سلام محمد العامري [email protected] قال الفيلسوف الأمريكي جورج سانتيانا:" الصعب هو ما يمكن فعله حالاً، أما المستحيل فهو ما يأخذ وقتاً أطول بعض الشيء". كان العراقيون إبان الأنظمة السابقة, تحت سيطرة قائمة طويلة, من الصعوبات والمستحيلات, ذَلَّلَ صبر المواطن العراقي, كثيراً من الصعوبات, فله تاريخ عريق في مقارعة الظلم, أو كيفية التعامل معه أثناء وجوده, فإن حان وقت سقوط الظالم, لم يجد من الشعب من يدافعَ عنه. لم يفكر العراقيون يوماً, بالنظام الديموقراطي, وانتخاب من يمثلهم, كونهم يعتبرونه من المستحيلات, فأغلبهم لا يعرف سيرة رجالات المعارضة, الذين هاجروا بسبب ظلم وبطش الطاغية, لإشغالهم من قبل الحكام, بالحروب ونشر الفقر والاضطهاد الفكري, فقد كان العراقيون, يقعون طائلة القانون, إذا ما عَلِم جلاوزة النظام, باقتنائهم كتاباً ممنوعاً من قبل السلطة, او تم كشف أحدهم مستمعاً, لإحدى إذاعات المعارضة. تطبيق الديموقراطية لم يكن أمراً سهلاً, على شعبٍ مثل الشعب العراق, الذي اعتاد على التغيير الداخلي, من خلال الانقلابات العسكرية, ولحالة عدم الوعي للفكر الجديد, إضافة للوضع الاقتصادي المُتردي, وشحة الخدمات في جميع المحافظات, فقد انتهز بعض ما يُسمى( بسياسيي الصدفة), بشراء الأصوات الناخبين, من أجل الهيمنة على ما اطلقوا عليه" تقسيم الكعكة", فساء واقعُ العراق, مما سَبَّبَ الإحباط لدى الشعب, حيث لم يجد من يحاسب الفساد, وكما يقال بالمثل" صاحب الحاجة أعمى", فقد استغل الفاشلون وطُلاب السلطة, اولئك العميان, للوصول إلى مآربهم. جَنَّد المتسلقون على تضحيات الشهداء والسجناء والمهاجرون؛ عَدَدٌ من الإعلاميين ذوو النفوس الضعيفة, ليطلقوا أصوات أبواقهم المشؤومة, لمقاطعة الانتخابات بصورة عامة, ويستعملوا اقلامهم المسمومة, لإحباط الهمم كي يبقى الطريق, سالكاً لقوى الفساد., التي سخرتهم دون وازع من ضمير, مقارنين بين الوضع غير المستقر حالياً, والاستقرار الكاذب إبّان حكم الطغيان, متناسين الفترة المظلمة متعمدين, مع علمهم بكذبهم الشنيع. إنَّ ما يمر بالعراق, من فترة حرجةٍ, تقع ما بين خلافٍ سياسي, وقتالٌ محتدم لتحرير الموصل, ولكن لا أظن أن أساليب الشر, ستغلب جهود المخلصين, فمهما يكن الظلام, فثمة أمل بثقب نور, تخافه خفافيش السياسة.