الإعلام جزء من حياة الناس، ولا يمكن أن يعيشوا بدونه، فهو يلعب دورا كبيرا وخطيرا في معرفة الحقائق وتوظيفها.. الفساد لم يترك مكانا إلا وتحرك فيه، ونخر عوده.. الإعلام أحد أدوات إفساد المجتمعات..ويجد ضالته في المجتمعات المتخلفة التي يكون مستوى تعليمها متدهورا ومتدنيا.. و السيطرة على الإعلام هاجس يقض مضاجع الساسة والفاسدون على وجه العموم ..أصبحوا حريصين على إنشاء محطات فضائية بعيدة عن الضوابط الحقيقية وميثاق إعلامي، إما للدفاع عنهم ، أو لتزييف الحقائق من ناحية أخرى وتضليل الرأي العام. تمكن الإعلام في العقود الأخيرة من السيطرة على تفاصيل الحياة وتغير كل شيء فيها، والبعد المادي هو الأسمى.. ففيما مضى كانت احتياجات الناس تفرض على السوق قياساتها.. أما الآن أصبح العكس فالسوق هو الذي يفرض احتياجاته على الناس. صار الإعلام دليلنا إلى كل ما نحتاج وليس العكس .. أمانة الكلمة التي نسيها بعض الإعلاميين بعد أن اعتلوا منابر مؤثرة يطلع عليها الناس بحكم العادة أو الانتشار الإعلاني المكثف أو أساليب الإبهار والكسب المذموم بوجوه مفضوحة لا يرونها هم كذلك، لأن المكاسب التي يحصلون عليها تعمي أبصارهم، ولا عن محاسبة الناس لهم فقط ، ولكن عن حساب رب العالمين يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . والمهم هو إن يميز القارئ والمشاهد و المستمع، الغث من السمين، ولا يبيع نفسه لمشاهدة برامج وهو مدرك أن موادها غير حقيقية أومبالغ فيها، والمحطات الموجهة لهدم قيم مجتمعية من غيرها ..ويتبنى ثقافة الاعلام الذي يخدم قيم وسلوكيات مجتمعه...