أنشئت الشركة الوطنية «صونادك»، وهي شركة عمومية سنة 1994، لإقامة المشاريع الكبرى بمدينة الدارالبيضاء ك : كورنيش عين الذئاب والمحج الملكي المؤدي إلى مسجد الحسن الثاني، موازاة مع ذلك تكلفت بتجهيز الأراضي وبناء الشقق إما قصد إعادة تسكين السكان القاطنين على طريق المحج الملكي، وإما قصد بيعها وكسب الأرباح، ومن بينها تجزئة «النسيم إسلان» المتواجدة بجماعة ليساسفة عمالة الحي الحسني بالدارالبيضاء ، المخصصة أصلا لحل مشكل سكن أساتذة جامعة الحسن الثاني، وفقا للاتفاقية الموقعة في 10-05-1997 بين جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء ووزارة الداخلية، بحضوركل من وزيري الداخلية والتعليم العالي بالإضافة إلى رئيس جامعة الحسن الثاني، سلطات الدارالبيضاء الكبرى والمكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي. ويتواجد عدد كبير من الأساتذة الجامعيين وموظفي الدولة من مختلف الوزارات وكذلك الخواص ضمن المقتنين لشقق أو لبقع أرضية بتجزئة النسيم إسلان، وتم الوعد بالبيع والدفعات الأولى لاقتناء عقارات بهذه التجزئة منذ سنة 1998، ولم يتم التسليم الجزئي للأراضي إلا سنة 2003. أما الشقق فلا يزال مشكلها قائما إلى حد الآن، وذلك راجع إلى العجز المالي الذي عرفته (صونا دك) والحجز الذي أقيم عليها سنة 2005 إثر مقاضاتها من طرف إحدى شركات البناء المتعاقدة معها. خلال هذه السنوات الخمس (1998 2003) عاش أصحاب هذه البقع جوا من القلق و الخوف على مصير عقاراتهم. كما قام الأساتذة، في إطار الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالدارالبيضاء، بعدة وقفات احتجاجية تمكنوا من خلالها من «انتزاع حقوق الكثير من المشترين لعقارات في هذا المشروع وأجبروا الشركة على تسليمهم أراضيهم » وفقا لدفتر تحملات مشروع النسيم إسلان المؤرخ ب 01-02-2002. وبعد تسليم هذه البقع تنفس المعنيون الصعداء وانهمكوا في بناء وتجهيز منازلهم حيث يتواجد الآن ب «حي النسيم إسلان» ما يزيد عن 300 فيلا وعدد كبير من المنازل و الشقق. لكن معاناة السكان لاتزال مستمرة جراء تماطل الشركة في إنجاز المرافق الاجتماعية المنصوص عليها في دفتر التحملات. في سياق هذه الظروف غير المواتية، يفتقر السكان ل: وسائل النقل العمومي، الأمن، مسجد للصلاة، حمامات، مدارس عمومية، مصحة، سوق عصري، فضاء للترفيه، ملاعب، مناطق خضراء... في انتظار«الإفراج» عن هذه المرافق يتم اللجوء إلى الأحياء المجاورة التي تبعد عن «النسيم إسلان» المعزول بعدة كيلومترات، في ظل رداءة الطريق الموصلة لهذه الأحياء ، التي تزداد رداءة في فصل الشتاء ، حيث تكثر المستنقعات والحفر التي تتسبب في الحوادث وإتلاف وتكسير سيارات عابري هذه الطريق. أمام هذا الوضع «الكارثي» بادرت الجمعية السكنية إسلان ، التي أنشأها السكان سنة 2006، إلى تنظيم الحراسة ليلا ونهارا مما ساعد على الحفاظ على الأمن، كما ساهمت في إيجاد حل لبعض المشاكل ك : الإنارة العمومية، النظافة، البستنة، محاربة البعوض والكلاب الضالة.. ولفك العزلة عن الحي ، تمت مراسلة العديد من الجهات: الوالي والعامل ورئيس مقاطعة الحي الحسني ومديري الوكالة الحضرية وشركة (صونا دك)، و«بدلا من أن تتحرك الشركة وتبادر إلى إخراج هذه المرافق الاجتماعية إلى حيز التطبيق، يقول المتضررون، فوجئ ممثلو الجمعية عندما توجهوا إلى الوكالة الحضرية للدار البيضاء رفقة أحد المحسنين الذي أبدى رغبته في بناء المسجد، بأن الشركة تتقدم بتعديل للمرافق قصد الاستحواذ على جزء كبير من المساحة المخصصة لها ، متجاهلة كل القوانين والالتزامات المسجلة في عقود البيع وفي دفتر التحملات»، وهي الخطوة التي جعلت الجمعية تتقدم بتعرض على أي تغيير في التصميم لدى السلطات. كما عبر السكان عن استيائهم وتذمرهم بتوقيع عرائض رفعتها الجمعية ضمن مراسلاتها للجهات المعنية تشير إلى «استعدادهم لخوض جميع الأشكال النضالية المشروعة لانتزاع حقوقهم».