ينتظر أن تقوم السيدة هيلاري رودهام كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، بزيارة إلى مدينة مراكش، للمشاركة في الدورة السادسة لمنتدى المستقبل الذي سينعقد يومي 2 و 3 نونبر 2009 في مدينة مراكش. ويعتبر «منتدى المستقبل» مبادرة مشتركة بين دول أعضاء منطقة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا والدول الصناعية لمجموعة الثمانية. وهو عبارة عن شراكة متميزة بين حكومات «منطقة الشرق الأوسط الموسع» و«مجموعة الثمانية الكبار»، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني وأقطاب القطاع الخاص. الهدف، من اللقاء، هو مناقشة وتبادل الأفكار حول أفضل السبل للعمل معا من أجل دعم التقدم وتوسيع دائرة الفرص لشعوب المنطقة، أي تحقيق سبل التنمية. وتطرح في العمق دوما في مثل هذه اللقاءات، أهمية البناء المؤسساتي للدول، الذي لا يتحقق سوى بتوفر شرط إشراك كل الشرائح المجتمعية في الإنتاج وفي التوزيع العادل للثروات، أي تحقق عمق روح الديمقراطية والإشراك في صناعة المستقبل. وقد ترأس المغرب والولايات المتحدةالأمريكية الدورة الأولى لمنتدى المستقبل التي عقدت بالرباط سنة 2004، وخلقت حينها نقاشا غنيا، أفضى إلى العديد من المبادرات التنموية، لعل أوضحها مغربيا هي مبادرة مشروع « التنمية البشرية » التي أعلنها جلالة الملك منذ أربع سنوات، وهي اليوم موضوع مناقشة من أجل تطوير فعاليتها أكثر. وينتظر أن تشكل أشغال «منتدى المستقبل» في دورته السادسة بمراكش، فرصة لقراءة حصيلة التعاون الدولي بين مجموعة «الثماني الكبار» ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذا الأشواط التي قطعتها شعوب المنطقة في علاقة مع حكوماتها، في تطوير عمل مؤسساتها الدستورية والسياسية والإقتصادية والجمعوية، من أجل تحقيق التنمية المنشودة. مما يعني أن اللقاء، هو مناسبة للقراءة والنقد، بغاية رسم معالم المستقبل فعليا بجرأة وشجاعة وحسم. ذلك أن التعاون الدولي اليوم، يتأسس على مبدأ التعاون، الذي لا يسمح بأسباب التعطيل المحلية، التي يفرزها كل واقع غير ديمقراطي. من هنا فإن منتدى مراكش، حدث دولي كبير على أكثر من صعيد.