خرج عباس الفاسي الوزير الأول عن صمته حيال ما يجري بالتعاضدية العامة لموظفي الادارات العمومية، بمراسلة حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين، بإقراره التراجع عن القرار الذي اتخذه وزيران في حكومته والوصيين على الشأن التعاضدي. إذ حسب رسالة تتوفر الجريدة على نسخة منها، يقول فيها الوزير الأول مخاطبا زعيم النقابة التابعة لحزبه، أنه قرر إلغاء القرار الذي اتخذته وزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة الاقتصاد والمالية، بعد احتجاج، كما جاء في رسالة عباس الفاسي: «احتجاج على التصرفات غير القانونية للسيد وزير التشغيل والتكوين المهني»، كما أسماها عباس الفاسي. فحوى الرسالة ترجمه حميد شباط إلى هجوم بمعية محماد الفراع صباح يوم أمس الأربعاء، بعد أن اقتحما مقر التعاضدية العامة بالرباط، حيث كانا مصحوبين بال«ميليشيات»، حسب مصادرنا، وأطراف أخرى لا علاقة لها بالشأن التعاضدي. وتضيف مصادرنا، أن شباط والفراع، أمرا أنصارهما بالاشتباك مع موظفي التعاضدية، بعدما حاول هؤلاء منعهم من الدخول إلى مقرها ، خاصة حينما أراد شباط تنصيب الفراع على رأس التعاضدية ضداً على قرارات وزارية، قضت بعزله ومن معه نتيجة العبث بالمال العام، كما تثبت ذلك العديد من التقارير التي أنجزت بخصوص هذا الموضوع. وأكدت مصادر من عين المكان أن الفراع وشباط معا يستبقان من خلال هذا الهجوم ، الدعوى القضائية التي تنظر فيها المحكمة الادارية يومه الخميس بالرباط، والتي رفعها العديد من المرشحين لانتخابات التعاضدية ضد ترشيح محماد الفراع ومن معه، على خلفية إساءتهم للتعاضدية. في ذات السياق، علمت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أن وزارة التشغيل والتكوين المهني راسلت صباح يوم أمس والي جهة الرباطسلا زمور زعير، ووالي أمن الرباط، ووكيل الملك بابتدائية الرباط، على خلفية اقتحام مقر التعاضدية من طرف حميد شباط ومحماد الفراع، الذي تم عزله من خلال تطبيق الفصل 26 من ظهير 1963 المنظم للتعاضد. وتجدر الإشارة إلى أن مقر التعاضدية الذي تم اقتحامه صباح يوم أمس، سبق أن كلف مالية هذه المؤسسة عشرة ملايير، حيث كانت وزارة الاقتصاد والمالية سابقا قد منعت الفراع من ذلك، إلا أن الفراع نفذ هذا الإجراء ضد القانون. ومن التداعيات الخطيرة لملف التعاضدية، ما صرح به حميد شباط من سب وشتم واتهامات رخيصة في حق عريس الشهداء المهدي بنبركة، على هامش ندوة صحفية أجراها شباط للتضامن مع الفراع، بعد أن تم عزله من طرف الحكومة، وهو ما يؤكد طبيعة الجهات التي تتطاول على تاريخ الوطن ورموزه.