أكدت مصادر مقربة من التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، أن كتلة الأجور بلغت 55% من مداخيل التعاضدية، وهو ما يمثل 6 ملايير سنويا للموظفين، وهو ما يمثل خطراً حقيقياً على التوازنات المالية لهذه المؤسسة الاجتماعية، وأضافت مصادرنا أن هذه الإشكالية سببها سوء تسيير الرئيس السابق للتعاضدية محماد الفراع. في نفس السياق، أكدت نفس المصادر، أن كتلة الأجور يجب ألا تتعدى ما بين 7% و 13% من المداخيل، في الوقت الذي تعتبر نسبة 13% خطراً على التعاضدية. هذه المعطيات تم الكشف عنها يوم الأربعاء الماضي في اللقاء الذي عقده أعضاء المجلس الاداري للتعاضدية. وأشارت المصادر ذاتها الى أنه في سنة 2007، حينما كان الفراع يسير التعاضدية، شكلت كتلة الأجور نسبة 55% من المداخيل، أي ما مجموعه 6 ملايير من أصل 11 مليارا، وهو ما يفوق تعويضات ملفات المرض. ومن بين الاختلالات الأخرى التي وقف عليها المكتب المسير الجديد للتعاضدية ما أقدم عليه الفراع في ولايته، والمتعلق بمركب أكادير للمعاقين، حيث كلف هذا المرفق 5 أضعاف قيمته المالية، حيث كلف مالية التعاضدية 7 ملايير سنتيم في الوقت الذي أثبتت الدراسات المنجزة حسب دفتر التحملات أن هذا المركب لا يتجاوز مليارا و200 مليون سنتيم، في الوقت الذي هو الآن مغلق، بحكم غياب تراخيص من طرف وزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الاقتصاد والمالية، كما أنه لا يتوفر على الكهرباء والماء. وأفادت مصادرنا أن التعاضدية سجلت عجزاً سنة 2007 بما قيمته 2 مليار و 200 مليون، في حين كان من المفروض أن يكون الربح كفائض ما بين 7 و 8 ملايير. هذا العجز سيرتفع سنتي 2008 و 2009. وشددت مصادر مقربة من التعاضدية، أن هذه الأخيرة لديها أموال في ذمة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لكن تضيف، أن الاقتناءات التي أقدم عليها الفراع غير قانونية. مسؤول بالتعاضدية صرح للجريدة أن المكتب الجديد لهذه المؤسسة الاجتماعية، وجد نفسه أمام 500 ألف ملف متعلق بالمرضى المنخرطين غير مسوى. وقد تم تكليف 100 موظف للعمل على تصفية هذه الملفات. وحسب هذا المسؤول، فإن المكتب المسير سَوَّى 440 ألف ملف لحد الساعة، على أساس أن تتم تسوية 60 ألف ملف آخر في الأيام العشر الأوائل من شهر أكتوبر. وأضاف نفس المصدر أن القيمة المالية لهذه الملفات المرضية تصل الى 10 ملايير سنتيم. كل ذلك يأتي من أجل إعادة الثقة للمنخرط ولذويه من ذوي الصفة. وقد أكد رئيس التعاضدية عبد المولى عبد المومني، أن فريقه عمل بشكل متواصل ليلا ونهاراً منذ التصويت عليهم بهذه المؤسسة من أجل النهوض بالتعاضدية، وفتح صفحة جديدة مع المنخرطين والموظفين، قصد إعادة التوازن المالي للمؤسسة وثقة المنخرط.