ياسر أروين مباشرة بعد تنحية "روبرت موغابي" عن الحكم في دولة زيمبابوي، والتداعيات الخطيرة التي ألمت ب"البوليساريو" نتيجة فقدانها لأهم وأبرز الداعمين لها على المستوى الإفريقي، توجهت الجبهة وبشكل مباشر نحو مصالح المغرب. وفي محاولة منها، لافتعال أزمة جديدة مع المغرب للتغطية على صفعة سقوط "موغابي"، وجه الأمين العام للجبهة رسالة إلى "أنطونيو غوتيريس" الأمين العام للأمم المتحدة، وصفها المتتبعون(الرسالة) ب"المستفزة". وحاولت رسالة "البوليساريو" المس والتشويش على مصالح وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، عبر "تنبيه" الأمين العام الأممي إلى ما وصفته الرسالة ب"خطورة الأنشطة"، التي يقوم بها المغرب على مستوى السواحل بالصحراء المغربية. وبشكل صبياني، اعتبر الأمين العام للجبهة أن المغرب يقوم بأعمال تنقيب في سواحل الأقاليم الصحراوية، تتنافي وقرارات الأممالمتحدة في الموضوع، الأمر الذي تجاهلته الدولة المغربية على أساس أنها تمارس أنشطتها فوق أراضيها في إطار سيادتها الكاملة على هذه الأراضي منذ تاريخ ليس بالقصير. وتطمح "البوليساريو" إلى تحقيق مكسبين أساسيين عبر هذه الخطوة(الرسالة الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة)، المكسب الأول يتجلى في تحويل الأنظار عن سقطة "موغابي" وما يمكن أن يليها(السقطة) من تكسير للسلسلة التي تدعم الجبهة سواء على المستوى الإفريقي أو الدولي، والمكسب الثاني يتجلى في الضغط على المنتظم الدولي من جهة، ومن جهة أخرى استجداء عطفه عن طريق تصوير المغرب على أنه ناهب لخيرات "أقلية"، والجميع يعرف حساسية هذه النقطة بالذات بالنسبة للمنتظم الدولي. وعرف عن الجبهة، منذ وقت طويل اللجوء إلى هكذا أساليب عند محاصرتها وفقدانها للنقاط في مواجهة الدولة المغربية، التي مافتئت تتعامل بحكم ونضج مع هذا الملف، حسب شهادات العديد من الخبراء الأممين. فعندما تستهدف "البوليساريو" المصالح الإستراتيجية للمغرب وبهذا الشكل الصبياني، ولا يرد المغرب ويتجاهل رسالة الجبهة، ويمضي قدما نحو حماية سيادته ومصالحه الجيوسياسية والجيو الإقتصادية، فهي رسالة موجهة للجميع تبين مدى حكمة ونضج الدولة في مواجهة كيان صنع أساسا في إطار حرب باردة انتهت… وفي سياق متصل، وضع "هورست كوهلر" المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ملف الصحراء، يوم أمس الأربعاء 22 نونبر الجاري بمجلس الأمن الدولي بنيويورك، تقريره الأول حول نزاع الصحراء. وخيم على التقرير تكتم إعلامي وُصف ب"الكبير"، خصوصا وأنه(التقرير) قدم في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، اللهم بعض التصريحات على الهامش التي حظي بها الصحفيون المعتمدون بالأممالمتحدة. وأكد المبعوث الشخصي في تصريحاته المقتضبة، أن مجلس الأمن دعمه وعبر عن اعتزازه بالتقرير الذي أعده. بالمقابل، دعا مجلس الأمن الدولي يوم أمس من نيويورك جميع أطراف النزاع في ملف الصحراء، إلى ضرورة دعم مجهودات "هورست كوهلر".