افتتح مساء يوم الإثنين 17 أكتوبر 2016، بمدينة فاس، أشغال الدورة 11 لمهرجان فاس الدولي للمسرح الإحترافي تحت شعار "فاس فضاء رحب للمسرح" الذي تنظمه النقابة المغربية لمحترفي المسرح الفرع الجهوي بفاس بدعم من وزارة الثقافة المغربية وتحت إشراف ولاية جهة فاسمكناس وبتعاون مع مجلس جماعة فاس والمسرح الوطني محمد الخامس، في جو من البهجة والسرور والترقب في افتتاح المهرجان الذي سيتمر إلى غاية يوم السبت 22 أكتوبر الجاري. ونوّه رئيس النقابة الوطنية المغربية لمحترفي على الصعيد المركزي "مسعود بوحسين" بعد أن تحول اسم النقابة إلى النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية في مؤتمر استثنائي الشهر الماضي، بالفرع الجهوي على استمراره في تنظيم هذه التظاهرة المسرحية، معرجا على برنامج المهرجان الذي يحتفي حسب كلامه بالإبداع المسرحي خاصة على مستوى مدينة فاس، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه يجب أن تظل مدينة فاس دائما من المدن الرائدة في المجال المسرحي. وذكّر من جانبه السيد "حسن علوي مراني" رئيس الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بفاس، بالأدوار التي قامت بها النقابة من خلال تكريسها الدفاع عن المصالح الإقتصادية والإجتماعية لمحترفي المسرح والمهن المرتبطة به، والعمل على تحسين وضعهم الإعتباري وحقوقهم المادية والمعنوية، مشيرا أيضا إلى إسهامها بتأطير مناضليها في إعداد وتنزيل قانون الفنان في صيغته الجديدة، والذي سيعمل على تنظيم الحقل الفني عامة والمسرحي بصفة خاصة بالمغرب، وتعبئة كذلك القوى الحية في المجتمع من أجل تبني معركة التنمية الثقافية والفنية كجزء لا يتجزأ من معركة التنمية الشاملة. وقال السيد "حسن علوي" بأن النقابة دأبت على تعزيز الجانب المهني والتنظيمي بغاية تأهيل القطاع المسرحي الإحترافي، عبر تحسين مكاسب العاملين من خلال تقوية الجانب التكويني والأكاديمي لدى كافة الفنانين، وأكد من جديد ذات المتحدث أن صدور قانون الفنان بالجريدة الرسمية بعد المصادقة عليه في البرلمان سيحتم عليهم التفكير في تطوير منظورهم لوظيفة العمل النقابي في المجال الفني، لكي ينتقلوا بالتدريج من نقابة للتفكير في السياسات الثقافية وتأطير مطالب المهنيين إلى نقابة خدماتية، تشكل الملاذ الفعلي والعملي لكل فناني الأداء، إعمالا لشعارهم ومنظورهم لوحدة العمل النقابي، تحت يافطة النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية باعتباره الإطار المتقدم والطبيعي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح. وقال نائب رئيس جماعة فاس "حسن محب" بأن فاس ظلت دوما فضاء رحبا لكل الثقافات، منوها باختيار الفنانة المغربية "نعيمة إلياس" مكرمة الدورة واصفها ب"دلّوعة المسرح المغربي"، مشيدا بأعمالها الفنية المتعددة، ليضيف ويقول أن تكريم الفنانة هو تكريم للمرأة المغربية، معتبرا حسب كلامه بأن الحديث عن الرأسمال الحقيقي للأمة هو حديث بالدرجة الأولى عن الثقافة والفكر والفن. وعبّرت الفنانة المغربية "نعيمة إلياس" التي راكمت ما يزيد عن 40 سنة في المجال الفني، عن اعتزازها بهذا الإحتفاء، مشيرة في ذات الوقت إلى قانون الفنان باعتباره إطارا جديدا عمل على مأسسة هذا المجال، داعية في ذات الوقت إلى مزيد من النضال والصمود في انتزاع الحقوق، دون أن تغفل التنويه بالنقابة المغربية لمحترفي المسرح والتي تعتبر من مؤسسيها، لتقول في الأخير بأن رغم مسيرتها الطويلة في عالم المسرح والسينما والتلفزيون ما زالت لم تحقق ما تصبوا إليه. وقدم خلال الحفل الإفتتاحي للمهرجان أعضاء لجنة التحكيم التي يرأسها الدكتور عبد الرحمان بن زيدان، ويوجد في عضويتها كل من : د. عبد الفتاح أبطاني، وذة نجوم الزوهرة، وذ أمين ناسور، وجرى تقديم كذلك ضيوف الماستر الكلاس الذي ينظم لأول مرة بالمهرجان ويتعلق الأمر ب: الفنان عبد الإلاه عاجل، الدكتور محمد العزيز، الفنان عبد الحق الزروالي، الفنان محمد بلهيسي، الدكتور عبد الكريم برشيد، الفنان ابراهيم الدمناتي، المؤلف سعد الله عبد المجيد، الدكتور عبد اللطيف ندير، الدكتورة نوال بنبراهيم، الدكتور عبد الرحمان بن زيدان، الدكتور فهد الكغاط، الفنان حسن صابر. وقدمت مساء ذات اليوم عقب تكريم الفنانة المغربية "نعيمة إلياس" مسرحية "ليام آليام" التي تدخل في إطار المسابقة الرسمية، وتنطلق أحداث المسرحية من مكان يمكن تسميته دار للعجزة... عندما يشاهد الجمهور أشخاصا مسنين مجتمعين في مكان ما ولا تجمع بينهم لا قرابة ولا علاقة، سيتبادر إلى أذهان المشاهدين منذ الوهلة الأولى أن الجو الذي يعيشونه والمحيط بهم رتيب ومرتبك بل متشذر إلى درجة أنه يخيل لنا أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يكونوا مصابين بمرض الزهايمر، فلا يعوّل على ذاكرتهم… وقدم المسرحية فرقة نادي المرآة للمسرح فاس، وألفها حميد الطالبي، وأنجز سينوغرافيتها "سناء شدال"، ودراماتورجيا وإخراج "حسن مراني علوي"، وفي الإدارة التقنية (تقني الديكور والماكياج) : عبد الفتاح بن دعنان، المحافظة : عمر و محمد مراني علوي، الإدارة المالية والانتاج والترويج:رجاء ركراكي، الموسيقى والعزف : عثمان بيقشة، وشارك في تشخيصها : خالد ازويشي، عبد العلي فهيم، لبنى المستور، نسرين المنجى، محمد نبيل الشرادي، سفيان الملولي. وسيكرم المهرجان المقام بدعم من وزارة الثقافة المغربية وتحت إشراف ولاية جهة فاسمكناس وبتعاون مع مجلس جماعة فاس والمسرح الوطني محمد الخامس، كذلك كل من الفنانين: حميد تشيش(المغرب)، أحمد اليعقوبي(المغرب)، حميد الرضواني(المغرب)، حسن صابر(المغرب)، عبد الرحيم حسن(مصر)، أبو بكر الشريف(مصر). ويروم المهرجان إلى خلق تظاهرة مسرحية و ثقافية كبرى ذات بعد جهوي وطني ودولي، وترسيخ قيم الممارسة المسرحية المحترفة، وإغناء التنوع الثقافي واللغوي، وتثمين التنوع الثقافي والفني، وتعزيز الجانب المهني والتنظيمي، وتأهيل قطاع المسرح الاحترافي، ودعم البنيات الثقافية والمسرحية على الخصوص.