واشنطن - تعهد الرئيس أوباما، في خطاب متلفز على مستوى البلاد بكاملها موجّه إلى الشعب الأميركي، بأنه سوف يسحب تدريجيًا 34 ألف جندي آخر من أفغانستان خلال العام القادم، وسوف يجري تخفيضًا إضافيًا في الترسانة النووية الأميركية، ويطلق نظامًا للهجرة مُجددًا ومعدّلا بالكامل. كما أعلن أوباما عن خطط لبدء محادثات من أجل التوصل إلى اتفاق للتجارة الحرة مع الدول السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي. وتعهد الرئيس بأن تظل الولاياتالمتحدة "منارة لجميع الذين ينشدون الحرية." قال أوباما في 12 شباط/فبراير في خطابه السابع أمام اللجنة المشتركة للكونغرس الأميركي، "يمكننا أن نقول بكل ثقة إن أميركا ستنجز مهمتها في أفغانستان، وستحقق هدفنا المتمثل بإلحاق الهزيمة بصميم تنظيم القاعدة." كان هذا الخطاب أول خطاب حول حالة الاتحاد يلقيه الرئيس أوباما منذ فوزه في إعادة انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وقد وفر هذا الخطاب منبرًا للرئيس ليحث الكونغرس على العمل معه من أجل تنفيذ برنامجه لفترة رئاسته الثانية والذي يشمل أهدافًا محلية ودولية ذات أهمية. وبالفعل، فقد خفضت الولاياتالمتحدة عدد جنودها في أفغانستان بمقدار 33 ألف جندي، وهي تعمل على نقل المسؤوليات الأمنية بالكامل إلى القوات الأفغانية بحلول نهاية العام 2014. وأعلن الرئيس أوباما أنه "في هذا الربيع، سوف تتحول قواتنا إلى دور داعم، في نفس الوقت الذي تتولى فيه قوات الأمن الأفغانية زمام القيادة. يمكنني أن أعلن أنه خلال العام القادم، سنعيد إلى الوطن 34 ألف جندي آخر من أفغانستان.... وبحلول نهاية العام القادم، ستكون حربنا في أفغانستان قد وضعت أوزارها." وبحلول نهاية شهر شباط/فبراير 2014، فإن الولاياتالمتحدة سوف تحافظ على ما يقرب من 32 ألف جندي في أفغانستان للمساعدة في دعم وتدريب وتجهيز القوات الأفغانية، وسوف يتواصل خفض عدد القوات حتى نهاية العام 2014 بينما يتولي الجيش الوطني الأفغاني المسؤولية الكاملة عن أمن بلاده. لكن لم يُتخذ حتى الآن قرار نهائي حول عدد القوات الأميركية التي ستبقى في أفغانستان بعد عام 2014، ولا يزال الرئيس يدرس الخيارات المختلفة مع مستشاريه العسكريين. وأفاد البيت الأبيض أن القادة العسكريين الأميركيين في أفغانستان سوف يُمنحون حرية العمل والقدرة على تحديد وتيرة خفض عدد القوات العسكرية. وتوفّر الخطة للمخططين العسكريين قوة عسكرية كبيرة من أجل موسم القتال القادم الذي سيبلغ نهايته في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر. وبموجب الاتفاقية التي جرى توقيعها بين الرئيس أوباما والرئيس الأفغاني كرزاي في كانون الثاني/يناير، من المقرر أن تتولى القوات الأفغانية الشؤون الأمنية الرئيسية ابتداءً من هذا الربيع كجزء من خطة انتقالية متسارعة. ومن دون ذكر أية أرقام محددة، وعد أوباما الأميركيين بأنه سيواصل جهوده لإخلاء العالم من الأسلحة النووية، وهذا يشكل عنصرًا حاسمًا ضمن برنامجه للأمن القومي. وكان الرئيس أوباما قد أعلن عن أول هدف له في سبيل عالم خالٍ من الأسلحة النووية في خطاب ألقاه في براغ في حزيران/يونيو 2009. وخلال الأشهر التي تلت ذلك الخطاب، تفاوض الرئيس حول معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا بهدف الحد من الترسانات النووية المنشورة إلى حوالي 1550 رأس نووي بحلول عام 2018. وقال مسؤولون في البيت الأبيض في 12 شباط/فبراير إن الرئيس ينوي زيادة تخفيض هذا العدد بدرجة أكبر، وأكد الرئيس أنه سوف ينخرط مع روسيا للسعي في سبيل إجراء المزيد من التخفيضات في الترسانتين النوويتين لكلا البلدين.
الجلسة المشتركة للكونغرس تستمع إلى الرئيس أوباما وهو يلقي الخطاب السنوي حول حالة الاتحاد الملزم بموجب الدستور الأميركي. وفي أعقاب إجراء كوريا الشمالية ثالث اختبار نووي لها في 12 شباط/فبراير، تعهد الرئيس أوباما بتجديد الجهود لإقناع ذلك النظام المعزول في التخلي عن خططه لتطوير ترسانة نووية وصواريخ بعيدة المدى كوسائل لإطلاقها.
وأضاف الرئيس في خطابه، إن "الاستفزازات من النوع الذي رأيناه الليلة الماضية لن يزيدهم إلا عزلة، في الوقت الذي نقف فيه إلى جانب حلفائنا، ونقوي دفاعنا الصاروخي، ونقود العالم في اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة هذه التهديدات." وبالمثل، قال أوباما أنه يتعين على إيران أن تدرك بأن الآن هو الوقت المناسب للتوصل إلى حل دبلوماسي لوضع حد لجهودها في تطوير أسلحة نووية. وأشار إلى وجود "تحالف يقف صفًا واحدًا ليطالبهم بالوفاء بالتزاماتهم، وسوف نقوم بكل ما هو ضروري لمنعهم من الحصول على سلاح نووي." وبغية زيادة الصادرات والتجارة الأميركية في الوقت نفسه الذي ندعم فيه توسيع فرص العمل في الولاياتالمتحدة، أكد أوباما على أنه ينوي استكمال المفاوضات حول الشراكة عبر المحيط الهادئ مع دول آسيا والمحيط الهادئ. كما أعلن أوباما عن خطط لبدء محادثات شاملة حول إنشاء شراكة تجارية واستثمارية شاملة عبر الأطلسي مع الاتحاد الأوروبي"لأن التجارة الحرة والمنصفة عبر الأطلسي ستدعم الملايين من الوظائف ذات الأجور الأفضل للأميركيين." وعلاوة على ذلك، ذكر الرئيس أوباما أن الولاياتالمتحدة سوف تنضم مع حلفائها في العمل للقضاء على الفقر المدقع خلال العقدين المقبلين من خلال ربط المزيد من الناس بالاقتصاد العالمي، وتمكين المرأة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة سوف تعمل للمساعدة على إنقاذ أطفال العالم من الموت بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، ومن خلال تحقيق الوعد بنشوء جيل خال من الإيدز. وقال أوباما للكونغرس بأن الإصلاح الحقيقي لقوانين الهجرة يعني الأمن الأقوى على الحدود، ونشر المزيد من عناصر حرس الحدود الأميركي على الحدود الجنوبية مع المكسيك، وكذلك الحد من المعابر غير الشرعية. واعتبر أن "الإصلاح الحقيقي يعني إنشاء مسار مسؤول يقود إلى المواطنة المكتسبة عن حق، وهو مسار يشمل اجتياز فحص التدقيق في خلفية المهاجرين، ودفع الضرائب وفرض عقوبات ذات معنى، وتعلم اللغة الإنجليزية، والوقوف في نهاية صف الانتظار وراء الناس الذين يحاولون المجيء إلى هنا بصورة قانونية." واستطرد قائلاً، إن "الإصلاح الحقيقي يعني إصلاح نظام الهجرة القانونية لخفض فترات الانتظار، وجذب رواد الأعمال والمهندسين من ذوي المهارات العالية، الأمر الذي يساعد في خلق فرص العمل وتنمية اقتصادنا." وحول القضايا المحلية، اقترح الرئيس أوباما المبادرات الحكومية في قطاعات التعليم، والصناعة، والبنية التحتية، والطاقة النظيفة، وتغير المناخ، وفرض قيود على الأسلحة النارية