أكد المشاركون في الندوة الفكرية، التي بخريبكة في موضوع «الفيلم الوثائقي وقضايا العولمة»، أن الفيلم الوثائقي في حاجة ماسة للدعم اعتبارا لقيمته الفنية والأهمية القصوى للقضايا الاجتماعية والتاريخية والإنسانية التي يتناولها. وأضاف المشاركون في الندوة، التي نظمت في إطار الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي ، أن تناول القضايا الإيكولوجية يندرج أيضا في صميم عمل الفيلم الوثائقي ، ويعد مصدرا آخرا يستقي منه أهميته. وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء، الذي حضرته ثلة من الفنانين السينمائيين والنقاد والمفكرين والباحثين، أهمية الصورة في الفيلم الوثائقي لبلاغتها وقدرتها على إيصال الفكرة في قالب يضع فيه المخرج لمساته الفنية بشكل يجمع بين المتعة والفرجة لدى معالجة مختلف المواضيع في كل أبعادها. وأشار المتدخلون إلى أن الفيلم الوثائقي يرتكز على المعنى أكثر من ارتكازه على المحتوى، لأنه يتم استعارة الأفكار من مخيلة المخرج لإسقاطها على الموضوع أو الواقع حتى يكتسب قيمته الإبداعية المستمدة من الأضواء والألوان وحركات الكاميرا وغيرها من التقنيات التي تضفي الجمالية على الصورة وتكشف ما هو مستور. ورأى البعض في الصمت دلالات عدة قد لا تعبر عنها الكلمات، مقابل من رأى أن الموسيقى والتعاليق المبنية على طريقة السرد بأسلوب أدبي بسيط ومتميز تمثل إضافة نوعية لاستكمال ما تسمو إليه ثقافة الخطاب المباشر للصورة من أجل إبلاغ الرسائل الكونية الشاملة أمام نسبية الحقائق. كما اعتبر المتدخلون كتابة السيناريو أو الحوار في الفيلم الوثائقي نواة أساسية تستدعي إخراجها في صيغتين متباينتين من خلال اللمسات الفنية التي يضفيها عليها المخرج سواء قبل عملية التصوير أو بعده. وخلصوا إلى أن الفيلم الوثائقي يظل مجرد فكرة تتطلب دراسة وبحثا عميقين قبل اللجوء إلى اختيار أنجع السبل الكفيلة بإخراجها إلى حيز الوجود في قالب فني كمنظومة شعرية من شأنها التأقلم مع مختلف الأمكنة والأزمنة. ساهم في تنشيط هذه الندوة الرئيسية للمهرجان كل من مخرج قناة الجزيرة الوثائقية محمد بلحاج، الباحث السينمائي حمادي كيروم، الناقد إبراهيم المزدالي، إلى جانب رئيس جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة الحبيب الناصري.