يعتبر الفنان التشكيلي الأمازيغي البشير الطاهري إبن مدينة تيزنيت أحد أهم الوجوه في الحركة التشكيلية المغربية ،بل والدولية أيضا حيث يملك اللغة الفنية القادرة على التعبيرعما يريد ،وذلك عبر المراحل المختلفة التي مرت بها تجربته على تنوع قدراته الفنية و التعبيرية ،وعلى غنى ما قدمه عبر سيرته الفنية ، حتى استقرت تجربته لما يزيد عن سنين على أسلوب خاص يمكن وصفه بأنه واقعية مبسطة ومعبرة . الفنان التشكيلي الأمازيغي البشير الطاهري ، بذاته الوجودية والمُبتكرة، مكتبةً فنية متنقلة بين واحات الفنون الجميلة التشكيلية والبصرية، وملفه الشخصي يدل على فرادته ما بين أقرانه، ويُقدمه كحالة فنية تشكيلية مغربية، متعددة المجالات الفنية شديدة الخصوصية وثمة تخاطر فكري ومُحاكاة ابتكارية ما بين جميع ميادينه ومجالات اشتغاله التقنية وأفكاره ورؤاه التعبيرية حملته مواهبه الفطرية والمُدربة في سنّ مُبكرة، ورافقته في رحلته العابرة ما بين ميادين الفنون، بدايتها عالم الفنون وما يُشابهها من الفن التشكيلي الأصيل واللوحات التصويرية الرائعة والخط العربي الجميل لتصنع منه ومن خبراته التراكمية "فنان الموقف والكلمة الفصل"، في جدلية المساحات المرصوفة فوق سطوح خاماته المتوالدة من وحي ذاكرة مكانه وزمانه البصرية . شارك البشير الطاهري في عدد من المعارض الوطنية والدولية خاصة بمدن فاسطنجة ،مكناس ،أكادير، والصويرة كما شارك في العديد من الملتقيات والمحافل الوطنية والدولية ،بدول موريطانيا ،فرنسا ،إسبانيا ،تركيا … ، لكنّ التشجيع الذي وجده في بعض المناسبات الفنية وحضوره بعض النشاطات شجعه على تحديد وجهته واستلهاماته، وهو يتحدث عن حضوره الوطني والدولي المميز، بحيث وجد أن مجموعة من أعماله استوحت معطى تراثياً واحداً ما شجعه على تكريس المنحى التراثي الحضاري الكثير من نتاجه اللاحق ، لكنه بقي كمن يبحث عن صيغة أكثر ملاءمة تحقق شخصيته الفنية واختلافه ، وهذا ما نلمسه من خلال لوحاته ، بحيث عمل الفنان البشير الطاهري على استعادة المعطى التراثي الأصيل ،من خلال الصياغة أو المعالجة والتقنية، وهو يبدي في عدد من الأعمال سمات لوحة مختلفة تحمل مدلولاتها الفنية ،عندما يؤلف ويناغم بين مجموعة عناصر، منها الكائنات والرموز المختزلة ووفق حالة من التدفق العاطفي التلقائي الذي يعيدنا إلى بعض التقاليد المغربية الجميلة ،مع شيء من الاختلاف الذي تمنحه عناصره وعلاقاتها، أو تلويناته أو طريقة بناء لوحته. يمثل الفن بالنسبة للبشير الطاهري أسمى معاني التعبير والرقي الإنساني ،وهو أسلم وسيلة للحياة ومعالجة التناقضات الكبيرة فيها، كما يعد تعبيرا غير ناطقا ولسانه هو الخطوط والألوان ولذلك تجد الفنان الطاهري يقف عند كل صورة ويقرأها أو يعبر عنها مثلما عبر عنها ناقشها عكس الشخص غير الفنان ،حيث يعتبر الفن بالنسبة له أسمى معاني التعبير و الرقي الإنساني ومن خلاله يتخذ الريشة وسيلة لخلق عالم يناسب تطلعاته و يعكس أحلامه التي يحملها منذ الصغر. كما أن الفن بالنسبة له يحتاج إلى الصبر والتركيز وقراءة المستقبل ،حيث كل فنان يعاني في صمت وقد خلق الفنان ليحمل على عاتقه هموم الحياة والشعور بآلامها ومحاولة علاجها حتى يتمكن الآخرين من العيش في ظروف أحسن وقد كان بمثابة الفنان الذي يهتم بأمور وطنية وأهله وكل محيطه بكل حزم وجد ومثابرة، كما أنه يحس بالسعادة المطلقة حين ينتهي من عمله الفني ويعرضه للآخرين وسعادته تكمن حين يناقش حول عمله الفني. البشير الطاهري يعتبر الفن التشكيلي في المغرب من أرقى الفنون على غرار الدول العربية الأخرى ، حيث ظلت المغرب رائدة عبر التاريخ من خلال أعمال مجموعة من الفنانين، حيث منحه الفن الراحة والسعادة النفسية والإيمان بعظمة الخالق عز وجل. يقول البشير الطاهري ، أن الفنان ولد من أجل تبليغ رسالة معينة وعليه أن يبقى صامدا صبورا ،لأن تحديه يتغلب على الصعاب ،كما أتمنى أن ندرس الفن وأن نستخلص دور الفن في بناء أعظم الحضارات العالمية كي نصل إلى ما وصلت إليه الدول الراقية فنيا ، وما أشير إليه بأن لي عدة مشاريع فنية في المستقبل القريب منها مشاركتي في معرض كبير بدولة ألمانيا قصد الوصول لأبعد الحدود في مجال الفنون التشكيلية.