل ماذكراه في طائلة التسريبات! إعتادت القوى السياسية على تنصيب نفسها كمدافع فريد عن العملية السياسية، ومجابهة لأية خطوة تشريعية أو حكومية أوقضائية بجملة تصريحات، مدعية الحرص على ديمومة العملية السياسية، ولكن الحقيقة إنقسام على قضايا لا يمكن أن تقسم أو تجزء ، والحديث المطلق عن حق يحتاج أحياناً الأذن من المواطن الشريك. إن الحديث بالأرقام دون دليل رسمي، ما هو إلا تشويش على الجهات التي تجري الفرز، ووسائل ضغط على القضاء وموظفي المفوضية، وشحن لقوى سياسية وشعبية لتكوين جبهات متصارعة، وكسب ود مناطق غير معنية بهذا الفرز لمشاركتها بالتمني والإعداد لفوضى سياسية حال فشلها، وبالتالي إعادة الإنتخابات وتحقيق أمنية الخاسرين والمعادين للعملية السياسية. يبدو أن بعض الخاسرين صار يناغم مع من يقف بالضد من العملية السياسية، ويتمسك بأجنحة قوى ما تزال مخالبها جارحة، ومستعدة للعودة بأية وسيلة. الخطاب الإعلامي والتصعيد أحد وسائل الترهيب في العمل السياسي، وكثير من العمليات الإرهابية أستغلت الصراعات السياسية لإعطاء مصادق أن الإرهاب لدوافع سياسية، وإستخدام الضغط على المفوضية لكسب ذريعة مطالب إعادة الفرز الكلي، ومقصود لتأخير عملية العد والفرز ووضع الحكومة تحت الضغط الشعبي، مع ما يوازي واقع العراق من مشكلات معظمها خدمية كالكهرباء والماء، وبما أن الصندوق أصبح هو من يحدد مصير القوى السياسية مستقبلاً، فأنه ذا أولوية في الوقت الحاضر ومتصدر للمشهد أكثر من السياسي، فلا غرابة من إستهدافه حرقاً وتفجيراً وتشويهاً، وأن أنتفى سيكون المواطن هو الهدف الثاني، ليوضع مرة آخرى بين فكوك الفوضى والقتل وسوء الخدمة والتشكيك بالعمل السياسي، وإيقاد براكين تغلي بداخله نتيجة تراكمات سوء تجربة سياسية وخطابات تحريضية.