أقام الفنان التشكيلي المغربي مصطفى الكوش مؤخرا، معرضا فنيا لأخر لوحاته التشكيلية، وذلك برواق المركز الثقافي بميدلت، تحت شعار" الفن التشكيلي إبداع وقيم"، وهو المعرض الذي حضرته ثلة من المتتبعين والتلاميذ والطلبة وفعاليات المجتمع المدني وعشاق الفنون البصرية بشكل عام. وبسط الكوش في هذا المعرض، الذي نظمته الجمعية الفنية الثقافية والبيئية باغرم احولي بمناسبة عيد الاستقلال وبتعاون مع المجلس الإقليمي من من 19 الى 27 من شهر نونبر الجاري، فيضا من اللوحات الساحرة، التي تفصح عن عوالم إبداعية ينثرها الفنان في أعماله ورودا تارة، وأخرى مشاعر فؤاد تنبض بكثير من الإيحاءات الدالة، ما يجعل من تجربته الفنية من خلال هذا المعرض، فضاء منفتحا على سحر التجريد، ورقة الخيال، و دفء اشراقات تحاكي الحلم والشعر وطيف الذكريات. ويرسخ الفنان الكوش في هذا المعرض، تيمة الرسم كإبداع متجدد، وروح قيم ومبدأ من اجل استكشاف العالم، وما تختزنه الروح من نبضات وخفقان، وإحساس تجاه العالم والأشياء والموجودات، بهدف محاكاتها على ارض الواقع، وجعل الفنون التشكيلية الصورة المثلى، التي تقرب السينما في الحلم والبصيرة والإبداع والحياة. وتبرز جذبة الفنان عبر لوحاته، في جعل اللوحة حكمة فلسفة وإيحاءات شاعرية، واشراقات جمالية تسعد القلب والخاطر، لكنها في الآن ذاته تدمر بعضا من أوجاع القلب والسنين والمواقيت، حين تدمع اللوحات بألوان داكنة معبرة أكثر من اللازم. إن سحر اللوحة التشكيلية عند الكوش، تتحدد من خلال تقنية جعل اللوحة افقا فلسفيا منفتحا على تعدد الدلالات والاشارات، ما يجعل من أعماله، نصوصا شعرية مفعمة بفيض من المعاني، التي تحتفي في العمق بفيض العواطف، وبروح الهوية، وبكثير من الايضاءات التي تزهر في الزمان والمكان، وفي جانب أخر، ذات علاقة بالثقافة الامازيغية وسحر طبيعتها، فضلا عن ترسيخ قيم الفن والإبداع والهوية، كما ان تشبع الفنان بروح الفنون البصيرة وخاصة منها السينما، جعلت من اللوحة لديه صورة حقيقية تروم في العمق خلق المتعة البصرية للمتلقي في أبهى التجليات. يشار ان الفنان الكوشي المستقر بميدلت ويغرم باغرم احولي، هو من مواليد مدينة طنجة عام 1972، التي امتشق منها ريشة الفنون، تجربته الفنية تسائل الروح، وتستحضر العاطفة لدى المتلقي، حيث الفن بالنسبة لديه تعبير عن العقل والمزاج والمشاعر ومكنونات الروح والنفس. ويأتي هذا المعرض بعد مجموعة من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج المغرب، كان أخرها معرض جماعي بالمكتبة الوطنية بالرباط خلال هذه السنة، فضلا عن عدد من المعارض باسبانيا كان أولها بمالقا الاسبانية عام 1995. كما يعد من المخرجين البارزين في مجال الفيلم القصير، والذي توج في كثير من المهرجانات السينمائية، حيث شكل فيلمه(امازيغي) احد الأفلام الجميلة التي راقت الجمهور ولجان التحكيم.