توقع الفنانة ميساء مغربي، على حضور متميز هذه السنة بمناسبة شهر رمضان، على كل من قناة mbc وقناة «روتانا خليجية». هذا الحضور الفني المهم، الذي سجلته الفنانة ميساء من خلال مسلسل «فنجان الدم» (يعرض على قناة mbc)، و«هوامير الصحراء» (يعرض على قناة «روتانا خليجية») ، بقدر ما أثار الكثير من الإعجاب والمتابعة عرف الكثير من الجدل والتأويلات و«الحروب الفنية»، وكذلك العديد من الإشاعات. ومن خلال الدورين المختلفين اللذين أدتهما الفنانة ميساء مغربي (دور «العلياء» في مسلسل «فنجان الدم»، ودور «الجوهرة» في مسلسل «هوامير الصحراء») ، استطاعت أن تتألق في الدورين فنا وآداء، وحسب العديد من النقاد العرب، زادتها هذه الأعمال التلفزيونية الدرامية وقيمة آدائها الفني الذي جسدته، حضورا كبيرا في الساحة الفنية العربية.. وبقدر ما تعتز الفنانة ميساء مغربي بما حققته من انتشار فني، فهي لا تخفي اعتزازها بمغربيتها وما يضيفه لها هذا الانتساب من معنويات وصدق وحب الانتماء للوطن المغرب. في هذا الحوار الحصري والخاص، الذي خصت به ميساء مغربي جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، تحدثت فيه عن أعمالها الفنية التي تعرض حاليا. وهذا نص الحوار: ميساء، سجلت حضورا فنيا متميزا في مسلسل «فنجان الدم»، وذلك من خلال آداءك دور «العلياء».. عن هذه التجربة الفنية، التي كتب عليها الكثير، ما هو انطباعاتك الفني حولها؟ تجربة «فنجان الدم»، مسلسل أعتبره تحفة فنية وتاريخية، لما يحمله من توثيق لمرحلة مهمة من صراع القبائل، فهو لم يسئ للقبائل البدوية في الخليج مثلما حاول البعض ترويج ذلك. وعندما منع المسلسل من العرض في العام الماضي، شعرت وفريق العمل بحالة إحباط، فالجميع يعلم أن من قام بتسريب هذه الأخبار غير الحقيقية، هم بعض الأقلام التي تحاول ركوب الأمواج على حساب الآخرين. وهذه السنة، على الرغم أن عرض المسلسل ما يزال في بدايته، إلا أن ردود الفعل والمتابعة الجماهيرية له التي يحظى بها يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز لما وصلنا إليه من احترافية في تقديم الأعمال الدرامية. ولدي القناعة التامة، أن مسلسل «فنجان الدم» ، هو قفزة نوعية في الدراما العربية، وليس بالدراما البدوية. ومن الإجحاف أن نعتبره بكونه مجرد مسلسلا بدويا، بل هو عمل تاريخي يركز على صيغة معيش البداوة في حقبة تاريخية ما. أعود معكم الفنانة ميساء، إلى دور «العلياء» الذي تؤديه في المسلسل، هل يمكنك أن تحدثينا عن العناصر التي ركبت هذه الشخصية؟ شخصية «العلياء» في مسلسل «فنجان الدم» ، هي شخصية علياء بكل ماتحمله الكلمة من معاني لغوية والسمو والرفعة وعزة النفس والنخوة والطيبوبة.. ، وما تحمله كذلك من قسوة المرأة البدوية وآنافتها.. «العلياء» هي أنثى تحب، ولاتختار من تحب، بل تتعرض إلى حالة الحب الصعبة من خلال حبها لرجل هو سبب مأساة قبيلته.. أما الدافع الذي جدبني إلى هذه الشخصية، هو تلك التركيبة النفسية، التي تجمع مابين الحب والكره، الضعف والقساوة وعزة النفس والخضوع لحب الأطفال.. ، إنها بالفعل شخصية تحمل العديد من المعاني، جعلتني أتعاطى معها بتحدٍ فني كبير، وذلك من خلال مسار تغير الشخصية حسب أحداث المسلسل، مرورا بمراحل عمرية وزمنية مختلفة، فهي الفتاة العاشقة التي تتصرف بشموخ بنات شيوخ القبائل، كما أنها المرأة التي مر بها الزمن بظروف وصراع من أجل الحب، وهي العجوز التي بلغت من العمر عتيا.. مع كل شخصية ومرحلة توجد طقوس وحالة خاصة ينعكس على الأداء التمثيلي.. «هوامير الصحراء» مسلسل يثير جدلا في الأوساط الفنية الخليجية حاليا، وذلك لجرأة طرحه لحياة الأثرياء العرب، وإثارة بعض التفاصيل هي في غاية الحساسية، ماهي تفاصيل هذا العمل الفني؟ أعتقد أن «هوامير الصحراء» ، استطاع أن يظهر ويثبت قدرة كاتب السيناريو عبد الله بن بخيت في بناء الحدث بطريقة متماسكة، قليلا ما نجد لها مثيلاً في الدراما السعودية. كما أن المسلسل يناقش القضايا التي تشغل أبناء الطبقة المترفة، مصوراً انفعالات شخوصها وتقلبات أفكارهم وبهرجة حياتهم وانتقال معيشتهم من واقع إلى آخر عبر سرد محكم ومتماسك وأداء مميز من طرف كل الممثيلين الذين يشاركون في هذا العمل أمثال: أحمد الصالح، سعد خضر، عبد الله العامر، ماجد مطرب، مريم الغامدي، سمير الناصر وعلي السبع... ، إضافة إلى هذا أن المسلسل يقدم قصة جريئة ومتماسكة يتنامى فيها الحدث بحيوية عبر القصص الجانبية لأبطال المسلسل التي يجري كل واحد منها على حدة، لكنه يؤثر ويتأثر بالمسارات الأخرى. لذا، فإن الدافع الأكبر لمتابعة المسلسل، هو الارتباط الواضح بين القصة والسيناريو والإخراج الذي قام به المخرج أيمن شيخاني، وتفاعل الممثلين مع «شخوصهم» في تركيبة مميزة تبني قيمة جديدة للدراما السعودية. ماذا عن دور «الجوهرة» كيف تعاملتي معه، وما هي نقاط التشابه والاختلاف مع شخصية «العلياء»؟ «الجوهرة» ، شخصية مستفزة لكل ممثل ومختلفة عن شخصية «العلياء» ، لها استقلالية وقناعة تامة باستقلالية المرأة، بدون أن تكون هناك وصاية عليه من طرف زوجها أو أبيها، بل تجسد استقلاليتها بالعمل والانتساب إلى ذاتها.. شخصية «الجوهرة» هي في نفس الوقت عنيدة، قيادية، مسيطرة.. ، لكن في عز الشر تمتلك بذرة من الخير والحب والندم على الشر ، وهذا يمثل ذكاء كبير في الكتابة الدرامية..