كلما كان هناك امتحان يستهدف المس بمقدس وجود عند المغاربة، كلما فاجأوا الكثيرين بطراوة وعيهم الوطني الذي لا يذبل.. هكذا كان الأمر زمن الاستعمار، ثم زمن المسيرة لاسترجاع الصحراء، ثم حين زار ملك إسبانيا وزوجته ثغري سبتة ومليلية المحتلين.. ومنذ خطاب جلالة الملك الأخير، الخاص بالذكرى 34 للمسيرة الخضراء، يوم 6 نونبر 2009، وردود الفعل الشعبية تعكس صلابة ذلك الوعي الوطني للناس.. وهي الصلابة التي لاتعني بالضرورة أبدا نوعا من الشوفينية، بقدر ما تعني في العمق أن المغربي قد ينسى الكثير في طريق الحياة، لكنه في لحظة امتحان ما، يُذَكِّرُ البعض الذي يحتاج للتذكير، أنه لا تلاعب في التفريط في العرض وفي البلاد. إن ما ينساه خصوم وحدتنا الترابية، هنا وهناك، أنهم بمواقفهم التي تخاصم حق الشعوب المغاربية في التقدم والأمن، إنما يشحذون بساقط مواقفهم، صلابة موقفنا الوطني، ويصقلون صلابة وعينا الجماعي الوطني، ذاك الذي له شجرة أنساب عميقة في التاريخ، وهي تسري في المغاربة مجرى الدم. وكلما تصاعد العدوان الذي يسعى لتقويض موقعنا الجيوستراتيجي كأمة وكدولة وكشعب ، كلما كانت الطريق واضحة أمام المغاربة، وهي أن يكونوا رجالا، كما كان الأجداد العظام في سجل التاريخ.. إن المغربي هو المغربي، في ذات العزة، حين تمس كرامته في عرضه وأرضه وهويته الوطنية.. ولهذا السبب كان كل هذا التفاعل الشعبي الأصيل مع قوة مضمون الخطاب الملكي الواضح والجريئ.