سلام محمد العامري [email protected] قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :" مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً, إِلاَّ وأَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ ، فَتَهْتَدِيَ بِي وتَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي ، وذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلالِهَا وَ إِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا" منذ حزيران 2014 ميلادي, والموصل ترزح تحت سيطرة داعش, ذلك التنظيم الإرهابي البشع, الذي لا يمتلك من الإسلام إلا اسمه, ولا يعرف من الشرف شيء, والانسانية معدومة لديه, عامين ونصف العام من القتل, وسبي النساء, وسرقة الثروات, عامين ونصف العام, ذاق فيها أهالي الموصل التهجير, فسُرقِت ممتلكاتهم؛ التي بقيت في محلاتهم وبيوتهم, من قبل عصابات همجية, اجتمعت من شذاذ الآفاق ومجرمي العالم. تعرض الجيش العراقي في بداية النكسة, لإحباطٍ تام أدمى قلوب الشرفاء, وأقرَحَ العيون, فما كان من المرجعية في النجف, إلا الانتفاض لنُصرة الحق, وإعادة الثقة للشعب العراقي, بأبنائه من القوات الأمنية, فصدرت فتوى الجهاد الكفائي, لتهب الآلاف المؤلفة, مؤتلفة القلوب من أجل هدفٍ موحد, تحرير الأرض وتخليص العِرض, من براثن الاغتصاب, والمحافظة على الألفة الوطنية, متخذين دروس التضحية, من ثورة الحسين عليه السلام. بدأ التحرير بمنطقة جرف الصخر, والتي أطلق عليها مجاهدي الحشد, تسمية جرف النصر, لتصبح حقاً جُرفاً للنصر, تبعها تحرير محافظة صلاح الدين, مدينة مجزرة سبايكر الرهيبة, ليتم تحرير بؤرة الإرهاب الفلوجة, مدينة الشهداء المُعلقين على الجسور, بالرغم من الصعوبات التسليحية, وتصريحات دواعش السياسة, ومعارضتهم دخول الحشد الشعبي, لإيقانهم أن الطائفية ستنتهي حال النصر. تُمَثل مدينة الموصل لداعش, العاصمة لدولتهم المزعومة, وقد وضع فيها النُخَب من قياداته, وعمل على تشديد العقوبات, وابتداع أنواع لا مثيل لها بالإجرام, من أجل إدخال الرعب لدى السكان, وبالرغم من كل تلك الأساليب الوحشية, فقد تَشَكَّلت مجموعات للمقاومة الداخلية, أقَّضَّت مضاجِعَ المجرمين. تَحولٌ فاجأ الأعداء, فقد بدأت معركة الموصل, بتحرير قرى تابعة لقضاء الحمدانية, من قبل البيشمركة, بموافقة الحكومة الاتحادية, ليَتحد أبناء العراق, من أجل التحرير, بكل مكوناته, فالحشد شيعي, سني, مسيحي صابئي أيزيدي, رغما عن أنوف من أرادوا الفُرقَة, بين أبناء العراق الغيارى. بينما يُعَزز تنظيم داعش دفاعاته, من جنوب الموصل, يفاجئهُ جيش الإقليم, بفتح جبهة قضاء الحمدانية, والقرى التابعة له, بعملية صَعَقَت تنظيم داعش القبيح, ليصدر أوامره بانسحاب عصاباته. كما في كل معركة تحرير, تتعالى أصوات الحاقدين, وتستمر الاتهامات للحشد الشعبي, ولكن الصبر يُنتج النَصر, فصبراً على كلام المُغرضين, كي يُصبِحَ نصر الصابرين لوجه الخالق.