مازالت سنفونيا الحزن لم تكف أوتارها عن البكاء حسرة وكمداً على نتائج نخبتنا الوطنية، داخل المجتمع الرياضي الوطني، بل وداخل الأسر والمنتديات المغربية.... حتى أخذت «حياحات التنذير» بتصفية الحسابات مع الأطر المغربية (الأربعة) التي أوكل إليها تدبير أمور المنتخب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، و«نگافات التبشير» بأسماء رهط آخر من المدربين الأجانب الذين سيكون «الفتح إن شاء الله على أيديهم...». تلك هي معضلة مهندسي الهزيمة في عالم ومحيط منتخباتنا الوطنية والذين يتوفرون على ترسانة من الحلول الجاهزة والعاجلة لعلاج جسد مريض وطريح الفراش يحتاج الى الإنصات العقلاني لعلله وأدوائه ويجترح الوصفات الفاعلة والناجعة على أساس حمية تتحدد تركيبتها من أصل مواصفات المرض ونوعيته وأسبابه، وهو مالا يتأتى بالعجالة والترقيع والارتباك. إن الهزيمة الأخيرة كانت معروفة قبل أن يعلن الحكم انطلاق اللعب على عشب ملعب عمر بانغو بليبروفيل، وماهي في حقيقتها إلا غيض من فيض، سواء في علاقة المدربين مع اللاعبين أو في علاقة هؤلاء مع بعضهم البعض، وتلك لعمري حالات تنتفي معها كل المحفزات الروحية والمعنوية المتعلقة بالقميص الوطني. إنها صفحة منتهية وبعدها الفراغ. فلم نتمادى في الحرث في الإسفلت الصارم؟ ولم نواصل التشبث بالحلم الهارب منا؟ ولم لا تكون لدينا الجرأة والشجاعة في الاعتراف بالفشل وتسمية الهزيمة باسمها ولا نلقي بها ظلماً على «الحظ العاثر»؟!! ها هي الملايير ستتسربل مرة أخرى للتعاقد مع «مسيو» آخر من مسلسل المسيوَّات المتحفزين كالغرابيب الجائعة على البوابة الإلكترونية لجامعتنا ينتظرون هزائمنا ليطلوا بقماقمهم معربين عن قدرتهم السحرية على علاج أمراضنا. اجلسوا إلى الأرض أيها المسؤولون وحللوا أوضاع رياضتكم بمعايير الواقعية والمسؤولية، فالمرض مرض والكذب كذب، والحقائق شاخصة أمامكم ولا تنتظر منكم إلا الجرأة والروح الوطنية الحق للانطلاق في أوراش علاجية تطال مشمول الهرم الكروي من القواعد إلى القمة وليس العكس، ذلك لأن المستقبل هو الراهن الآن. فأزيلوا إذن النظارات التي تلمع الصور وتبدل المريض بالصحيح...