اصبحت المشاهد الصباحية لحاويات الأزبال المكسرة والمقلوبة جزءا من المشهد اليومي لمدينة الصويرة، غير أن لهذا الإهمال والتقاعس أمام هذه الظاهرة فاتورة باهظة تدفعها المدينة على عدة مستويات. فحسب إحصائيات الشركة المفوضة لتدبير النفايات الصلبة بمدينة الصويرة، يصل عدد الحاويات المكسرة جراء هجوم البقر إلى 20 حاوية، وباحتساب ثمن الحاوية الذي يصل إلى 3500 درهم، ستكون الشركة أمام خسارة مالية لا مبرر لها قدرها 70 ألف درهم شهريا منذ سنوات، أصبح لزاما على سكان مدينة الصويرة التعايش مع مشاهد قطعان البقر وهي تجتاح أزقة المدينة وشوارعها بحثا عن صناديق قمامة تقتات منها . منذ سنوات كذلك، توصل سكان المدينة إلى قناعة مفادها كون هذا البقر يتمتع بحصانة من نوع خاص تجعله خارج سلطة المؤسسات المحلية التي تقع على عاتقها حماية ساكنة المدينة، وتجهيزاتها، ومساحاتها الخضراء ومحيطها الطبيعي بشكل عام من الاجتياح الليلي واليومي لعشرات الأبقار التي لا يوقفها أي شيء بحثا عن الطعام في النفايات المنزلية للمدينة. « تعامل مسؤولينا مع هذا البقر تجاوز حدود الاحترام ، فلا أحد يحرك ساكنا لإبعاده عن المدينة ، ولم تتخذ أي مبادرة لزجر مالكيه عن إطلاق قطعانهم داخل المجال الحضري» صرح لنا أحد سكان المدينة مستغربا تعامل المسؤولين مع الظاهرة. لقد اصبحت المشاهد الصباحية لحاويات الأزبال المكسرة والمقلوبة جزءا من المشهد اليومي لمدينة الصويرة، غير أن لهذا الإهمال والتقاعس أمام هذه الظاهرة فاتورة باهظة تدفعها المدينة على عدة مستويات. فحسب إحصائيات الشركة المفوضة لتدبير النفايات الصلبة بمدينة الصويرة، يصل عدد الحاويات المكسرة جراء هجوم البقر إلى 20 حاوية، وباحتساب ثمن الحاوية الذي يصل إلى 3500 درهم، ستكون الشركة أمام خسارة مالية لا مبرر لها قدرها 70 ألف درهم شهريا، إضافة إلى المجهود المضاعف الذي يصبح لزاما بذله لجمع النفايات التي أثث بها البقر أحياء المدينة، فيصبح لزاما تجنيد يد عاملة ، وهو ما يعني بالضرورة أعباء مالية إضافية. الغريب في الأمر هو أن الجميع يعرف أصل هذه الظاهرة التي تمثل في المقابل مصدر نشاط تجاري بالنسبة لفئة محدودة من ساكني المناطق المجاورة لمدينة الصويرة ، فحسب شهادة مجموعة من المواطنين، يبدأ النشاط الرعوي داخل غابة المدينة على مرأى ومسمع من حراس الغابة الذين لا يحركون ساكنا في اغلب الأحوال لإيقاف زحف البقر نحو المدينة ، كما هو الحال بالنسبة للنوق والجمال، وفي المساء، يدفع بقطعان البقر إلى داخل المدينة لتقتات طوال الليل من حصيلة النفايات المنزلية للسكان. وكأن مشاكل الواد الحار، وتلوث الغابة، وتهالك البنيات التحتية الطرقية، وغزو الحشرات الطائرة لا تكفي لتأثيث المشهد اليومي للمدينة بعوامل الخلل! المشكل لا ينحصر فقط في النفايات الصلبة والخسائر البيئية ، والمادية المترتبة عن الظاهرة، بل كذلك في الأغراس والمساحات الخضراء التي تصبح تحت رحمة نهم بقر مجتر يعيث فوضى وتخريبا في المدينة إلى غاية بروز الخيوط الأولى للصباح. وهنا وجه الغرابة، كيف يدخل البقر إلى المدينة؟ وكيف يخرج منها من جديد سالما غانما قبل أن يرتد إلى مسؤولي المدينة طرفهم؟! المعاناة من الظاهرة لا تنحصر فقط في المواطنين أو في شركة التطهير الصلب، بل للمسؤولين كذلك نصيبهم من المعاناة من هذا المشكل المجاني الذي جاء نتيجة لغض الطرف من قبل أطراف معنية، لكن مستويات المسؤولية تتفاوت، ويجب التحرك بحزم وصرامة للضرب على أيدي العابثين بإطار العيش الجماعي لسكان مدينة الصويرة. إذ يكفي حجز قطعان البقر لليلة واحدة فقط ليتوصل المسؤولون إلى الهوية الحقيقية لمالكيهم، ولفهم الأسباب الحقيقية لتفاقم هذه الممارسات اللاقانونية!