لعلى اكبر المتشائمين لا يظن انه لازال هناك دواوير تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم لكن الواقع صادم و مرير إننا في الألفية الثالثة لزال هناك دواوير تنعدم فيها ظروف العيش الكريم و الحديث هنا يدور حول واقع المرير الذي يعيشه سكان دوار ترني جماعة مزكيتام الذي يقطن به حوالي 2200 نسمة ، و لعلى اكبر المتفائلين لما يشاهده على القنوات المغربية يظن أن المغرب أصبح جنة الله فوق أرضه لكن الواقع شيء أخر فأين نحن مما نشاهده على التلفاز من الخطابات الفارغة من محتواها من الوزراء و البرلمانيين ، تتجلى معاناة الساكنة في عدم توفر البنيات التحتية ( الطريق ، مستوصف صحي ، ...) كما إن معاناة الساكنة تزداد مع بعد السوق الأسبوعي بحوالي 17 كلم و تزيد من صعوبته وعورة المسالك الطرقية و بعد أماكن جلب الماء الصالح للشرب عن الدوار بنصف ساعة مما يجعل أهل الدوار يعيشون معاناة يومية بالإضافة انعدام وساءل التدفئة " الحطب " . و مع قلة تساقطات المطرية تضاعفت جهود الساكنة من ( جلب الماء ، الحطب ، ) و غلاء الأعلاف الماشية حيث أصبح الفلاح يعتمد على العلف أكثر من الرعي لان الجفاف اكتسح اليابس و الأخضر . دوار ترني يفتقر إلى ابسط مقومات العيش معاناة مستمرة مع لسعات العقارب في غياب مصحة أو مستوصف صحي لان اقرب مركز الذي يتواجد بجماعة مزكيتام التي تبعد كما سبق الذكر ب 17 كلم عن الدوار. أما معاناة تلاميذ الدوار مع غياب الأستاذ الذي تم تعينه للتدريس هناك فلازالت حتى لحظة كتابة هاته السطور ، في غياب أية مراقبة من طرف نيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية جرسيف في حين يتحدث الجميع عن مكافحة الهذر المدرسي في العالم القروي فأين نحن من هذا الكلام ؟ كما أن معاناة ساكنة الدوار تتضاعف بحلول فصل الشتاء نظرا لانقطاع المسالك الطرقية المؤدية إلى الدوار مما يحتم على الساكنة استعمال الدواب كوسيلة للنقل الثروة الغابوية المغروسة التي لم يبقى منها إلا القليل ، لتعرضها لعملية نهب ممنهجة و منظمة غير مشروعة من طرف أصحاب النفوذ بمباركة حراس الغابة ما يهدد المجال الغابوي لإتلاف و المساحة التي تتعرض لاجتثاث هي جبال " امزكوط ، أربيب ، العنقرة ، ... " . من هذا المنبر ندعو كل المسؤولين بالإقليم التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه و الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه العبث بممتلكات العامة خاصة المجال الغابوي .