فيما أكد سفير الولاياتالمتحدةالامريكية بالرباط عزم الرئيس باراك أوباما على تنفيذ ما وعد به، بما في ذلك الخيارات المرتبطة بإصلاح المؤسسات الدولية وبلوغ التقارب المعلن عنه في القاهرة وفي الدول الافريقية التي زارها مباشرة بعد تعيينه، جدد وزير الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، مطالبة الدول العظمى بالكف عن إقصاء باقي الدول عندما يتعلق الامر بالتقرير في القضايا التي تهم العالم والبشرية جمعاء. ففي حفل العشاء الاختتامي الذي نظم مساء يوم الاحد فاتح نونبر بمراكش، على شرف المشاركين في المؤتمر العالمي الثاني للسياسة الدولية، شدد السفير الامريكي على أهمية الحوار بين مختلف الاطراف لتقريب وجهات النظر المتباينة، وهنأ المغرب على توفير مناخ ساعد منظمي منتدى الحكامة السياسية على المساهمة بشكل نوعي في تحليل أسباب ومخلفات الازمة المالية، وفي البحث عن الحلول الملائمة لكل منها. كلمة الطيب الفاسي الفهري كانت في عمقها مستمدة من روح الرسالة الملكية التي تلاها مستشار جلالة الملك صباح يوم السبت 31 أكتوبر 2009 على المشاركين في المؤتمر. فهو وبعد أن لاحظ على المشاركين عدم التطرق أثناء مداولاتهم، الى مجموعة ال 77 التي تتخذ منها الصين موقعا متميزا للتقارب مع الدول النامية والسائرة في طريق النمو، وعدم التطرق كذلك الى مجموعة ال 11 المكونة من الدول المتوسطة النمو، التي يعتبر المغرب عضوا فيها، اعتبر أن الازمة العالمية الاخيرة فرضت إشراك كل الدول وكل الجهات في المباحثات والمفاوضات التي تهم القضايا الكونية والاقليمية. وكان اليوم الثاني من المؤتمر العالمي للسياسة قد تميز بالتصريحات التي أدلى بها المدير العام للجامعة العربية عمرو موسى، وخاصة ما يرتبط مها بالوضع في الشرق الاوسط. فبعد أن سجل موسى بأنها المنطقة التي تحتاج، أكثر من غيرها، الى مجلس أمن منصف وفعال، أكد بأن الصراع العربي الاسرائيلي الذي طال حوالي 60 سنة لم يعد بنفس الوتيرة، ومن المرتقب ان يتم التوصل خلال سنتين الى حلول تفضي الى وضع ديناميكية جديدة تؤمن الرفع التدريجي من أمن واستقرار المنطقة. فالتوجهات التي أعلن عنها الرئيس أوباما توفر إمكانيات التوصل الى الحل. أما بالنسبة للدول العربية، فلم تعد تنطوي عليها حيل الماضي، ولذلك فإن التفاوض مع اسرائيل من أجل التفاوض لم يعد مقبولا، واستئناف التفاوض لايمكن أن يتم دون وضع حد نهائي للممارسات الاسرائيلية التي تسعى الى تغيير السكان والجغرافيا والقوانين المتعارف عليها دوليا. وبالنسبة للتسلح، دعا عمرو موسى الى تطهير منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي، معتبرا أن انفراد اسرائيل بامتلاك السلاح النووي سينجم عنه بالضرورة سباق نحو التسلح، ومن بين الدول التي أعلن بأنها مرشحة لدخول غمار هذا السباق، خص بالذكر مصر والمملكة العربية السعودية.