سلام محمد العامري قال بسمارك: "الأنانية تولد الحسد ، و الحسد يولد البغضاء ، و البغضاء تولد الاختلاف ، و الاختلاف يولد الفرقة ، و الفرقة تولد الضعف ، و الضعف يولد الذل و الذل يولد زوال الدولة و زوال النعمة و هلاك الأمة". على مدى التأريخ, نرى أن كثيرا من الأقوام المغمورة, قد أسست دولاً بعون من دول عظمى, لتكون راعية للمصالح العليا, ومن هذه الدول, دولتا بني سعود والإمارات, التي صنع حكامها البريطانيون والأمريكان, ليقوموا بحراسة المصالح, الأنجلو امريكية لصالح الصهيونية العالمية. دولة قطر ليست حديثة العهد, كما يتبادر للبعض, فقد ظهر من خلال التنقيبات, أنَّ حضارتها تمتد الى العصر الحجري, بين 8000- 4000قبل الميلاد, كما انها كانت ضمن الحضارة العبيدية, التي كانت قائمة جنوبالعراق, وامتدت إلى قطر, وقد سكنتها القبائل القحطانية, بعد ظهور الدعوة المحمدية, دخل الاسلام الى دولة قطر عام 8 هجرية. كان ابرز أعداء دولة قطر الحديثة, حكام البحرين من آل خليفه البحريني, وقد حاول شيوخ آل خليفة الإغارة وغزو قطر, كذلك مع بني سعود, حيث كان امتداد دولة قطر, إلى محافظة الأحساء, التي سيطر عليها السعوديون, ومن هنا نستنج ماهية الخوف, من دولة قطر لتأريخها, الحافل برد الغزوات الخارجية, لا سيما تلك السعودية, التي تجاور دولة قطر براً وبحراً. دخلت قطر عصر البترول عام 1949م, ليزدهر اقتصادها, توالت الاستكشافات في حقول عدة, حيث أصبحت في صدارة دول الخليج, بتصدير النفط والغاز الطبيعي, نالت دولة قطر استقلالها عام 1978, عام 1981 تأسس مجلس التعاون الخليجي, والذي كان يضم العراق, الذي تم فصله عن المجلس, بعد غزوه للكويت, واليمن التي تعتبر الامتداد لدول الخليج. في الآونة الأخيرة, وتحت ظل حملات الارهاب الدولي؛ ظهر قطبان هما القاعدة الوهابية, و حزب الإخوان المسلمين, حيث دعمت قطر تنظيم الإخوان, لتفقد علاقاتها بمصر وسوريا, فيما يسمى بالربيع العربي, بالإضافة للعراق, إلا أن أمريكا برئاستها الترامبية, استطاعت أن تصل لمراميها, بما حققته من استغلال بني سعود, لترمي بكرة إتهامٍ بالإرهاب, تجاه دولة قطر. أزمةٌ خليجية شهدتها المنطقة, بدأت بقطع العلاقات السعودية القطرية, تبعتها مقاطعة مصرية بحرينية إماراتية, ودول أخرى, لتتدخل الكويت لتقريب الحلول, ليعلن عن الفشل لتلك المحاولة, بعد يوم من الترويج لها, فالخوف السعودي من قطر كبير, مع إشارات لتوسيع العلاقات, بين دولة قطر ودولة إيران, العدو اللدود لأمريكا, ومن يقف معها في الخليج. هل هو تقسيم جديد, وانشاء خارطة جديدة للمنطقة, تضع مصير الخليج, على كف عفريت أمريكي, برعاية سعودية بحرينية إماراتية؟ هل تستطيع المساعي التركية, الايرانية, العراقية, إعادة المياه إلى مجاريها, في ظل شعار الحرب على الإرهاب؟