السياسي السابق من حزب الحرية الهولندي الذي يتزعمه خيرت فيلدرز المعادي للإسلام والمسلمين الشك باليقين، وأكد اليوم صحة خبر اعتناقه الإسلام بعد حملة تشكيك عبر وسائل إعلام رسمية واجتماعية، وكتب على صفحته في موقع تويتر تغريدة بالشهادتين وذكر أنه سيبدأ عهدا جديدا. وقد رافقت صحيفة "عكاظ" السعودية فاندور وهو يزور المسجد النبوي الشريف وعيناه تذرفان الدمع عند الروضة الشريفة وقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فاندور: أنه كان ينتمي لأشد الأحزاب تطرفا وعداء للدين الحنيف، مبينا أنه بعد أن شاهد ردود الأفعال ضد إنتاج فيلم الفتنة، بدأ في البحث عن حقيقة الإسلام ليجيب عن تساؤلاته حول سر حب المسلمين لدينهم ورسولهم الكريم. وذكرت الصحيفة " أن بكاء فاندور اشتد أثناء وقوفه أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث جال بخاطره حجم الخطأ الكبير الذي وقع فيه قبل ان يشرح الله صدره للإسلام. وقال فاندور للصحيفة " إن عملية البحث قادته لاكتشاف حجم الجرم الكبير الذي اقترفه حزبه السابق، وأنه بدأ في الانجذاب إلى الدين الإسلامي، وشرع في القراءة عنه بطريقة موسعة، والاقتراب من المسلمين في هولندا، حتى قرر اعتناق الدين الحنيف". وعمل أرنادو "47 عاما" في البرلمان الهولندي والمجلس البلدي لمدينة لاهاي ممثلا عن حزب الحرية الذي يتزعمه اليميني المتطرف خيرت فيلدرز. وأعقبت تغريدات فان دورن تعليقات ومناقشات تشكك فيما ورد على صحفته على تويتر خاصة اعترافه بمواقف معادية للإسلام والهجرة على امتداد تمثيله حزب الحرية قبل أن يستقيل منه أواخر 2011، ويكون الكتلة المستقلة بمدينة لاهاي والتي يمثلها الآن في المجلس البلدي. وأكد فان دورن صحة قراره اعتناق الإسلام، وأوضح أن كثيرا من الناس فاجأهم القرار لما عرفوه عنه من عداء صارخ للإسلام والمسلمين. وقال: من يعرفني من قريب يعلم أنني منذ أكثر من سنة وأنا أقرأ وأتعمق في الإسلام من خلال الكتب والحوارات، ولكن البعيدين عني فاجأهم القرار طبعا؛ لذلك يحاولون التشكيك فيه". وذكر أن سبب قراره هذا أنه شخص لا يحكم على الأشياء من خلال السماع وتناقل الأقوال، لكن بتواصله مع زميل له مسلم بالمجلس البلدي وبعد طول نقاش معه وجّهه إلى مسجد السنة حيث وجدت منهم كل اللطف وحسن المعاملة، ومن ثم اتخذ قراره بعد نقاش طويل، وهو قرار خاص ولا أريد لأحد أن يناقشني فيه. وحول تحوله من حزب عرف بعدائه الصريح للإسلام والمسلمين وكان أحد رموزه، أوضح قائلا: كل إنسان يمكن أن يرتكب أخطاء في حياته، لكن مع ذلك أعتبر أن كل تجربة في الحياة لها هدف، وتجربتي في حزب الحرية ربما أسهمت في اختياري الجديد. وتابع قائلا: تعلمت الكثير من هذه التجربة، وأعتقد أنها جعلتني أختار الإسلام، وهي بداية جديدة في حياتي وأسال الله أن يوفقني فيها. وقد لقي إسلام فان دورن مباشرة بعد إعلانه على تويتر ردود أفعال متباينة بين مؤيدة ومشككة ورافضة، بل وصل الأمر بالبعض إلى اعتباره خائنا، وبالنسبة لآخرين فقد اتخذت قرارا صحيحا. وقد أعلن فان إسلامه في مسجد "السنة" المحسوب على التيار السلفي في لاهاي، وكان هدفا لحزب الحرية وزعيمه المتطرف من خلال المطالبة بغلقه واتهام إمامه السابق "فواز جنيد" بأنه معاد لقيم هولندية، وطالب بطرده من هولندا.