من أهم اللحظات الحميمية التي عاشها عشاق أبي الفنون خلال مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي في دورته 11 ، تكريم الفنانة المتألقة نعيمة إلياس التي راكمت تجربة طويلة على امتداد 40 سنة بين المسرح والسينما والتلفزيون .. وكان منظمو المهرجان قد بذلوا جهودا مضنية وصولا إلى هذه المحطة، إذ استطاعوا ضمان نجاح هذا الملتقى الفني الذي واكبه فنانون كبار في طليعتهم عبد الحق الزروالي ونجوم الزهراء والفنان عاجل والسينمائي عز العرب الكغاط وقيدوم المسرحيين إبراهيم الدمناتي وغيرهم.. بالإضافة إلى كتاب مسرحيين من بينهم د. حسن المنيعي ود. عبد الرحمان بن زيدان ود. عبد الكريم برشيد و د. عبد الفتاح ابطاني إلى جانب عدد من إعلاميي فاس . وقد واكب هذه المحطة جمهور غفير ضاقت به رحاب مركب الحرية، غير أن ما اثأر الانتباه هو نوعية الهدايا الرمزية التي قدمت للمحتفي بها.. هدايا يستحيي الإنسان من ذكرها خاصة تلك التي قدمت باسم جماعة فاس التي ألقى ممثلها كلمة أشاد فيها بالمحتفى بها وبالجهود التي بذلها المنظمون، حيث أكد أن الهدية ليست في مستوى الفنانة، راجيا منها قبولها، مستدلا بالمثل الشعبي على لساني ولا تنساني . والواقع أنه حان الوقت لإعادة النظر في قضية التكريم التي دأبت الجمعيات تقديمها للفنانين والإعلاميين والكتاب.. الذين قدموا خدمات جليلة في ميادينهم، وغالبا أنها لا تخرج عن درع الدورة وشهادة تقدير وباقة ورد.. وكل هذه الأشياء لا تساوي حتى ثمن التنقل بالنسبة للمحتفى به، لذا بات من الضروري إعادة النظر في ذلك، لأن الفنان والإعلامي والمثقف بصفة عامة في حاجة ماسة إلى دعم مادي، بالإضافة إلى الدعم المعنوي، مما يستوجب على المنظمين طرق أبواب الشركاء والمدعمين.. وإلا فإن المحتفى بهم سوف يعزفون عن الحضور في مثل هذه التظاهرات وهذا ما حدث مع فنان مسرحي مغربي كبير تم الاحتفاء به بفاس سابقا والذي لم يرقه الدرع الذي قدم له. هذا، وعند صعود النجمة إلياس خشبة مسرح الحرية وسط تصفيقات الحاضرين، بعد أن استمتع الجمهور الحاضر بمشاهدة فيلم قصير عن مسارها الفني المسرحي والسينمائي والتلفزي ، عبرت الفنانة نعيمة إلياس عن اعتزازها بهذا التكريم والاحتفاء، مشيرة في ذات الوقت إلى قانون الفنان باعتباره إطار عمل على مأسسة هذا المجال، داعية في الوقت نفسه إلى المزيد من الصمود لانتزاع الحقوق دون أن تغفل التنويه بالنقابة المغربية لمحترفي المسرح التي ناضلت داخلها مع ثلة من المسرحيين الغيورين ،وخلصت في كلمتها مشيرة أنها لازالت لم تحقق ما تصبو إليه رغم قضائها مدة أربعين سنة في المجال الفني . من جهته نوه د رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح مسعود بوحسين بالمجهودات الجبارة التي يبذلها فرع فاس وتضحيات أعضاء المكتب ليظل هذا الجو الاحتفالي مستمرا بهذه المدينة الثقافية التي ساهمت في تكريس المسرح بالمغرب من خلال فنانيها ومبدعيها . وباسم الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بفاس نوه المبدع حسن مراني علوي بالأدوار التي قامت بها النقابة دفاعا عن مصالح الفنانين الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا أيضا إلى إسهامها في تأطير مناضليها وصولا إلى صدور قانون الفنان الذي صودق عليه في البرلمان واعتبر، أن طريق النضال لازال مستمرا حتى يصبح الفنان محتلا للمكانة التي تليق به وحمايته من البطالة وإتاحة فرص العمل له مؤكدا أن النقابة هي الملاذ الفعلي لكل الفنانين باعتبارها الإطار المنظم والمتقدم . وبالنسبة للعروض المسرحية التي قدمت، فإن جلها لم يرق إلى المستوى الرفيع، لأن المسرح هو مرآة الشعوب ومن خلاله تبعث الرسائل لمن يهمه الأمر، كما أن الأعمال المسرحية الهادفة تساعد على التوعية بالإضافة إلى الفرجة والإمتاع الذي يشعر به المتلقي، الشيء الذي افتقدته بعض العروض التي اعتمدت على الصخب الموسيقي والإيحاءات الجنسية لابتزاز ضحك الجمهور .. للإشارة نظم المهرجان الدولي للمسرح الاحترافي بفاس في دورته 11 تحت شعار فاس فضاء رحب للمسرح دورة نعيمة إلياس، كما سهر الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح على تنظيم جلسات ماستر كلاس وذلك لأول مرة بفاس ويتعلق الأمر بالفنان عبد الحق الزروالي وعبد الإله عاجل ود محمد العزيز ومحمد بلهيسي ود عبد الكريم برشيد والفنان إبراهيم الدمناتي والمؤلف سعد الله ونوس ود عبد اللطيف ندير ود نوال بنبراهيم ود عبد الرحمان بن ويدان ود فهد الكغاط والفنان حسن صابر كما تم تكريم مجموعة من فناني فاس في اليوم الاخير من المهرجان ويتعلق الامربالسادة احمد اليعقوبي وحميد الرضواني وجسن صابر والفنان حمد اتشيش.. كما تم تنظيم ندوة المهرجان بقصر المؤتمرات في موضوع السياسة الثقافية الجهوية وأفاق الممارسة المسرحية الاحترافية أطرها الدكاترة حسن المنيعي ومسعود بوحسين وذ الحسين الشعبي وادارها د سعيد الناجي هذا، وساهمت في التباري على جوائز المهرجان عدد من الفرق المسرحية المغربية من بينها نادي المرأة للمسرح بفاس وفرقة مسرح الشامات بمكناس وفرقة مسرح الغد من مصر ومحترف فاس للفنون وفرقة مسرحية من اسبانيا إلى جانب فرقة مسرحية من فرنسا وفرقة أكورا من طنجة و فرقة علاء الدين لمسرح الأطفال . وكما هو معلوم فقد تم تتويج مسرحية «كل شي عن أبي» لفرقة الشامات بمكناس بجائزة برج النور عن أحسن عمل متكامل وفازت مسرحية «ليام اليام» لنادي المرآة بفاس بجائزة برج النور للإخراج وحصلت فرقة مسرح الغد من مصر على جائزة برج النور للنص كما حصلت مسرحية «مولات السر» على جائزة برج النور للانسجام الجماعي.