بالرغم من المجهودات التي بُذلت ومازالت تُبذل على مستويات عديدة في المجال التنموي عموما بمدينة الداخلة ثاني أكبرالمدن بالأقاليم الجنوبية ، وبغض النظرعما تشهده هذه المدينة الحديثة والجميلة في آن واحد، من تطورسريع ونمو عمراني كبير، ونمو ديمغرافي، فلايزال الوضع الصحي بها متدهورا، لم يستطع الإستجابة لانتظارات الساكنة التي تشكو من تردي الأوضاع بمستشفى الحسن الثاني. المستشفى الإقليمي والجهوي الذي عرف ميلاده سنة 1992، والذي يغطي حاجيات 13جماعة حضرية وقروية بإقليمي الداخلة وأسرد، بجهة وادي الذهب لكَويرة التي يبلغ عدد سكانها حسب آخرإحصاء لسنة2004 ، حوالي 99367، لايزال لم يواكب التحولات التي عرفتها المدينة سواء على مستوى النمو الديمغرافي أوالعمراني والإقتصادي،إذ لايزال يسجل خصاصا كبيرا سواء على مستوى الأطرالطبية من الأطباء والممرضين، حيث لا يضم حاليا إلا21 طبيبا و63 ممرضا، أوعلى مستوى التجهيزات وخاصة الأسِرّة التي لاتستوعب في أحسن الأحوال أكثرمن 59 مريضا. فالمواطنون اشتكوا كثيرا من ضعف في الإستقبالات ومن غياب المداومة الليلية، وانعدام جهازالسكانير وغرفة الإنعاش، فضلاعن النقص في الأدوية، وغياب التخصصات الطبية، مما يضطرمعه عدد من المرضى إلى قطع مساحة حوالي700 كيلومتر، لتقي العلاج بمدينة العيون، بل إن كثيرا منهم ما يلقى حتفه وهوفي طريقه، كما أن مستودع الأموات ضيق لا يستوعب عددالموتى في حالة وقوع كارثة لا قدرالله. وفي رده على هذه الإنتقادات التي وجهها المواطنون، لم ينف المسؤول الإداري بذات المستشفى وجود مشاكل عديدة، حيث أرجع النقص في الأدوية إلى مشكل التموين الذي لايلبي طلب المستشفى مائة في المائة، في حين مشكل التخصصات الطبية، فهوراجع، حسب قول ذات المسؤول، إلى الأطباء المتخصصين الذين يرفضون الإلتحاق بمدينة الداخلة، هذا في الوقت الذي صرح فيه بأن التخصصات الضرورية متوفرة بالمستشفى، وهوما نفاه المواطنون بالداخلة مرة أخرى، وأكدوا عدم وجود كافة التخصصات بمستشفى الحسن الثاني بالمدينة، مما يضطرالمرضى إلى الإنتقال إلى مدينة العيون. وأمام هذه الوضع بالمستشفى، لا بد من تظافرعدة جهود جهويا ومركزيا لتحسين الوضعية الصحية بالمستشفى والتصدي بحزم وجدية لكل الإختلالات المرصودة هناك،وتوفيركافة التخصصات الطبية بهذه المؤسسة لكي تكون في مستوى انتظارات سكان جهة وادي الذهب لكَويرة، وتلبي حاجيات المواطنين بالإقليم والجهة من العلاجات المستعجلة والإسعافات الضرورية في وقتها المناسب.