نظرًا لكون شعارها غير الرسمي يقول: " هلمي أيتها الأوقات السعيدة"، ظلت نيو أورلينز منذ زمن بعيد مرتعًا معهودًا للاحتفالات. فقد أُعلن يوم ثلاثاء المِرفع أو "ماردي غرا"، يوم عطلة رسمية في ولاية لويزيانا منذ عام 1875، وهو يتميز بالمهرجانات وحفلات السمر والمرح المتحررة من كل قيد، التي تقام في كل سنة يوم الثلاثاء الذي يصادف قبل بداية الصوم الكبير. غير أن المآسي كانت أيضًا تشكل جزءًا من نسيج هذه المدينة على الدوام. فحتى قبل إعصار كاترينا الذي أودى بحياة حوالي 1800 إنسان عام 2005، كان موقع نيو اورلينز الأدنى من مستوى سطح البحر والمناخ شبه الاستوائي فيها قد عرضا سكان المدينة الأوائل إلى أمراض مدمرة. فاستنادًا إلى متحف ولاية لويزيانا، توفي ما يزيد عن 12 ألف شخص بوباء الكوليرا في نيو أورلينز عام 1853، وحتى كانت الوفيات أكثر من ذلك بكثير في المنطقة الجنوبية الريفية من ولاية لويزيانا، إذ بلغ معدل الوفيات السنوية في تلك الولاية أعلى من معدل الوفيات في أي ولاية أميركية أخرى خلال القرن التاسع عشر بأكمله. ويقول البعض إن الشدائد والنوائب التي واجهها سكان نيو أورلينز جعلتهم أشد تصميمًا على الاحتفاء بالحياة بمثل هذه الحيوية الفياضة أينما وحيثما استطاعوا ذلك. في هذا العام، وبعد تسعة أيام فقط على استضافة الاحتفالات المحيطة بمباريات السوبر بول السنوية لبطولة لعبة كرة القدم الأميركية، في 3 شباط/فبراير، سوف تستضيف نيو اورلينز دورة أخرى من الاحتفالات بمناسبة ثلاثاء المِرفع، أو "ماردي غرا" في 12 شباط/فبراير. وعلى الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها لمواجهة مصاعب الحياة، ولأنها تتمتع بروح فائقة من الضيافة، فلا يزال من المتاح لهذه المدينة التي أسسها الفرنسيون أن تواصل القول: هلمي أيتها الأوقات السعيدة.