الملعب مملوء عن آخره.. الأجواء مشحونة منذ أسبوع..المباراة ابتلعت ثلاثة أرباع عمرها.. تاه خلالها لاعبوا الفريق المحلي المطارد للفريق الزائر المحتل الرتبة الأولى بفارق نقطة واحدة فوق الرقعة الخضراء.. أضاعت أقدامهم طريقها نحو الشباك.. نظم الفريق الزائر هجمة منسقة خطيرة أثمرت ضربة جزاء .. شكك المحليون في مشروعيتها.. احتجوا على الحكم بشدة.. ولم تكد ضربة الجزاء تنفذ حتى قرعت طبول الحرب وزحفت الجماهير الغاضبة على أرضية الملعب كأسراب الجراد تأتي على الأخضر واليابس.. اصطدمت بآليات قوات حفظ الأمن.. أشبعت الهراوات حاجاتها من الأكتاف والسيقان والأفخاذ و الكعوب والرؤوس حتى اصطبغت بلون الدم... في صباح اليوم الموالي..أثثت زرافات الأمهات الشوارع في حياء وانكسار.. يحملن الأطعمة والشراب لأبنائهن.. منهن من قصدن المستشفيات.. ومنهن من قصدن مخافر الشرطة.