كاتب المقال :عزيز السكري نحن أبناء وبنات الجنوب الشرقي يزورنا الموت في كل زاوية من منازلنا في الطرقات في بساتيننا في المدارس والمستشفيات لكنه لا يجد شيئا يميته فينا فيرحل مقهورا بأضعفنا. من منا لا يتذكر، وبعد مرور ما يفوق الثلاثة سنوات، حادثة تيشكا التي قضى فيها ما يفوق 43 شخصا حذفهم وكان السبب بلسان عزيز الرباح وزير النقل والتجهيز آن ذاك "خطأ بشري" وقبلها العديد من الحوادث التي راح ضحية لها شيب وشباب منطقة جغرافية ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في منطقة تقرب للجزائر جغرافيا أكثر من قربها للمغرب. من منا لا يتذكر وبحسرة وفاة الشابة العبدلاوي في المستشفى المحلي بمدينة زاكورة وهي في مقتبل العمر أثناء وضعها لمولود أرادت له أن يكون مغربيا لكن الأقدار الإنسانية أهملتها لتقضي دون رأيته أكان ذلك "خطا بشريا"؟ من منا لا يتذكر ما يقع في إيمضر والمناطق المنجمية من نهب وهضم للحقوق. من منا لا يتذكر فاجعة منطقة "أمسيصي" (قرب تنغير) حيث كل ضحاياها من الأطفال التلاميذ . من منا لا يتذكر حادة تورجدال التي لقي فيها 8 أشخاص مصرعهم وأصيب أكثر من 21 ، 9 منهم جروحهم خطيرة. أكان ذلك "خطا بشريا"؟ من منا لا يعرف ما الذي يقع في الجنوب الشرقي من تهميش وانعدام لأبسط الضروريات من ماء صالح للشرب وبنيات تحتية (مستشفيات، مدارس وجامعات …) أكان ذلك أيضا "خطا بشريا"؟ الحوادث كثيرة كثرة الوعود الكاذبة لسياسيينا الذين واللائي يبحثن عن الاغتناء من خلال صناديق بيعت بدريهمات كما بيعت الديمقراطية في مهدها مع إسلامويين منافقين ويسار برجوازي يقبّل الأهداب أكثر منه الدفاع عن قضايا شعب أنهكته وأتعبته وعود كاذبة. في سياستنا القليل من الحكماء وكثير من اللاهوتيين البرغماتيين. اليوم ونحن تحت وطئ صدمة وفاة البراءة "ايديا" من خلال "خطأ بشري" تمر في ذهني العديد من الحوادث الذي وقعت وتقع في بلاد "سائرة في طريق الحوادث" والتي يتخذ فيها المسؤولين مبرات الغيب والقدر في وقت وفِّرت لهم جميع الآليات القانونية والمادية لخدمة شعبهم لكن "نيتهم ناقصة" وإرادة خدمة المواطنين والمواطنات منعدمة لديهم. كنت وكما العديد من الشباب والشابات نحلم بمغرب الديمقراطية مغرب الصحة والتعليم والسكن وفرص الشغل، مغرب يضمن الحد الأدنى من الكرامة والحقوق لمواطنيه لكننا صدمنا بعد 2011 بمغرب تكالب عليه يساره ويمينه إرضاءً لمصالحهم المادية. الصراع في المغرب اليوم هو صراع سياسي مصلحي ضيق يتبنى إيديولوجيات عقيمة فارغة من تقديم حلول ثقافية اجتماعية واقتصادية ناجعة للازمة التي يمر منها البلد والمنطقة بصفة عامة، فلا مشروع مجتمعي، يا سادتي غير المحترمين، خارج إطار مشروع فكري وثقافي. التنمية يا سادتي غير المحترمين صيرورة ومسلسل شامل ومتكامل ومتعدد الأبعاد، فيه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي و … هدفها تحقيق العيش الكريم للمواطنين والمواطنات وإن لم تستطع تحقيق ذلك فالعيب فيكم.