هل يرتوي ظمأ المرايا بالصمت والنسيان؟ هل لا ترى العينان بعد الضياء وبعد أفق يبتدي كي يبتدي غيرَ التشيؤ واشتقاق المرئيات وعلاقة الكرسي بالجالس أما الزمان؟ فتلك رائحة يحار اللون في إدراكها! أما الطريق؟ فتلك حوريةٌ تُعَذِّبُ مَنْ يُغازلُها ولا يدري الرهان؟ هل يرتوي ظمأ المرايا بالشعر والأصوات واللمعان؟ ظل السؤال ومايزال مطية للعابرين نحو البياض يا رنة اللون اكتبي للعابرين قصيدة في ثوب يوسف يستفق لون يعي معنى السواد ويجيبُ حشدَ تساؤل ضجت به مُقَلٌ يغادرها الرقاد منه الصريح ومنه ما ينمو على بوابة الصمت/ الرماد دفلى جميل وردها وعروقها زقوم منه الجريح ومنه ما ذبحت على إيقاع أحرفه زُمَرُ الشهادات مرئيةً، صوتيةً، محسوسة، محسوبه وقصيدة مكتوبه بالظُّفر فوق غديرَتَي أم الربيع رقصت على مجزوئها غجرية الأرياف ... هل كان للمياه أن تخشى الضّفاف؟ رجِّع نداءَك مرتين ما بين ماض من تراب وغد تحدده المياه لما تغادر في الضحى المرآةَ نافرة الجباه خيلُ المعارك يعتلي صهواتها جُنْدُ يَبَرُّ بوعده حيا وبعد الموت تنفجر الحياة الموت في حضن الأمومة جنَتان: نور على قمم الخلود بشارةٌ يخشى الظلام حروفها ومروج ورد كالدهان غجرية الأرياف تسكنها غجرية الأرياف تمتشق التراب وتعانق الجندي متخطيا أوشام باريس آمنة القباب متمترسا خلف السراب متحرراً في لحظة لا تنتمي للعصر من جملة محمومة في كف سنبلة/ بيان يُتْلَى على الدنيا وينهمرُ سيلا كمعجزة تَحَدَّتْ قصر بابل طيراً أبابل ها ينتهي زمن العبيد ها ظلمة التاريخ تنحسرُ غجرية الأرياف تعرف ما تريد وتقدم العربون زغرودةً، وجديلةً من تاجها ياقوتة مكتومة ما يفتأ الجندي يركض عابراً كاكا وَإفريقيا وأداغلَ الماوماو والأمزون كالشمس يخترق الظلام الفجر تحت سنابك: »البرگي« (.) شرحٌ للأمام الفارس المغوار يمتلك الزمام عيناه مئذنةٌ وأصبعه حسام أنهى قراءة سورة التحرير فتراءت الكلمات قاصرة عُمياً تسافر من تيه الى تيه ونآى بعيداً يشتهي شاي الأمومة وجديلةً تزهو بناصية الغجرية الموشومة نايُ المهاجر خِل ٌّ لوحدته يسانده ويسعفه ويعطيهِ لحناً فريداً ظل تنشده لياليهِ: »غجرية الأرياف ترفل في بهاها كانت على حلم تسافر كالعهن تركبه خطاها نحو البياض نحو التشيء وانفجار الساكنات لما تغادر في الضحى المرآة نافرةَ الجباه« خيلُ المعارك قد تعود أو لا تعود لكن حوض الشيح والنعناع (.) ينمو على بوابة الحلم الرماد فإذا الحصى زغرودة وخصوبة وحصاد للواقفين مع الضباع هم وحدهم يدرون ما معنى التخثر في بقايا الجند بعد المعركة هم وحدهم أدْرَى بمغفرة المياه غجرية الأرياف تطربني يداها لما يسيل »الرش« (.) من كفين ثلجيتين زانهما احمرار الصهد والحناء لحنا تآخت في صياغته جبال الريف وأطالس السَّبُع المعفر عُرْفُهُ بالشمس هل تَمَّحي شمس الأطالس من متون الحب في سفر الوطن للشعر في أحداقها نهر تضج به الطيور من كل فج تستقي ألوانها وغناءها من رعشة الصمت ما كان صمت الأرض والإسفلت في باريس يمنعني من شَدْوِ حُبٍّ هو فاتحة الخصوبة في تراب طوَّعته سنابك الجياد قدس البشارة أن يعم الخصب أوديةَ الرماد اسأل جذور الماء ما بين ثلج في السماء ونصوص عشق ثَرَّةٍ تغري سكون الليل بالإنصات للإسناد وقراءة المحظور في سفر الوطن غجرية الأرياف نص حائر بين اختلال الشرح وشهادة الزور المحررة اعترافاً باغتيال الورد في وضح النهار غجرية الأحياء في المدن اليُحَوِّمُ فوقها لحن أريدَ به امتصاصُ النور من أعين تدري بأن هذا اللحن حكم بالسكوت غجرية الأحياء ترفض أن تموت عرافةً، جنيةً آخَتْ ندامي الصبح تحمل وجهها في كفها تلغي التصحرَ في الحقيقة والحلم في مرجها تجري جياد الصدق دون أعنة ما بين وشمٍ في الجبين وقصيدة بدوية الأنساغ لا تختفي خلف المرايا هي تستطيع الجري فوق المشهد في خطوها تجري جياد العشق دون أعِنَّةٍ هل تهتدي بالنجم أم بذُؤابة موروثة من نار أورٍ عندما رفض البرودة والمنام على الطوي آدم في جريها سألت جذور الماء عن فارس ركب النجوم وصاح في ليل الوطن من أجل وشم سرمدي اللغز فوق جبينها: »غجريتي غَنَّيْتُ كل قصائدي وتركتُ خيليَ في تراب المعركة فليركب العشاق صِدْقَ المُتون للشعر في أيامنا نص يجنح كالبراق لا يستقر سوى على قمم الغدِ تتحدث المرآة تفتح صدرها عارية للنور يغسلها هل يرتوي ظمأ المريا في العيون؟« ظل السؤال ومايزال فتيلة للموقدِ البيضاء ياوندي جنيف باريس ما بين 16 مارس 1993 و 16 أكتوبر 1995 (.) صنف أصيل من الجياد العربية والمغربية لونه ما بين الفضي والبني. (.) نباتان مشهوران بالمغرب الأول يصلح لعلاج العديد من العلل الباطنية ذو طعم حار، والثاني يطبخ مع الشاي ذو نكهة خاصة. (.) الرش أي التصفيق المتناغم بالكفين (دارجة).