تمكنت عناصر الشرطة القضائية بكل من المنطقة الأمنية بالفداء مرس السلطان، والمحمدية، وعين الشق، ومولاي رشيد، من إيقاف مرتكبي أربعة جرائم قتل تعرض فيها الضحايا للطعن بالسلاح الأبيض، والضرب والجرح الخطيرين المؤديين للوفاة. جريمة بدأت بسرقة 10 ملايين
علمت "كود"، أنه، بعد تعرض أحد المواطنين لسرقة مبلغ عشرة آلاف درهم تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض، وذلك بإحدى أزقة حي الداخلة بمنطقة أمن الفداء، صباح يوم السبت (3 نونبر 2012)، من طرف شخص كان يتناول الخمر بالمكان نفسه رفقة شخص أخر، استنجد الضحية بأحد أصدقائه الذي حضر إلى عين المكان قصد مساعدته على استرجاع المبلغ المالي الذي سلبه منه الشخص الذي اعترض سبيله، إلا أن هذا الأخير انهال عليه بواسطة قنينة على رأسه فأصابه بجروح بليغة ثم أشهر في وجهه سكينا، فاشتبكا معا وسقطا أرضا، فأصيب حامل السلاح على مستوى الصدر وبقي ملقا على الأرض إلى أن حضرت سيارة الإسعاف وحملته إلى مستعجلات أبو وافي، حيث توفي رغم الإسعافات التي قدمت إليه. ويبلغ المتوفى من العمر 24 سنة، وهو من ذوي السوابق العدلية، فيما الشخص الأخر لاذ بالفرار، ليلقى عليه القبض لاحقا، أما ضحية السرقة فقد لاذ بالفرار بعدما هدده الشخص الثاني بواسطة آلة حادة وهو صديق الشخص الذي سلبه النقود. وبعد حضور عناصر الشرطة القضائية بأمن الفداء لعين المكان فتحوا بحثا في الموضوع، أسفر عن تحديد هوية الشخص الذي تبادل الضرب والجرح مع الهالك، فكثفوا جهودهم في البحث عنه إلى أن تمكنوا من إلقاء القبض عليه، يوم الاثنين (5 نونبر 2012). ويبلغ عمر المتهم 39 سنة، إذ جرى تقديمه أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يوم الأربعاء (7 نونبر 2012)، رفقة صديقه ضحية السرقة، وكذا الشخص الذي كان يجالس الهالك في تناول الخمر، والذي سبق أن هدد ضحية السرقة.
شاب يقتل عمته
الجريمة الثانية وقعت، صباح يوم الثلاثاء (6 نونبر 2012)، وكانت ضحيتها امرأة تبلغ من العمر 58 سنة طعنها ابن أخيها البالغ من العمر 30 سنة من ذوي السوابق العدلية بواسطة سكين على مستوى ظهرها، ولاذ بالفرار، حسب تصريح والد الجاني وبعض الشهود. والسبب يرجع إلى نزاعات عائلية مادية حيت وافتها المنية قبل وصولها إلى المستعجلات، وبمجرد وصول عناصر الشرطة القضائية لعين المكان، فتحوا بحثا في الموضوع وجندوا كل الوسائل البشرية والمادية من أجل إيقاف الجاني وقد تأتى لهم ذلك، إذ ألقوا عليه القبض مساء يوم ارتكابه الجريمة.
ضرب خمسيني حتى الموت
القضية الثالثة تتعلق بشخص يبلغ من العمر 50 سنة تعرض للضرب والجرح الخطيرين بمنطقة عين الشق (لمكانسة 4)، صبيحة يوم الثلاثاء (6 نونبر 2012)، ونقل إلى مستعجلات ابن رشد، حيث وضع تحت العناية المركزة إلى أن وافته المنية. وتدخلت مصالح الشرطة القضائية، وفتحت بحثا في الموضوع، وجرى تحديد هوية شخصين من مرتكبي الفعل الإجرامي وجرى إلقاء القبض عليهما، أحدهما يبلغ من العمر 23 سنة، أما الثاني فعمره 34 سنة من ذوي السوابق العدلية. وبعد تعميق البحث معهم، اعترفوا باعتراض سبيل الضحية وتعريضه للضرب والجرح الخطيرين من طرف شخص آخر كان معهم، وبحضور شخص رابع وصرحوا أنهم يتعاطون كعصابة للسرقة تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض على مستوى المناطق الخالية والمظلمة بعين الشق. وبعد البحث الجاد والمستمر في هذه القضية، جرى إيقاف الشخص الثالث الذي يبلغ من العمر 24 سنة من ذوي السوابق العدلية. وأفاد الموقوفون الثلاثة أن مرتكب الفعل في حق الضحية هو الشخص الرابع الذي كان في حالة فرار وبتوصلهم إلى هويته وعنوانه قامت عناصر الشرطة بتفتيش بمنزل والديه أسفر عن العثور على عدة وثائق تتعلق بالضحية: بطاقة تعريفه الوطنية، وبطاقة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وهاتفه النقال، وبطاقة تعريف أخته. وهكذا كثفت عناصر الشرطة القضائية أبحاثها الميدانية و سخرت كل مجوداتها من أجل إيقاف الجاني الرئيسي، فتوصلت بمعلومات تفيد بأنه يتواجد بأحد الدواوير بمنطقة أزمور فانتقلوا، صباح أمس الخميس (8 نونبر 2012)، إلى المنطقة المذكورة وقضوا نهارهم في البحث عنه بدوار الشرفة -الحروش- دائرة أزمور طيلة النهار نظرا لصعوبة التنقل بالمنطقة المقصودة، وكذا الجو الممطر الذي ساد المنطقة، أمس الخميس، حيث قاموا بمراقبة دقيقة أسفرت عن إيقاف الجاني الرئيسي، وهو من ذوي السوابق العدلية ويبلغ من العمر 28 سنة. ومن خلال أطوار البحث اعترف بكونه عرض الضحية للضرب والجرح الخطيرين بهدف السرقة، قبل أن يستولي على الوثائق التي جرى العثور عليها بمنزل والديه.
شنآن حول توقيف سيارة ينتهي بجريمة تتعلق القضية الرابعة بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضي للموت، وقد وقعت أطوارها بحي مولاي رشيد، حيث وقع نزاع بين الضحية البالغ من العمر 30 سنة والجاني، لما كان هذا الأخير مارا على متن عربة مجرورة بدابة على مقربة من منزل الهالك. وبسبب شنآن بين شقيق هذا الأخير والفاعل حول استعمال الطريق كونه كان يود إيقاف سيارته بالشارع العام نتج عنه توجيه عبارات السب تجاه شقيق الهالك، لذي لم يعر له انتباه الشيء الذي لم يتقبله الهالك ووقع في شجار معه أدى إلى تعنيف الفاعل من قبل المتوفى، الأمر الذي دفع بالجاني إلى التحوز بمدية من أحد باعة السمك بالسوق وعاد إلى مسرح الجريمة من جديد ليجد أمامه الهالك ويقوم بطعنه طعنة مميتة بواسطة المدية المذكورة. وبعد وصول عناصر الشرطة إلى عين المكان، قاموا بالتحريات الأولية توصلوا من خلالها إلى تحديد هوية الجاني البالغ من العمر 21 سنة من ذوي السوابق العدلية، حيث جرى إيقافه على الفور بدوار الديبة بمنطقة الهراويين، وسيتم تقديمه أمام العدالة فور إتمام الإجراءات المسطرية في حقه. ويستنتج أن أسباب ارتكاب هده الجرائم ترجع بالأساس إلى المشاكل الاجتماعية، التي تعاني منها فئة كبيرة من الشباب والعائلات المتفككة، وهي بعيدة عن الإجرام الاحترافي.